تقرير: 10 دول ستساند روسيا في حال نشوب حرب
نشر موقع “أوراسيان تايمز” الهندي تقريرا استعرض فيه قائمة الدول التي من المحتمل أن تقف في صف روسيا في أي حرب محتملة ضد الغرب.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″؛ إن ترحيب حلف شمال الأطلسي بتطلعات كل من أوكرانيا وجورجيا بالانضمام له من أبرز أسباب شعور روسيا بالقلق. وتنضاف إلى ذلك مخاوف الكرملين الأمنية المتعلقة بالطبيعة الجغرافية لموقع روسيا وزحف قوات الناتو نحو حدودها.
وذكر الموقع أنه عندما أدت المظاهرات المؤيدة للغرب إلى سقوط الحكومة الموالية لروسيا في أوكرانيا في سنة 2014، وأصبحت عضويتها في الناتو مسألة حتمية، أمر بوتين قواته بالزحف إلى داخل البلاد وضم شبه جزيرة القرم حتى يتمكّن من الوصول بسهولة إلى ميناء سيفاستوبول. وهذا الأمر تسبب في تدهور العلاقة بين روسيا والغرب بشكل لم يسبق له مثيل.
ويتابع أنه عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، لم يتحرك حلف الناتو لنجدة أوكرانيا، وحينئذ أدركت أن الغرب عاجز عن مساعدتها، على الرغم من أن الدب الروسي كان على حدودها.
شجّع هذا الأمر بوتين، وكان من بين الأسباب التي دفعته إلى نشر أكثر من مليون جندي على الحدود مع أوكرانيا ينتظرون أوامره بالتقدم.
وأشار الموقع إلى أن حلف الناتو تعهّد هذه المرة بالدفاع عن أوكرانيا وواصل إرسال العتاد العسكري من صواريخ ودبابات وطائرات مقاتلة وأسلحة أخرى إلى كييف. وقد أصدرت الولايات المتحدة تعليمات لبعض الوحدات المتمركزة في أوروبا للتأهب لردع روسيا، وذلك حسب ما ذكره موقع “أوراسيان تايمز” في وقت سابق.
إن الدول المناهضة لروسيا معروفة، بينما من الضروري تحديد الدول المستعدة لدعم موسكو في حالة اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا بدعم من الناتو. ومع أن الخبراء استبعدوا احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق، إلا أنه لا يمكن إقصاء هذا الاحتمال نظرا لحجم القوات العسكرية الروسية على تخوم أوكرانيا، بحسب “أوراسيان تايمز”.
من سيدعم روسيا؟
ذكر الموقع أن هناك رأيا سائدا حول بوتين في الغرب، مفاده أنه رجل أفعال لا أقوال. وعندما تولّى جو بايدن السلطة، وصف نظيره الروسي صراحة بأنه “قاتل” الأمر الذي أثار غضب الروس في ذلك الوقت. مع ذلك، لا ينبغي للرأي العام الدولي أن يعتقد أن بوتين سيتخذ خطوة متهورة تشكك في فطنته الاستراتيجية.
تحظى موسكو بدعم العديد من المجموعات، منها قوات في منطقة دونباس في أوكرانيا التي طالما اتهمت بالتسبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة. وفي حالة اندلاع حرب، من المحتمل أن تقف هذه المجموعات إلى جانب روسيا. ومن المحتمل أيضا أن تدعم منظمة معاهدة الأمن الجماعي روسيا، وهي في الأساس تحالف أمني مكوّن من جمهوريات سوفيتية سابقة. وإذا تعرضت للهجوم، فإن الدول الست التي تشكل هذا التحالف (روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان)، من المرجح أن يدافع بعضها عن بعض.
وذكر الموقع أن الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان واستيلاء طالبان على السلطة، زاد المخاوف الأمنية بين دول غرب آسيا، مما جعلها تسعى للتقرب من روسيا. وقد استغل بوتين الفرصة التي أتيحت له عندما اندلعت احتجاجات واسعة النطاق في كازاخستان، أكثر دول المنطقة ازدهارا، وذلك من خلال حشد قواته لدعم الحكومة؛ وبذلك استعادت روسيا ثقة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومصداقية التحالف بشكل عام. وعلى الأغلب، فإن بعض أو كل الدول التابعة للمنظمة سوف تسارع بلا شك إلى دعم بوتين في حال غزت روسيا أوكرانيا.
ومن المتوقع أيضا أن تتجاهل دولة أخرى في منطقة القوقاز، وهي أذربيجان، أي دعوات للوقوف ضد روسيا في حال نشوب صراع. ففي سنة 2020، توسّط الرئيس الروسي لعقد هدنة بين أرمينيا وأذربيجان اللتين احتدم بينهما النزاع حول منطقة ناغورنو كاراباخ.
ومع أن العالم بأسره دعا الدولتين إلى إنهاء هذه الحرب، وحده تدخل بوتين نتج عنه اتفاق لوقف إطلاق النار، واعتُبر ذلك انتصارا لأذربيجان. عقب ذلك، تمركزت القوات الروسية في المنطقة المتنازع عليها وحولها لتجنب نشوب صراع عرقي آخر، لذلك من شبه المؤكد أن أذربيجان لن تتحد مع أي أطراف ضد روسيا، حتى لو لم تدعمها علانية.
وأضاف الموقع أنه في منطقة الشرق الأوسط، ستكون إيران من بين الدول التي ستدعم روسيا بأي طريقة. بعد انهيار الاتفاق النووي، دأبت روسيا على استدراج إيران. وبينما تصاعدت التوترات على مر السنين بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وإيران من جهة أخرى، زودت روسيا إيران بالأسلحة ولا تزال تتعاون معها في حرب سوريا. ومع استمرار تعرّضها للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة، من المتوقع أن تدعم إيران روسيا بقوة.
وأهم الدول الداعمة لروسيا هي الصين، التي تعتبر أكبر اقتصاد في العالم والشريك الرئيسي لها. وتتمتع كل من روسيا والصين بشراكة متعددة الأبعاد، في إطار تعاون يشمل المجال التجاري والعسكري والصناعات الفضائية. لذلك، طلبت الصين من الولايات المتحدة التخلي تماما عن “عقلية الحرب الباردة”، وأخذ مخاوف روسيا الأمنية على محمل الجد، مما يدلّ على أن الصين ستدعم روسيا بالتأكيد في حال نشوب نزاع.
على مقربة من الصين، توجد دولة أخرى معزولة ولكنها تحظى بأهمية استراتيجية، وهي كوريا الشمالية. ونظرا لأنها دولة شيوعية، فهي تعد الحليف الرئيسي لبكين وشريك الاتحاد السوفيتي السابق. تظل كوريا الشمالية الدولة الأكثر عدوانية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، وقد عرقلت الصين وروسيا مؤخرا محاولة الولايات المتحدة لفرض عقوبات على كوريا الشمالية في الأمم المتحدة، بعد سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ في البلاد. وما من شك أن كوريا الشمالية ستدعم روسيا بكل إخلاص في حال اندلاع حرب واسعة النطاق.
أضاف الموقع أن الهند تحظى بأهمية جيوسياسية كبرى في آسيا، وهي معروفة بحيادها رغم علاقاتها القوية مع روسيا والغرب. وحتى خلال الحرب الباردة، كانت الهند من أولى الدول التي رفعت راية حركة عدم الانحياز. في المقابل، لن يكون من السهل على الهند أن تقرر إلى أي جانب ستنضم، بالنظر إلى حقيقة أن لديها علاقة وثيقة للغاية مع كل من روسيا والولايات المتحدة.
وأشار الموقع إلى أن كوبا هي أحد أقدم شركاء روسيا، وتعرف بتعاونها الوثيق مع الاتحاد السوفيتي السابق. وخاض الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل مؤخرا نقاشات حول خطّة “التعاون الاستراتيجي” وتعهدا بـ “تعزيز العلاقات الثنائية”، مما أثار تكهنات بأن كوبا ستقف إلى جانب روسيا في حال نشوب صراع.
وفي تصريح له لشبكة التلفزيون الروسية “آر تي في أي”، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف؛ إنه لا يمكنه “تأكيد أو استبعاد” إمكانية إرسال روسيا أصولا عسكرية إلى كوبا إذا لم تستجب الولايات المتحدة وحلفاؤها لمطالب موسكو.
وأورد الموقع أن قائمة الدول الموالية لروسيا تطول، لكن ولاءها يمكن أن يتغير بسرعة اعتمادا على عوامل مختلفة. وعلى الرغم من أن جميع الدول المذكورة آنفا قد أدانت علنا العدوان على روسيا، إلا أن الغزو الكامل لأوكرانيا قد يعني تسبب روسيا في حرب عالمية ثالثة – وذلك حسب توقعات العديد من المحللين.
Comments are closed.