BBC

جثمان البابا يُسجّى في كاتدرائية القديس بطرس لإلقاء نظرة الوداع، والفاتيكان يكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة من حياته

صورة لنعش البابا فرنسيس خلال نقله إلى كاتدرائية القدّيس بطرس في الفاتيكان.
EPA-EFE/REX/Shutterstock

سُجّي اليوم الأربعاء جثمان البابا، فرنسيس، الذي توفي الإثنين عن عمر ناهز 88 عاماً، في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان حيث سيتوافد المؤمنون والزوّار لإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل مراسم الجنازة التي ستُقام السبت، 26 أبريل/نيسان، وسيحضرها العديد من قادة العالم.

ونُقل نعش البابا المفتوح، من كنيسة كازا سانتا مارتا، مقر إقامة البابا في الفاتيكان، إلى الكاتدرائية، في موكب أحاط به الآلاف من المؤمنين والزوار في ساحة القدّيس بطرس.

ووُضع نعش البابا المفتوح أمام مذبح الكاتدرائية، حيث سُجّي في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة، لكنّه لم يُعرض على منصة، نزولاً على طلب صريح من البابا الذي أوصى بطقوس جنائزية بسيطة ومتواضعة، في قطيعة مع التقاليد السائدة للباباوات.

وتُعدّ النعوش المفتوحة سمة شائعة في الجنازات الكاثوليكية، ولكنها ليست أمراً إلزامياً. والهدف منها إتاحة رؤية المتوفى من قبل الأحبّاء للمرة الأخيرة قبل الدفن.

وسيتوافد المؤمنون والزوّار أمام الجثمان لإلقاء نظرة الوداع على مدى ثلاثة أيام، بدءاً من الأربعاء، وحتى مساء الجمعة.

ويُتوقع أن يتوافد عشرات آلاف المؤمنين والزوّار لهذه التحية الأخيرة، فعند وفاة سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر نهاية عام 2022، تعاقب مئتا ألف شخص أمام جثمانه قبل مواراته الثرى في مراسم جنازة حضرها خمسون ألف شخص.

“حدث كل شيء بسرعة وهدوء”

البابا فرانسيس يحيّي الحشود في الفاتيكان بمناسبة عيد الفصح قبل يوم واحد من وفاته.
EPA-EFE/REX/Shutterstock
البابا فرانسيس يحيّي الحشود في الفاتيكان بمناسبة عيد الفصح قبل يوم واحد من وفاته

ونشر موقع الفاتيكان، الثلاثاء، تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة البابا، حيث ذكر أن أولى علامات التعب المفاجئ بدأت تظهر عليه فجر الإثنين، يوم وفاته، بعد أقل من 24 ساعة من إلقائه التحية على حشود المؤمنين في ساحة القديس بطرس بمناسبة عيد الفصح.

وقبل أن يدخل في غيبوبة، عند الساعة السادسة والنصف تقريباً، صباح الإثنين، لوّح بيده مودّعاً مساعده الشخصي ماسيميليانو سترابيتي، ثم استلقى على سريره في الطابق الثاني من مقر إقامته، ودخل في غيبوبة تامة، قبل أن تُعلن وفاته بعد نحو ساعة من ذلك.

ونقل موقع الفاتيكان عن أشخاص كانوا إلى جوار البابا عند وفاته: “لم يعانِ، ولم تكن هناك آلام؛ حدث كل شيء بسرعة وهدوء”.

وكثّف البابا الذي خرج من المستشفى في 23 مارس/آذار، الإطلالات العلنية في الأيّام الأخيرة، بالرغم من توصيات الأطباء له بالراحة لمدّة شهرين. وبدا الإنهاك جلّياً عليه الأحد خلال احتفالات عيد الفصح، لكنّه أصرّ على تحية الحشود من سيارته في ساحة القديس بطرس.

جنازة حاشدة

صورة لنعش البابا فرنسيس في كاتدرائية القدّيس بطرس في الفاتيكان.
EPA-EFE/REX/Shutterstock

وستُقام جنازة البابا فرنسيس صباح السبت، بمشاركة حاشدة يتوقع أن تصل إلى مئات آلاف المصلّين.

وستُقام الجنازة في الهواء الطلق أمام كاتدرائية القديس بطرس، حيث سيقود عميد مجمع الكرادلة، جيوفاني باتيستا ري، مراسم الجنازة.

وفي ختام الجنازة، سيُلقي ري الدعاء الختامي، قبل أن يُنقل الجثمان إلى كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري لدفنه.

وكما كانت الحال في جنازة يوحنا بولس الثاني في 2005، سيحضر المراسم العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الملكية، وسط تدابير أمنية مشددة.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيحضر برفقة زوجته ميلانيا، رغم انتقادات البابا الشديدة والمتكررة لسياساته المعادية للمهاجرين.

وسيحضر كذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصادرة بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، فلا يعتزم المشاركة.

ومن القادة الذين سيشاركون في الجنازة أيضاً، رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

كما سيشارك العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، والملكة ليتيسيا، وأمير موناكو ألبير الثاني، وزوجته شارلين.

وفي ختام القدّاس الذي يبدأ عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي يوم السبت، سيُنقل النعش إلى كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في وسط روما، حيث سيوارى البابا الثرى نزولاً على رغبته المذكورة في وصيته.

صورة تظهر حشوداً من الناس في ساحة القديس بطرس في انتظار وصول جثمان البابا إلى الكاتدرائية.
Reuters

وتعد كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، التي أوصى البابا بأن يُدفن فيها، واحدة من الكنائس التاريخية التي تعود للقرن الخامس وتقع في قلب روما، وتضم أضرحة لسبعة باباوات.

وفي أواخر عام 2023، عبّر البابا الأرجنتيني عن أمنيته بأن يكون مثواه الأخير في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري بدلاً من كاتدرائية القديس بطرس، وهو ما يُعد سابقة لم تحدث منذ أكثر من ثلاثة قرون.

وكان البابا قد قال لخبير شؤون الفاتيكان الإسباني خافيير مارتينيز بروكال: “مباشرة بعد تمثال ملكة السلام (مريم العذراء)، هناك فراغ صغير، باب يؤدي إلى قاعة كانت تُخزن فيها الشمعدانات. رأيتها وقلت لنفسي: ‘هذا هو المكان’. وهناك تم تجهيز موقع الضريح. أكّدوا لي أنه جاهز”.

تضم الكاتدرائية أضرحة لسبعة باباوات، كان آخرهم البابا كليمنت التاسع الذي دُفن فيها عام 1669. كما تحتوي الكاتدرائية على مدافن لشخصيات بارزة مثل المهندس المعماري والنحات برنيني، الذي صمم أعمدة ساحة القديس بطرس.

تحتوي الكاتدرائية على العديد من المقتنيات الكاثوليكية الثمينة، ومن بينها لوحة يُعتقد أنها منسوبة إلى القديس لوقا، تظهر مريم العذراء وهي تحمل الطفل يسوع بين ذراعيها. كما تضم الكاتدرائية قطعاً خشبية، يُعتقد كاثوليك أنها من مهد الطفل يسوع.

أما كاتدرائية القديس بطرس، فقد أنشئت فوق قبر القديس بطرس الرسول، وتُعد أحد أكبر المباني الدينية في العالم.

تم تصميم الكاتدرائية من قبل المعماريين والفنانين الإيطاليين، دوناتو برامانتي، رافائيل، ميكيلانجيلو، جيان لورينزو برنيني، وكارلو ماديرنو، وتم الانتهاء من بنائها في عام 1626.

وتضم الكاتدرائية صفّاً مزدوجاً من الأعمدة وساحة دائرية في واجهتها الأمامية، وتحدّها القصور والحدائق.

ولا تزال بقايا الكنيسة الأولى التي أسسها قسطنطين في القرن الرابع موجودة أسفل الكاتدرائية الحالية.

 

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى