رقعة «المسيح» تثير جدلا في إسرائيل.. ما علاقة اليمين المتطرف؟

قد تبدو مجرد رسمة عادية تحمل رسم تاج وكلمة “المسيح” بالعبرية، ولكنها تحمل معاني دينية وسياسية كبيرة.

إنها رقعة “المسيح” التي غزت الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب قبل أكثر من عام، بمبادرة من رجال دين حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف.

ولكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تحرك للمرة الأولى علنا ضد وجود هذه الرقعة على ملابس بعض الجنود الإسرائيليين، ما عرضه لموجة من الانتقادات.

وكان هاليفي في زيارة لوحدات الجيش في قرية عيتا الشعب بجنوب لبنان، الثلاثاء، حينما شاهد الرقعة على ذراع أحد الجنود.

ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن هاليفي نزع الرقعة عن ذراع الجندي، وقال له “يمكنك وضعها في الداخل بالقرب من قلبك، ولكن الأشياء العسكرية فقط هي التي توجد على الزي العسكري”.

دفاع الجيش

ونشرت القناة الـ14 اليمينية الإسرائيلية الخبر قبل أن يتحول إلى مادة دسمة لتوجيه الانتقادات إلى رئيس أركان الجيش.

ووجد هاليفي نفسه في مواجهة حملة من الانتقادات من اليمين الإسرائيلي المتطرف، إلى حد أن القناة 14 أعدت شريط فيديو قصيرا تظهره وكأنه مذعور من هذه الرقعة.

وعلى إثر ذلك، وجه المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري رسالة إلى القناة 14 كتب فيها: “أتواصل معكم بعد الفيديو الذي نُشر الليلة الماضية على القناة 14، الذي تضمن محتوى تحريضيا وتشهيريا يضر بالجيش الإسرائيلي. من غير المعقول أن تبث قناة إعلامية في دولة إسرائيل محتوى تحريضيا ضد الجيش الإسرائيلي في أثناء الحرب”.

وأضاف أن الجيش “لا يخشى الانتقادات بل يشجع على خطاب عام مفتوح، ومع ذلك فإن المحتوى الذي تم بثه أمس على القناة 14 يتجاوز الخط الأحمر، هذا تحريض متعمد وإذلال للجيش الإسرائيلي وقادته أثناء الحرب”.

ومضى قائلا “لسوء الحظ هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها القناة 14 مثل هذه الإجراءات تجاه الجيش الإسرائيلي”.

ما قصة الرقعة؟

ترتبط الرقعة بالمعتقدات اليهودية اليمينية المتطرفة، فكلمة “المسيح” لا تشير إلى النبي عيسى عليه السلام، وإنما إلى “مخلص” أو “ملك” اليهود.

ووفق الديانة اليهودية فإن المسيح هو المخلص أو المحرر لجماعة من البشر.

وينحدر “المسيح” أو “المسيح” اليهودي من سلالة الملك داود، ويحقق عددا من الأمور بينها توحيد جميع اليهود في العالم وبناء الهيكل.

وتقول الجماعات اليمينية الإسرائيلية المتشددة إنه يتم تشجيع ظهور “المسيح” أو “المشيح” من خلال هذه الرقعة.

ووفقا للتقديرات، فإنه تم توزيع الرقعة على عشرات آلاف الجنود في الجيش وتظهر على أذرعهم أو قبعاتهم.

ومنذ بداية الحرب قبل عام تظهر العديد من الإشارات الدينية في صفوف الجنود، منها الصلاة العلنية وحمل لفائف التوراة في مناطق الحرب، واستخدام قادة الجيش تعبيرات من التوراة لتحفيز الجنود.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.