المحلل الجيوسياسي جورج أبوصعب: الجيش اللبناني نجم المرحلة المقبلة ولبنان إلى سلام دائم
قال المحلل الجيوسياسي د.جورج أبوصعب في حديث إلى «الأنباء»: «يعيش لبنان اليوم تداعيات قرار دولي اتخذ منذ ما قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، بالقضاء على الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، لكونها مقبلة على مرحلة سلام».
وأضاف أبوصعب الدكتور في القانون الدولي: «القرار بالقضاء على الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية اتخذ بالتوافق بين الدول اللاعبة في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة توصلها إلى قناعة راسخة بأن الأذرع الإيرانية أثقلت كاهل المنطقة العربية، ولا بد بالتالي من تصفية قدراتها العسكرية تمهيدا لإحلال السلام العادل والشامل والدائم، وهذا ما يفسر البرودة في المواقف لبعض الدول الكبرى المعنية بشؤون المنطقة».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستبقى متفرجة، قال أبوصعب الأستاذ المحاضر في جامعة السوربون ومستشار السفارة الفرنسية في الدوحة: «يمر القرار الدولي بإنهاء الأذرع الإيرانية في المنطقة بين مرحلتين زمنيتين حاسمتين وهما:
1 – مرحلة ما قبل التسليم والتسلم في البيت الأبيض في 20 يناير 2025، وهي مرحلة معنية بالمشهدين اللبناني والسوري فقط، كون فصول المشهد الغزاوي أصبحت شبه منتهية. ويمكن خلال هذه المرحلة اعتبار التعديلات الحكومية التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت وتعيين المتشدد يسرائيل كاتس مكانه، مؤشرا لإطلاق يد الجيش الإسرائيلي لإحداث الفرق المطلوب ميدانيا». وهذا يعني ان الفترة التي تسبق دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ستكون فترة الحسم الميداني ومفتوحة على كل الاحتمالات.
2 – مرحلة ما بعد التسليم والتسلم، وهي مرحلة المفاوضات وإبرام الاتفاقيات والتسويات، إنما وفقا للأسلوب الجمهوري لترامب، المعروف عنه انه يقدم القليل مقابل حصوله على الكثير».
وبمعنى أدق، اعتبر أبوصعب وهو أيضا رئيس اتحاد الفرنسيين في الخليج العربي، «ان ما يحكى عن مساع ديبلوماسية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لا يتجاوز أعتاب اللعب في الوقت الضائع». ورأى «ان ما جاء في البيانات العسكرية الإسرائيلية وتصاريح وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس عن انتهاء المرحلة الأولى من العمليات العسكرية والدخول في المرحلة الثانية منها، ان الحرب في لبنان مستمرة ولا أحد يعلم أين وكيف تنتهي»، معربا في هذا السياق عن خشيته «من إقدام نتنياهو على اتخاذ قرارات متهورة قد تكون على حساب سيادة لبنان».
وعن مصير القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، قال أبوصعب: «وضع نتنياهو القرار الأممي 1701 في سلة التجاذبات الدولية نتيجة مطالبته بإدخال تعديلات جذرية عليه، وهي تعديلات من المستحيل إقرارها أمميا، لكونها ستواجه لا محالة بالفيتو من روسيا والصين، الأمر الذي أحال القرار إلى التقاعد والبحث عن آخر بديل. وما يدعو الى الأسف ان الجانب اللبناني الرسمي ممثلا بالثنائي الشيعي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، استفاق بعد 18 سنة على ضرورة تطبيق القرار 1701 بعد ان تخطاه الزمن وأصبح من الماضي، علما ان من يريد فعليا تطبيق الـ1701، عليه المبادرة إلى تنفيذ القرارين 1559 و1680 أولا، لاعتبارهما ركائز القرار المذكور والطريق الأسلم إلى تنفيذه».
وتابع أبوصعب: «ما يدعو إلى الأسف ان لبنان تحول بفعل منهجية قياداته السياسية الرسمية، إلى ساحة صراع مفتوحة بين إيران من جهة ومن خلفها محور الممانعة، وإسرائيل من جهة ثانية ومن خلفها المحور الأطلسي المدعوم دوليا بهدف إنهاء الأذرع العسكرية للحرس الثوري، وتحجيم عقيدة تصدير الثورة وإعادة إيران إلى حدودها الدولية الطبيعية من دون تغيير النظام فيها..».
وعن دور الجيش اللبناني في مرحلة ما بعد دخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، قال أبوصعب: «لا شك في ان الجيش اللبناني سيكون نجم المرحلة المذكورة، إذ سيعول عليه في بسط السيادة اللبنانية ونفوذ الشرعية ليس فقط في جنوب الليطاني انما على كامل الأراضي اللبنانية، بالتوازي مع مروحة واسعة غير مسبوقة من الإرادات الأممية لتعزيز قدراته العسكرية والقتالية بأسلحة نوعية، خصوصا ان العالم بأسره يثق بأخلاقية ومناقبية الجيش اللبناني وبقدرته على فرض الأمن والاستقرار».
وختم: «على الرغم من كل ما يحكى ويشاع، وعلى الرغم من المساعي والجهود وكل النوايا الصادقة، لن يكون هناك رئيس للجمهورية اللبنانية إلا بعد الانتهاء من الورشة العسكرية الأممية الراهنة، لأن المطلوب رئيس لمرحلة السلام وإعادة الإعمار والنمو الاقتصادي والازدهار على كل المستويات».
الانباء – زينة طبّارة
Comments are closed.