جعجع: لحكومة جديدة تتألف من اختصاصيين مستقلين وأقول للمتكبشين بالكراسي والمناصب والمكتسبات إن الوضع خطير ودقيق جدا
توجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لمن أسماهم ب”المتكبشين بالكراسي والمناصب والمكتسبات”، بالقول: “إن الوضع خطير ودقيق جدا، وأنا أشعر في بعض الأحيان أن لا دراية لهم بذلك، أسرعوا بالقيام بما يجب أن تقوموا به أفضل من أن ينتهي بكم الأمر في نهاية المطاف من دون كراس أو مناصب أو مكتسابات ولا من يحزنون”. ورأى أن “الإنتفاضة الشعبية التي نشهدها، هي انتفاضة حقيقية ولبنانية مئة بالمئة ولديها عنوان واحد أحد فقط لا غير هو الوضع المعيشي”، معتبرا أنه “أصبح من الواضح جدا من خلال تصريحات أكثرية الناس الموجودة في الشارع أو التي ليست في الشارع أن لا ثقة أبدا بالتركيبة الحاكمة عدا عن أن لا ثقة أيضا بهذه التركبة من قبل المجتمع العربي أو الدولي”.
كلام جعجع جاء عقب اجتماع تكتل “الجمهورية القوية” الدوري في
معراب برئاسته، وحضور: نائب رئيس الحكومة المستقيل غسان حاصباني، الوزراء
المستقيلين: مي الشدياق، كميل أبو سليمان وريشار قيومجيان، نائب رئيس الحزب
جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، وهبي قاطيشا،
عماد واكيم، فادي سعد، أنطوان حبشي، ماجد إدي ابي اللمع، شوقي الدكاش،
جوزيف اسحق، سيزار المعلوف، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء
السابقين: ملحم الرياشي، طوني كرم وجو سركيس، النواب السابقين: فادي كرم،
إيلي كيروز، جوزيف معلوف وشانت جنجنيان، الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس
وعضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل
جبور.
واستهل جعجع كلمته بتوجيه معايد ل”البنانيين كافة وخصوصا
المسلمين من بينهم وللمسلمين في العالم أجمع، بحلول عيد المولد النبوي
الشريف، قائلا: “نتمنى من الله أن يعيده علينا في العام المقبل بظروف أفضل
وبالسلام والطمأنينة للبشرية جمعاء”.
وشدد على ان “الإنتفاضة
الشعبية التي نشهدها هي انتفاضة حقيقية ولبنانية مئة بالمئة ولديها عنوان
واحد وهو: الوضع المعيشي، ولو أن البعض يحاول إلباسها عناوين عدة، فالوضع
المعيشي وهو الوحيد القادر على إنزال اللبنانيين من عكار إلى النبطية وصور
إلى الشارع للتظاهر تعبيرا عن وجعهم بالشكل الذي نراه لليوم الـ26 على
التوالي”.
وتابع: “إلى جانب هذه الصرخة الحقيقية الواقعية
الشفافة، أصبح من الواضح جدا من خلال تصريحات أكثرية الناس الموجودة في
الشارع أو التي ليست في الشارع، أن لا ثقة أبدا بالتركيبة الحاكمة عدا عن
أن لا ثقة أيضا بهذه التركيبة من قبل المجتمع العربي او الدولي، وهذا الأمر
ظاهر من خلال قطع المساعدات عن لبنان، فما من أحد يقبل أن يضع ماله في
مكان يعرف مسبقا أن هذا المال سيبدد إما هدرا أو فسادا”.
ورأى أن
“البعض يحاول أخذ الأزمة إلى أماكن أخرى، في حين أننا علينا العمل جميعا
من أجل ملاقاة الإحتجاجات الشعبية وأخذها على حقيقتها كما هي، ليس أن نعمد
إلى أخذها إلى أماكن أخرى في حال لم تكن تناسب مصالحنا السياسية، فالبعض
يفترض أنه لو أتت الصين للقيام بأعمال في لبنان لما كنا وقعنا في أزمتنا
الإقتصادية، أو أنه لو سمحنا لإيران بالإتيان برجال أعمالها أو منتوجاتها
إلى لبنان لما كنا وقعنا بالأزمة، مع احترامي لهذا الرأي إلا أنني لا أؤيده
إطلاقا باعتبار انه لا يتلاءم ولا ينسجم مع الواقع”.
واستطرد:
“لو سلمنا جدلا، لضرورات البحث لا أكثر، أنه لو أتت الصين وإيران وكوريا
الشمالية وفنزويلا جميعها برجال أعمالها ومنتوجاتها إلى لبنان، لما كنا
وقعنا في الأزمة، فعندها على عاتق من تقع مسؤولية عدم القيام بهذه الخطوة؟،
فبالطبع على التركيبة الحاكمة، لماذا؟، لأنها هي التي من الممكن أن تدع
هذه البلدان تقوم بهذا الأمر أو العكس، فالأكثرية النيابية والوزارية
متحكمة بزمام الأمور، وهذا فقط إذا ما أردنا الذهاب بعيدا لمجرد ضرورات
البحث لا أكثر”.
واعتبر أنه من “الأفضل ألا نقوم بتقزيم الأزمة،
وألا نحاول أخذها إلى غير مكانها، فهي أزمة فشل تركيبة تبوأت مراكز السلطة
منذ سنوات عدة وفشلت في تأمين أي شيء للمواطن اللبناني، لذلك نرى هذا
الطابع العام الذي تأخذه هذه الإنتفاضة أو الثورة وهذه الإلحاحية التي لدى
الناس والصدق الموجود في وجوههم”.
وتطرق إلى موضوع تأخر
الإستشارات النيابية، فقال: “من غير المقبول في الظروف التي نمر بها أن نصل
إلى اليوم الـ14 ما بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ولم يتم تعيين
موعد للإستشارات النيابية الملزمة من أجل تكليف رئيس حكومة. ففي عز دين
أيام الخير في لبنان، كان يتم ذلك في اليوم التالي أو اليوم الذي بعده. وفي
أسوأ الحالات إن طال هذا الأمر، فذلك لم يتعد يوما الأسبوع الواحد وفقط في
ظل أزمة سياسية. فهل من المقبول أن يطول تعيين الإستشارات إلى هذا الحد في
خضم كل ما تمر به البلاد؟. وإلى جانب ذلك كله فهل من المقبول أيضا ألا
نطبق حدا أدنى من الإجراءات الدستورية بشكلها الطبيعي؟. البعض يقول إنه لدى
رئيس الجمهورية الحرية في ذلك، ونحن نقول طبعا لكل واحد منا الحرية في
تناول 10 قوالب حلوى في النهار الواحد، إلا أنه لا يقوم بذلك لأن هذا الأمر
غير مناسب له، وبالتالي كان من الواجب ان تتم الإستشارات النيابية البارحة
قبل اليوم إنطلاقا من وضع البلد”.
وبالنسبة لشكل الحكومة
العتيدة، قال: “حزب القوات اللبنانية، وانسجاما مع المناخ العام السائد في
البلاد حول أسباب السقوط الذي وصلنا إليه، يشدد على ان تكون الحكومة
العتيدة جديدة كليا، فنحن لا نريد إستبعاد أحد، وأكبر دليل على ذلك أننا
نستبعد أنفسنا اولا، مع أننا بذلك نظلم نفسنا باعتبار ان لا علاقة لنا بكل
ما حصل لناحية السقوط، ولكن لا ضيم في ذلك من أجل المصلحة العامة”.
أضاف: “المقصود بحكومة جديدة هو أن تتألف من اختصاصيين وليس فقط ذلك وإنما
مستقلين أيضا، ولب القضية هو في أن يكونوا مستقلين باعتبار أن البعض يحاول
اللعب على مطلب حكومة من اختصاصيين من أجل الإتيان بأزلامهم من أصحاب
الإختصاص والذين قرارهم السياسي مربوط بهم، إلا أن ليس هذا هو المطلوب في
الوقت الراهن وإنما أختصاصيون مستقلون وخصوصا عن القوى السياسية الموجودة
في السلطة”.
وختم: “هناك من يقول إن هناك أكثرية نيابية تم
انتخابها حديثا في الإنتخابات النيابية الأخيرة، فهل يمكن ألا نعطيها حقها
بالتمثل، وجوابا على هذا الكلام نقول إن المبدأ صحيح ونحن أيضا شاركنا في
الإنتخابات النيابية ولكن هناك إنتخابات نيابية أخرى جرت في 17 تشرين الأول
وفي 18 و19 و20 و25 منه أجدد من تلك الإنتخابات التي تتكلمون عنها في أيار
الـ2018، وعلينا اتخاذ نتائج هذه الإنتخابات بعين الإعتبار أيضا”.
Comments are closed.