“الجبهة السيادية”: نطالب ايران بعدم التدخل بالشأن الداخلي اللبناني ولن نقبل بالحرب الدائرة على أرضنا
عقدت “الجبهة السياديّة من اجل لبنان” مؤتمرًا صحافيا، اليوم، في مقرّها في السوديكو، بعنوان “مقاضاة ايران”، في حضور أعضاء “الجبهة” النائبين كميل شمعون وجورج عقيص، والمحاميين ايلي محفوض ومجد حرب”. حيث كان لهم، حسب بيان صدر، “مشاركة خاصة في عرض الأسباب والنتائج التي توجب محكمة الجنائية الدوليّة في لاهاي بمحاسبة ايران”.
شمعون
وقال شمعون: “اجتمعنا اليوم لنصل الى كيفيّة التخلص من الهيمنة الايرانية التي أوصلتنا إلى ما وصلنا اليه اليوم . ومن المؤكّد أن الوطن لما كان وصل الى حالة الحرب الدائرة على أرضه، والدمار والتهجير وقتل الأبرياء لولا التدخل الايراني المباشر . لهذا السبب نعلم أن التورط الايراني واضح وخاصة “البيجر” التي انفجرت بيد السفير الايراني دليل واضح على مدى التدخل. ونحن نتحمل رواسب الحرب وهناك عدد كبير من النازحين في المناطق الامنة نتمنى ان يعودوا الى بيوتهم ومناطقهم في أسرع وقت ممكن” .
واضاف: “لكي نصل الى هذا الهدف، أولا، على جماعة المقاومة ومحور الممانعة التعهد من أجل لبنان، ومن أجل البيئة الشيعية الكريمة، ولأجل أهل البلد، يجب أن تقف الحرب فورا. ولكي تقف هذه الحرب يجب أن لا نعطي ذريعة لاسرئيل لكي تتابع في سياسة الدمار الشامل. ثانيا : نطالب الدولة الايرانية بعدم التدخل بالشأن الداخلي اللبناني. ثالثا : نطالب الطائفة الشيعية كي تعود وتنضم الى الوطن” .
وتابع: “لبنان ليس ساحة معركة، ولن نقبل بالحرب الدائرة على أرضنا. نحن نريد بناء هذا الوطن على قواعد سليمة ومن دون تدخلات أجنبية ، ونريد أن ننتخب رئيس جمهورية لبنانيّا وعلينا جميعنا ان نساهم في هذا الشيء لأن نهضة لبنان هي نهضة كل مواطن”.
وختم: “نتمنى من ترامب تطبيق التعهد الذي تعهد به وهو جعل هذه المنطقة منطقة آمنة يعم فيها السلام، وهذا ما نطمح اليه ان نعيد بناء الوطن وأن نوقف الحرب فورا لأننا نريد أن نعيش بطمأنينة وسلام”.
محفوض
“نحن نحكم أربع عواصم عربية ومنها بيروت”. هذا تصريح المسؤولين الايرانيين الذين أتحفونا به خلال السنوات الماضية. سلّحنا ونسلّح طائفة لبنانية وفئة محددة، نحن ايران أنشأنا ميليشيا على الأراضي اللبنانية نموّلها، ونزودها بالأسلحة لكن لا ننشىء مستلزمات البقاء والصمود في هذه الدولة. نحن نموّل فقط ميليشيا. وهذه الحرب الدائرة على أرضنا لا علاقة لنا بها. و كل ما قامت به الجمهورية الاسلامية في لبنان هو دمار وتخريب . فهي حرب ايرانية – اسرائيلية على أرض لبنان بدماء اللبنانيين”.
واضاف: “طبعًا، استباحة السيادة اللبنانية من خلال اعتبار لبنان جزءا من الجمهورية الاسلاميّة، اوصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم . أنشأت ايران منظمة مسلحة صنفت كجسم عسكري تابع للحرس الثوري الايراني وحولت أهلنا الشيعة كمتراس تصفية لحسابات ايرانية. وهذا الأمر عطل الدولة وأحدث عطلا في عقل بعض اللبنانيين . فليس من المقبول ان جزءا من شركائنا في الوطن إذا خيروا بين ايران ولبنان يختارون ايران . فهذا الأمر خطير جدا أن نرى شبابا في ربيع العمر يضحون بحياتهم لأجل لا شيء . ولا نقبل أن تستمر طائفة مخطوفة من جمهورية اسلامية ايرانية حاولت ولا زالت تحاول بأن تغير نظام هذا الوطن وتقيم فيه جمهورية اسلامية تابعة لها. في هذا الاطار أقول ان كل ضحية هو ضحية هذا النظام الايراني، لذلك مؤتمرنا اليوم”.
وتابع : “نحن كجبهة نريد مقاضاة ايران وصوتنا اليوم يعلو : ماذا عن ايران ؟ لماذا لا نرفع الصوت بمحاكمتها؟ مورست بحق المعارضين اللبنانيين أنواع شتى من الارهاب الفكري والجسدي والنفسي وسقطت الادارة بموظفيها. فالمطلوب اليوم من جميع موظفي الادارة اللبنانية ، عسكريين وأمنيين، وقضاة ومحامين التحرر من عقدة الخوف، وهذا الخوف يجب ان لا يستمر فنحن اولى بالجمهورية اللبنانية وليس بالجمهورية الاسلامية. ونعلن اننا سنواجه هذا الخطر مؤسساتيا كما عالجنا المواجهة السياسية مع السلطة الايرانية التي تهيمن على القرار اللبناني . من هنا نعلن مقاضاة كل من تسبب بجرّ الحرب علينا، وتسبب بهذا الدمار، وسقوط القتلى، الشهداء والضحايا وحتى من تسبب بالانهيارات المالية والفساد”.
وختم محفوض: “ايران حولت لبنان الى دولة مارقة لذلك ولا بدّ أن تدفع جميع التعويضات للبنان، وتغطي جميع الخسائر في كل المناطق. فهذه الحرب هي من أنشأتها على أرضنا فعليها بالتعويضات وليس من مسؤولية الدولة اللبنانية أن تعوض هي على المتضررين. ونحن نعول على الاجهزة الدولية القضائية بالمحاسبة”.
المحامي مجد حرب
وقال المحامي مجد حرب: “اذا اردنا كفريق معارض سرد الأسباب التي دفعتنا للادعاء على النظام الايراني فهي لا تنتهي . ويمكننا ان نبدأ بأنّ هناك فريقا ايرانيا سلّح مجموعة من اللبنانيين للسيطرة على الدولة اللبنانية. ولم نرَ هذا السلاح نجح الا في الاغتيالات والقتل كما في 7 أيار ، ومحاولاته في الطيونة وكذلك في الكحالة. وايضا استعملوا لبنان كمختبر ايراني حيث صدّروا الينا أدوية غير مطابقة للمواصفات، وايضا سيطروا على قرار الدولة. مفهوم الاحتلال يكمن عندما دولة تسلّح فريقا في دولة أخرى ويأخذ الأوامر منها مباشرة . نحن كفريق معارض نريد أن نجمع كل الاطراف حولنا ونتكاتف في وجه هذه الدولة التي تحرّض كل يوم فريقا معينا من اللبنانيين على الانتحار لأجل قضيتها. فمن واجبنا أن نعلي الصوت باسم الطائفة الشيعية، وباسم الناس الذين راهنوا وعولوا على ايران التي خذلتهم ، ونأخذ اجراء قانونيا بحقّ نظام أثبت عداءه للشعب اللبناني تماما كما اسرائيل التي اثبتت عداءها للبنان”.
وختم : “التشجيع على الانتحار جريمة مثل القتل وهذا ما فعله الايراني بالشعب اللبناني . لذلك اذا هناك رجالات في دولتنا يجب ان تتوقف السفارة الايرانية حالا”.
عقيص
وقال عقيص: “من مزايا الدولة التي نطمح إلى بنائها في لبنان الجديد، هي أن تكون محترمة الكرامة الوطنيّة. والتي لا تتحقّق الا عندما الدولة اللبنانية تعتبر نفسها كاملة العضويّة في الأمم المتحدة. وهذه العضوية تعطينا حقوقا، ولكن للأسف الدولة اللبنانيّة لم تستفد منها. وأريد أن أؤكد أن القانون الدولي مبني على فكرة أساسيّة هي احترام الدول لسيادة الدول الأخرى. وايران تنتهك سيادة الدولة اللبنانية منذ سنوات حتى اليوم . وهناك أدلة عديدة لانتهاكاتها منها العمليات العسكرية، وثانيا ادارتها للقرار السياسي لطائفة عريضة ومؤسسة في لبنان. واجتماعنا اليوم هو تأسيسي لأننا نؤسس لمرحلة جديدة، يمكن من خلالها أن نقاضي الدول التي تسببت بكلّ هذا الخراب والدمار، وبعدد القتلى في لبنان. وليس لدينا اي أمل يوحي بأن هذا الأمر سينتهي قريبا”.
واضاف: “نطالب الحكومة اللبنانية باسم من نمثل، أن تقرأ اتفاقيّة روما التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية في تموز 1998. ولبنان حتى اليوم لم ينضم الى هذه المعاهدة . ولكي لا نبقى تحت رحمة حكومة مترددة في الدخول الى معاهدة روما، نطالبها بأن تطلب من مجلس الأمن بأن يحيل ملف الحرب اللبنانية، والتي تصاعدت وتيرتها في الشهرين الأخيرين بشكل دراماتيكي إلى المحكمة الجنائية الدولية في “لاهاي”، لكي ينظر ويرتب المسؤوليات التي هي واضحة بالنسبة الينا، وهي أن هناك دولتين تتحاربان على الأراضي اللبنانية، والشعب اللبناني يرفض هذا الحرب. فلا نموذج لانتهاك سيادة دولة في الأمم المتحدة أكثر من نموذج انتهاك ايران للسيادة اللبنانيّة”.
وتابع عقيص : “وكما قال الرفيق ايلي، على ايران أن تتحمل أعباء الحرب. وكما ينصّ القانون الدولي فمن يتسبب بالحرب هو من يتحمّل أعباءها، وعليه تعويض المتضررين”.
وختم : “هذا الموضوع أحببنا تركه عند الرأي العام اللبناني، ونطلق حملة توعية كبرى بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي عاجزين بل سنتخّذ الاجراءات اللازمة في حق الدّول المسؤولة”.
Comments are closed.