التشنج بين «حاكم المركزي» ومجلس النواب يعيد الدولار إلى حدود الـ 40 ألف ليرة
اليوم الخميس، الجلسة الخامسة لمجلس النواب تحت عنوان انتخاب رئيس الجمهورية، والأولى منذ بدء الشغور الرئاسي المرتبط بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، والسيناريو يتكرر في كل جلسة، دورة أولى يكتمل فيها النصاب، بحضور 86 نائبا وما فوق من أصل 128، تتنافس فيها الأوراق البيضاء، مع المرشح الدائم والوحيد حتى الآن ميشال معوض، ولا نتيجة، وقبل الدعوة للدورة الثانية التي يهبط فيها شرط الفوز الى 65 صوتا نيابيا، يتسلل نواب الثنائي الشيعي والتيار الحر من قاعة المجلس، ومعهم النصاب القانوني المفترض، ويعلن رئيس المجلس نبيه بري رفع الجلسة الى الخميس الذي يليه، كافيا النواب شر الانتخاب.
الكتاب يقرأ من عنوانه، فرغم مضي أسبوع على الجلسة الانتخابية الرابعة، العاقر، لم يسجل أي تطور ايجابي باتجاه التوافق على الاسم الرئاسي الأنسب، وبدا أن مختلف الكتل والتيارات بانتظار وحي ما، أو إشارة ما، من جهة خارجية ما، او داخلية مرتبطة بالخارج، لمعرفة اتجاهات الريح الرئاسية، والى أين تقود.
لكن حتى الآن بلا طائل، كون المصالح الإقليمية والدولية المتحكمة بـ «المنخفض السياسي» اللبناني المرافق للمنخفض الجوي، الراهن منشغلة عنه، في مناطق أكثر احتداما، ولم تستطع أن تقدم له، سوى المزيد من الدعاء الممجوج «ساعدوا أنفسكم لنساعدكم»، علما انه لو كان اللبنانيون قادرين على مساعدة أنفسهم، لما كان من داع للاستجارة بالغير.
وعليه لم يسجل أي خرق سياسي، على مستوى التوافق الرئاسي، بخلاف ما تريده المرجعيات الدولية، خصوصا منها الفرنسية، التي شدد رئيسها ايمانويل ماكرون خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في شرم الشيخ، على أولوية اجراء الانتخابات الرئاسية، لكن عندما يقال إن شركة توتال الفرنسية تكفلت الكثير كي تستحوذ على امتيازات النفط والغاز اللبنانيين، يفهم عندئذ لما كل هذا الحرص على ديمومة بعض السياسيين البارزين في السلطة.
وأمام هذه الضبابية الرئاسية، ثمة من يتوقع انخفاض الحضور النيابي في جلسة اليوم، وربما أفضى الى انعدام النصاب من الدورة الأولى، فالغموض المحيط بمواقف بعض الكتل، والانطباعات القاتمة حول مسار الانتخابات الرئاسية، يحثان البعض على التريث بانتظار جلاء الصورة.
فحزب الكتائب، الذي سبق أن انتخب ميشال معوض، ما زال على موقفه مع اعطائه الأولوية، الآن لملء الشغور الرئاسي، وليس لإدارة هذا الشغور او التعايش معه، والنائب بلال عبدالله، عضو اللقاء الديموقراطي الذي يرأسه تيمور جنبلاط، اكد أن اللقاء على موقفه، فمرشحنا للرئاسة ميشال معوض، الى حين بروز مستجدات، أما تكتل لبنان القوي برئاسة جبران باسيل، الذي غادر أمس الى الدوحة، فهو بصدد متابعة المناورة بالورقة البيضاء، للحفاظ على قنوات اتصاله بحزب الله، الذي ما زال على رؤيته الرئاسية، لسليمان فرنجية، وان دون اعلان.
القوات اللبنانية، حسمت أمرها تجاه سليمان فرنجية، وردت موقفها السلبي الى كونه محسوبا على فريق 8 آذار، وليس لشخصه.
وعكس نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان توجهها الحاسم باتجاه قائد الجيش العماد جوزاف عون، من خلال استعراضه لمزاياه الوطنية والخلقية، وممارساته الناجحة في المؤسسة العسكرية، اضافة الى مقوماته التي تؤهله ليكون رئيسا للجمهورية.
الى ذلك، دعا عدد من نواب السُنة: فؤاد مخزومي، أشرف ريفي، وليد البعريني، بلال الحشيمي، أحمد الخير، عبدالرحمن البزري، عماد الحوت، عبدالعزيز الصمد ورامي الفنج، الذين اجتمعوا في منزل النائب محمد سليمان في بيروت، الى ضرورة التمسك بالمسلمات الرئيسية بالحفاظ على الدستور والطائف لصون المؤسسات والحفاظ على هوية لبنان العربية.
وأكدوا أهمية وحدة الصف لناحية مواجهة الاستحقاقات الدستورية وأولها انتخاب رئيس للجمهورية قادر على جمع اللبنانيين وانتشال البلد من أزماته.
مالياً، قفز الدولار عند سقف الـ 40 ألف ليرة أمس، في ضوء التشنج الحاصل بين الحاكم المركزي لمصرف لبنان رياض سلامة ومجلس النواب، اثر قيام نائب رئيس المجلس الياس بوصعب بطرد نائب الحاكم من جلسة اللجان النيابية قائلا له: روح وجيب معلمك، أي الحاكم رياض سلامة، الذي اعتاد ارسال من يمثله الى اجتماعات اللجان النيابية.
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.