المجاعة تطرق أبواب اليمن.. الحوثيون يحاصرون المزارعين ويجرمون الموز
وجهت مليشيات الحوثي ضربة جديدة للمزارعين في اليمن في أعقاب منع التوسع في زراعة الموز وتصديره في “تهامة” سلة غذاء اليمن.
وتتواصل جرائم مليشيات الحوثي ضمن مساعيها لتقويض الإنتاج الزراعي.
وأصدرت مليشيات الحوثي فرماناً جديداً قضى بمنع تصدير الموز للأسواق الخارجية ومنع توسيع زراعة الموز في كل المحافظات الخاضعة لسيطرتهم لاسيما في تهامة، التي تعد من أهم المناطق الرئيسية التي تغذي البلاد بهذا المحصول.
وبرر الحوثيون إيقاف تصدير الموز الى الأسواق الخارجية ومنع زراعته إلى “توسع المزارعين في زراعة الموز على حساب محاصيل الحبوب والمحاصيل النقدية الأكثر أهمية”.
كما برر الفرمان الحوثي “استهلاك زراعة كميات كبيرة من المياه والتي تؤثر على المخزون المائي وبالتالي التأثير على القدرة لزراعة كافة المحاصيل الأخرى ذات الأهمية”.
ويقف خلف الفرمان الذي أثار تنديداً واسعاً في الوسط الزراعي لاسيما في تهامة، القيادي الحوثي “رضوان الرباعي” وهو الذراع الطولى لزعيم المليشيات فيما يسمى “الجبهة الزراعية” والتي تستهدف محاربة المزارعين المحلين ودعم المزارعين المنتمين لمليشيات الحوثي.
تدمير رأس المال الوطني
لم يكن فرمان مليشيات الحوثي بمنع زراعة وتصدير الموز مجرد قرار عادي، وإنما جاء ضمن حرب حوثية منهجية على المزارعين تستهدف تدمير رأس المال الوطني والزراعي خاصة.
وتأتي محاربة مليشيات الحوثي لزراعة الموز في الأراضي التهامية الخصبة في كون غالبية هذه المزارع في تهامة تتبع المناهضين لمشروع المليشيات وغالبيتهم من حزب المؤتمر الشعبي العام، والذي يصفهم الحوثيون بـ”النافذين”.
كما يسعى الحوثيون إلى حظر كلي لزراعة ما يصفونها بـ”المحاصيل الثانوية” كالموز والمانجو ويتجهون لزراعة الحبوب والبقوليات باعتبارها “محاصيل أساسية” في الخارطة المحصولية في اليمن، على حد زعمهم.
وقال مصدر في وزارة الزراعة والري بصنعاء، فضل عدم ذكر أسمه، إن ” مليشيات الحوثي شيدت أكثر من 1363 كيانا ومبادرة للسيطرة على الأراضي الزراعية والتحكم بزراعة المحاصيل وتسويقها وبيعها في أسواق محلية جرى تشيدها من قبلها”.
وسخر المصدر من ذريعة مليشيات الحوثي بأن الموز يستنزف المياه، قائلا إن “تهامة وديان ومجاري تعتمد على مياه الأمطار والسيول في الري وبالتالي إن لم تذهب لمزراع الموز ستصب في البحر”.
وأوضح لـ”العين الإخبارية”، أن الفرمان الحوثي يستهدف ابتزاز المزارعين من أبناء تهامة وغالبيتهم مناهضين للمليشيات وليس الحفاظ على المخزون المائي بذريعة أن الموز يعتبر من أكثر محاصيل الفاكهة استهلاكا للمياه.
وأشار إلى أن التوجيه بمنع زراعة وتصدير الموز الموقع من قبل القيادي رضوان الرباعي كان صادراً في الحقيقة من قبل “أبو محفوظ وهو القيادي الحوثي أحمد حامد والذي يتولى ادرة مؤسسات الدولة ويدير الصناديق المالية للمليشيات بدعم من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي”.
ولفت إلى أن العصابة الحوثية التي منعت زراعة الموز وتصديره ستلجأ لتطبيق ذات القرار على الرمان في وقت سمحت بتوريد البن الأفريقي بزعم أنه يحقق إيرادات جمركية بدلا من تهريبه وهي ضربة قاصمة للبن اليمني المحلي ذائع الصيت.
إفلاس المزارعين.. المجاعة وشيكة
ودمر الحوثيون آخر إمكانيات اليمنيين المدخرة للقطاع الزراعي وذلك عبر إفشال اللجنة الزراعية وإهدار الموازنات المخصصة لدعم الزراعة التعاقدية ومنع التصدير وتسهيل دخول مبيدات محظورة من قبل قيادات حوثية.
ويواجه المزارعون في تهامة معاناة مريرة أشدها عدم قدرتهم على شراء الديزل من أسواق مليشيات الحوثي إلى جانب عدم تعاون الكيانات الحوثية في توفير البذور والأسمدة والمبيدات الزراعية.
كما ضربت سيطرة مليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة الإرشاد الزراعي والذي كان يقدم دليلا غنيا للمزارعين بشأن الاستثمار الزراعي.
ويشكوا المزارعون من غياب السياسة التسويقية ومن فرمانات مليشيات الحوثي والتي قيدت المزارعين من بيع محصولهم في الأسواق المحلية وابتكرت لهم طرقاً وحيلاً لا تحصى ما أدى إلى كساد منتجاتهم الزراعية.
واعتبر مزارع موز في تهامة يدعى “عبدالله قبيص” فرمان مليشيات الحوثي بمنع وتصدير الموز أنها “حرب ضد شريحة كبيرة من أبناء تهامة الذين يعتمدون بشكل كبير في مداخيلهم على الزراعة وخاصة محصول الموز”.
وقال لـ”العين الإخبارية”: أن أسعار الموز وصلت إلى أدنى مستوياتها حيث بات سعر الكيلو بـ100ريال والصندوق بـ2500 ريال يمني(4 دولارات) فيما يبيعه في الأسواق المحلية بنحو 6 آلاف ريال (نحو 11 دولار) فضلا عن فرض الحوثيين حواجز جبايات على مداخل المديريات والمدن تقوم بأخذ مبالغ مهولة.
وأوضح قبيص أن المتضرر فقط المزارع الذي بات على وشك الإفلاس، أما التجار وغالبيتهم يتبعون مليشيات الحوثي يلجأون لرفع تكلفة التعبئة والتخزين في الثلاجات ويعوضون ذلك ببيعه بأسعار مرتفعة بالأسواق المحلية وبمكاسب مضاعفة.
وأشار إلى أن الجبايات ليست وحدها التي فرضها الحوثيون على مزراعي الموز وغيرها من المحاصيل وانما هناك رسوم زكاة وهي جبايات مجحفة باسم الزكاة تصل إلى 60 ألف ريال يمني على كل شاحنة بمعدل 200 ريال يمني على كل صندوق حجم 30 كليوجرام.
وأكد أن مليشيات الحوثي التي تسيطر على مؤسسات الدولة تركت مساحة غير محدودة لقياداتها “الهوامير” لأخذ نسبهم من المزارع، كما أوقفت الدعم للمزارعين وبالتالي باتت المجاعة وشيكة خصوصا في ظل غلاء الأسعار.
وتقدر تقارير وجود أكثر من 15 مليون شجرة موز في السهل التهامي، إذ تعد تهامة الخاضعة للحوثيين إلى جانب أبين ولحج وحضرموت الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من أهم المناطق الرئيسية التي تزرع الموز.
وقبل الانقلاب الحوثي، كانت اليمن تتصدر قائمة المنتجين والمصدرين للموز على المستوى العربي، لكنه بفعل الحرب الحوثية تراجع إنتاج الموز من 119229 ألف طن إلى 116581 ألف طن خلال السنوات الماضية.
ويمثل القطاع الزراعي ما نسبته 17% من الناتج المحلي ويعمل فيه أكثر من 56% من القوى العاملة ويعتمد عليه أكثر من 70% من السكان في اليمن، وفق تقارير محلية
Comments are closed.