رقم قياسي جديد للدولار في لبنان.. والمحروقات والغذاء على خطاه
يواصل سعر صرف الدولار ارتفاعه الكبير مقابل الليرة اللبنانية متخطياً في ساعات بعد ظهر اليوم الاثنين عتبة 98 ألف ليرة، ليرتد سريعاً على أسعار المحروقات والسلع والمواد الغذائية بالدرجة الأولى التي تسير على الخطى نفسها تصاعدياً.
وشهد سعر صرف الدولار في السوق السوداء زيادة سريعة منذ الصباح فاقت 7 آلاف ليرة ليقفل على 98 ألفا و200 ليرة، وسط مخاوف جدية من انفلاته ليصل إلى مستويات غير مسبوقة تتخطى عتبة المائة ألف ليرة، ولا سيما مع استئناف المصارف إضرابها غداً الثلاثاء، وذلك بإطار الضغط الذي تمارسه، على السلطة القضائية، في ظلّ القرارات الصادرة ضدّها، لصالح المودعين.
وسجلت أسعار المحروقات بعد ظهر اليوم الاثنين، زيادة جديدة تجعل الأرقام على أعتاب المليوني ليرة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم معاناة المواطنين، ويدفعهم أكثر إلى تقليص استهلاكهم لمواد حياتية أساسية، على رأسها البنزين.
وبحسب جدول وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، فقد زاد سعر البنزين 95 أوكتان 36 ألف ليرة، و98 أوكتان 37 ألف ليرة، والمازوت 34 ألفاً، والغاز 25 ألفاً، وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي، بنزين 95 أوكتان بمليون و713 ألف ليرة، بنزين 98 أوكتان بمليون و754 ألفاً، المازوت بمليون و626 ألفاً، وقارورة الغاز بمليون و162 ألفاً.
وفي أحدث تقرير صادر عن “الدولية للمعلومات” (شركة دراسات وأبحاث وإحصاءات علمية مستقلة)، في مطلع شهر مارس/آذار الحالي، فإن سعر صفيحة البنزين ارتفع منذ بداية عام 2023 ولغاية صباح 3 مارس/آذار، بنسبة 106.7%، وقد أدى ذلك إلى تراجع في المبيع وصلت نسبته إلى 30%، وفقاً لعيّنة من أصحاب المحطات وشركات التوزيع.
واستناداً إلى ما تقدم، فإن متوسّط حجم الاستهلاك اليومي الذي بلغ في عام 2022 نحو 304 آلاف صفيحة في اليوم، قد انخفض إلى نحو 213 ألف صفيحة في اليوم، وفقاً لـ”الدولية للمعلومات”، وهذا ما أدى إلى تراجع في حركة السير خارج أوقات الذروة، كما سيؤدي إلى تراجع في أرباح المحطات، وبالتالي، إلى إقفال عدد منها، مع الإشارة إلى أن عدد المحطات حالياً يبلغ نحو 3200 محطة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة عن رفع سعر الخبز، بحجميه المتوسط والكبير، إذ حددت الربطة المتوسطة 805 غرامات بـ35 ألف ليرة، والكبيرة 1062 غراماً بـ44 ألفاً.
ولا يزال قرار وزارة الاقتصاد دولرة قطاع السوبرماركت يفاقم أيضاً معاناة المواطنين الذين يتلقى أكثرهم رواتبهم بالليرة اللبنانية، إذ يساهم ارتفاع سعر صرف الدولار تلقائياً في رفع أسعار المواد والسلع الغذائية التي تسعر حالياً بأكثر من 95 ألف ليرة لبنانية، علماً أن استغلال التجار الأزمة الذي تذرعت الوزارة بمكافحته من بوابة تبرير قرارها، لم يُلجَم في ظل غياب الرقابة، بحيث إن الفترة التي تراجع فيها سعر صرف الدولار الأسبوع الماضي لخط 79 ألف ليرة، قابله قيام عدد من أصحاب المحال والتجار برفع أسعار السلع بالدولار للحفاظ على أرباحهم الطائلة.
على صعيدٍ متصل بالأزمة اللبنانية، أكد نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط فريد بلحاج، بعد لقائه اليوم وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، استعداد البنك الدولي لدعم لبنان في الظروف الاستثنائية، من خلال عددٍ من مشاريع الإغاثة، ولا سيما دعم القمح وبرنامج الأسر الأكثر فقراً.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزير المال، إن النقاش تطرق إلى ضرورة المحافظة على قطاع التعليم وإنقاذ العام الدراسي، ومساعدة الإدارة العامة، ولا سيما المالية في مواجهة تداعيات الأزمة.
ولا تزال المساعدات الدولية للبنان تقتصر على تلك الإنسانية الإغاثية، في ظلّ رفض الجهات المانحة تقديم أي دعم مالي مباشر للدولة اللبنانية، قبل القيام بالإصلاحات المطلوبة منها، لوقف هدر المال العام والفساد في مؤسسات الدولة، وحتى إقرار التشريعات المالية الإصلاحية، في مقدمتها تلك التي تحفظ حقوق المودعين التي تضع المصارف يدها على حساباتهم الدولارية وتتحكم بها منذ أواخر عام 2019.
“مصرف لبنان” يرفع سعر دولار منصة “ًصيرفة” إلى 75800 ليرة
مساءً، رفع “مصرف لبنان” المركزي سعر الدولار على منصة “صيرفة” إلى 75800 ليرة، وذلك للمرة الثالثة منذ 2 مارس/آذار الجاري عندما أقدم على رفع السعر دفعة واحدة من 45400 ليرة إلى 70000 ليرة، وسط أنباء تتحدث عن زيادة إضافية في الفترة المقبلة في ظل استمرار صعود سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
ومن شأن زيادة سعر منصة صيرفة أن تنعكس على الخدمات التي تسعر انطلاقا منها، وأبرزها الاتصالات، ما يعني أعباء إضافية على المواطنين.
وأعلن مصرف لبنان في بيان مساء الاثنين، أن حجم التداول على هذه المنصة بلغ اليوم 80 مليون دولار بمعدل 75800 ليرة للدولارالواحد، وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.
العربي – ريتا الجمّال
Comments are closed.