الأزمات تدفع اللبنانيين للعودة إلى الشوارع
نفذت وحدات خاصة من الجيش اللبناني الثلاثاء في مختلف مناطق البلاد تمارين تحاكي التعامل مع المتظاهرين، في وقت تتوقع فيه مصادر داخلية ودولية عودة اللبنانيين إلى الشوارع للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية القاسية التي عمقتها الأزمة السياسية المستحكمة في البلاد.
وأعلنت قيادة الجيش عبر حسابها على تويتر، أن وحدات “نفّذت في مناطق: عمشيت وطرابلس وجبيل (شمال)، وبيروت، وصيدا (جنوب)، تمارين تحاكي التعامل مع المتظاهرين وتنفيذ مداهمات وتوقيف أشخاص ومطلوبين”.
ويعاني لبنان منذ ثلاث سنوات من أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، مع انهيار قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في الوقود والأدوية، بجانب تراجع حاد في قدرة المواطنين الشرائية.
ووسط الوضع الاقتصادي والاجتماعي السوداوي، يأتي انعقاد الجلسات الانتخابية الفاشلة، ومن ضمنها الجلسة الجديدة لانتخاب رئيس الجمهورية المقررة الخميس، حيث أن مجريات هذه الجلسات تقدم إجابات واضحة عن عمق الانقسام الذي يسمّم الاستحقاق الرئاسي.
ويعمق عدم توافق الفرقاء السياسيين على رئيس جديد للبلاد حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد، إذ تنتظر الدول المانحة كما صندوق النقد الدولي استكمال الاستحقاقات الدستورية في البلاد للإفراج عن حزمة مساعدات وقروض ضرورية لإصلاح الوضع الاقتصادي المهترئ.
وأمام انسداد أفق حل الأزمة السياسية الراهنة، يتوقع دبلوماسيون ومحللون محليون عودة اللبنانيين للاحتجاج في الشوارع مدفوعين بغلاء الأسعار وضعف المقدرة الشرائية.
ويشير هؤلاء إلى أن الاجتجاجات المرتقبة تأتي نتيجة “تجاهل الساسة اللبنانيين” لمشاغل المواطنين وتركيزهم على المصالح الشخصية من خلال الصراع على تقاسم السلطة والنفوذ.
وحذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، من أن لبنان مفتوح أمام كل السيناريوهات، بما فيها “تفكك كامل للدولة”، وقالت إن “اللبنانيين سيضطرّون على الأرجح إلى تحمّل المزيد من الألم قبل تشكيل حكومة جديدة”.
وفي لقاء نظّمه مركز ويلسون عن السياسة الأميركية في لبنان الجمعة الماضي، وأداره السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد هيل، قالت ليف “أرى سيناريوهات عدة، التفكك هو الأسوأ بينها… قد تفقد قوى الأمن والجيش السيطرة وتكون هناك هجرة جماعية، هناك العديد من السيناريوهات الكارثية. وفي الوقت نفسه أتخيل أن البرلمانيين أنفسهم سيحزمون حقائبهم ويسافرون إلى أوروبا، حيث ممتلكاتهم”.
وأشارت إلى أنه “ليس عمل الديبلوماسيين الأجانب الذهاب إلى مجلس النواب والضغط على النواب لانتخاب رئيس. أعتقد أنه يجب أن تسوء الأمور أكثر، قبل أن يصبح هناك ضغط شعبي يشعر به النواب. نحن نضغط على القادة السياسيين ليقوموا بعملهم ولكن لا شيء يؤثر مثل الضغط الشعبي، وعاجلاً أم آجلاً، سيتحرك ذلك من جديد”.
Comments are closed.