سيناريو الرئاسة: باسيل يسمي والمعارضة تعارض ويكون الشغور
دخل الوسطاء الحكوميون في سباق مع الوقت، مستنفرين الجهود والامكانيات، بهدف كسر الحواجز المعيقة لولادة حكومة متكاملة الصلاحيات قبل مغادرة الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري في 30 اكتوبر، وهو ما يعكس تسليم القوى السياسية بأن الفراغ الرئاسي آت لا محالة.
المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يتولى دورا اساسيا في عملية تركيب «البازل» الحكومي ضاعف جهوده بشكل ملحوظ طارقا باب النائب السابق طلال ارسلان سعيا لحل عقدة الوزير الدرزي الثاني الذي يفترض ان يحل محل وزير المهجرين عصام شرف الدين الذي تجاوز الحدود في تعامله مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وقبل ارسلان التقى اللواء ابراهيم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي التقى بدوره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقد زاره ابراهيم ايضا.
بدوره، حزب الله كثف مساعيه مع حليفه جبران باسيل سعيا لإقناعه بتقليص مساحة الوزراء المطروح استبدالهم تمهيدا لتعويم الحكومة الحالية، بحيث لا تتعدى اللائحة 6 وزراء، 3 مسيحيين هم: وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وزيرة التنمية الادارية نجلاء الرياشي، ووزير العدل هنري خوري، او وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، مقابل 3 وزراء مسلمين هم: وزير المال يوسف الخليل، المحسوب على الرئيس نبيه بري، ووزير الاقتصاد امين سلام المحسوب سياسيا على رئيس التيار الحر جبران باسيل، لإصرار الرئيس ميقاتي على استبعاده، وأخيرا وزير المهجرين عصام شرف الدين، الذي قد يستبدل بالوزيرة السابقة منال عبد الصمد.
وحتى الآن، لا جديد تحت شمس الحكومة، فتارة تعزى العرقلة الى الخلاف على التبديلات الوزارية، وطورا الى الفريق الرئاسي المصر على الامساك بخناق الحكومة المنتظرة، وعبرها عنق السلطة، تحسبا لمرحلة الشغور الرئاسي، وهذا ما يقاومه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي سئل أمس عن مآل تأليف الحكومة فأجاب: «ما من شيء لنقوله العمل بصمت أفضل».
رئاسيا، كما حكوميا، الحراك متوقف عند محطة رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي يريد مرشحا يؤدي اليمين الدستورية امامه، قبل ان يعلن ترشيحه، وان يتمسك بالقاعدة التمثيلية، للحفاظ على دوره المستقبلي، وان يكون مرجعيته السياسية جبران، كما يقول بعض من جال عليهم نواب التيار حاملين، ورقته الرئاسية.
هنا تتوقف المصادر المتابعة عند احجام حزب الله المنادي بالرئيس التوافقي عن تسمية أحد من الطامحين الى جنة الرئاسة.
وترى هذه المصادر ان الحزب لا يسمي أحدا ممن يروقون له حتى لا يحترق في موقد الطبخة الرئاسية المشتعل، وان ثمة سيناريو يلحظ هروب الحزب من التسمية حتى لا يحرج امام سليمان فرنجية وجبران باسيل وبالتالي الى حرق اي اسم يتبين انه محسوب عليه، تاركا الأمر الى حليفه التيار الحر ورئيسه جبران باسيل صاحب الورقة الرئاسية التي عممها على مختلف القوى والكتل النيابية الحليفة والمعارضة، ومن باب اللياقات على ما يبدو، وتكون الخطوة التالية لباسيل تسمية المرشح الذي كان نجح في الدخول الى أفق التيار وجلباب رئيسه، بعدها يأخذ الحزب الاسم الى الرئيس بري الذي كان استقبل جبران وورقته الرئاسية بالترحيب ليتولى تسويقه بين النواب التغييريين والتقدميين الاشتراكيين بمواجهة رفض غالبية النواب السنة ونواب القوات اللبنانية وهنا ينتهي السيناريو بالتوازن السلبي بين المرشح ومعارضيه، وهكذا يولد الفراغ الرئاسي.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.