غارة جوية إسرائيلية تستهدف مبنى داخل مستشفى المعمداني في غزة

 نيران مشتعلة بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على مستشفى المعمدان الأهلي في قطاع غزة في ١٣ أبريل/نيسان ٢٠٢٥
Getty Images
نيران مشتعلة بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على مستشفى المعمدان الأهلي في قطاع غزة في ١٣ أبريل/نيسان ٢٠٢٥

استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى داخل مستشفى المعمداني الأهلي، المنشأة الطبية الرئيسية في مدينة غزة، بعد وقت قصير من إرسال الجيش الإسرائيلي تحذير لأحد الأطباء في المستشفى، وفقاً لمراسل بي بي سي.

ودمر صاروخان إسرائيليان مبنى من طابقين يضم قسم الجراحة ووحدة العناية المركزة، بحسب شهود عيان.

ويظهر مقطع فيديو التقطه ناشطون ونشروه على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب الضخمة والدخان يتصاعد من المستشفى.

و وفقًا لصحفي محلي يعمل في المستشفى، اتصل ضابط في الجيش الإسرائيلي بطبيب يعمل في قسم الطوارئ وطلب منه إخلاء المستشفى على الفور، وقال الضابط: “يجب على جميع المرضى والنازحين الخروج إلى مسافة آمنة”، وقال الضابط للطبيب: “لديك 20 دقيقة فقط للمغادرة”.

وأظهرت مقاطع فيديو إجلاء المرضى والجرحى من المبنى خلال الليل، كما شوهد العشرات من الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال، وهم يفرون على عجل من ساحة داخل المستشفى حيث كانوا يبحثون عن مكان آخر يذهبون إليه.

وفجر الأحد قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن طائرات إسرائيلية قصفت المستشفى بعدة صواريخ بشكل “مباشر”، حيث كان يتواجد بداخله مئات المرضى والجرحى وطواقم طبية ومرافقين لحظة الاستهداف.

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات وفقا لما نقلت وكالة رويترز عن الدفاع المدني في غزة، فيما لم تعلق إسرائيل حتى الآن على الغارة.

ويقول المسعفون في المستشفى إن الصواريخ الإسرائيلية دمرت قسم الطوارئ والاستقبال، فيما تقول تقارير إعلامية إن المستشفى أصبح الآن خارج الخدمة بعد قصف مصنع الأكسجين ومبنى العمليات الجراحية.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن إسرائيل “دمرت عمداً 34 مستشفى وأخرجتها عن الخدمة كجزء من خطة منهجية لتفكيك ما تبقى من قطاع الرعاية الصحية في قطاع غزة”.

من جهتها وصفت حماس في بيان فجر الأحد، الهجوم الإسرائيلي بأنه جريمة “شنيعة وفظيعة”، وحمّلت الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن الضربة، قائلة إنها “ما كانت لتقع لولا الضوء الأخضر الممنوح من واشنطن”، ولم يصدر أي تعليق فوري من إسرائيل.

يعرف المستشفى الأهلي العربي أيضاً بـ”المستشفى المعمداني”، ويقع في منطقة سكنية في حي الزيتون بقطاع غزة، وتحيط به كنيسة القديس برفيريوس ومسجد الشمعة ومقبرة الشيخ شعبان

ونشر المكتب الحكومي في غزة قائمة بأسماء 36 مستشفى استهدفتها إسرائيل “بالقصف أو الحرق أو التدمير أو أخراجها عن الخدمة”، من ضمنها مستشفيات ناصر ومجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأندونسي وغيرها.

ولطالما يجادل مسؤولون إسرائيليون متهمين عناصر حماس “بالاختباء بين المدنيين ما يعني وقوع أضرار جانبية أحياناً”، وفق تصريحات إسرائيلية رسمية سابقة. في حين قالت ميريانا سبولجاريك، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال حديث مع بي بي سي يوم الجمعة “إن المدنيين (في غزة) يتحملون العبء الأكبر للصراع”، مطالبة بتطبيق ما ورد في اتفاقيات جنيف ومن ضمنها حصول المدنيين على الغذاء والدواء، وحماية المستشفيات والعاملين في مجال الصحة” مضيفة بأن هذه القواعد “ملزمة مهما فعل الطرف الآخر”.

إسرائيل تعلن توسيع هجومها على القطاع

في السياق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن جيشه سيوسع نطاق هجومه “بقوة” قريبًا ليشمل معظم أنحاء غزة، وقال الوزير السبت في بيان خاطب فيه السكان الفلسطينيين “قريبا، ستتكثف عمليات (الجيش) وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة. وعليكم إخلاء مناطق القتال”.

وأضاف يسرائيل كاتس أن جيش الإسرائيلي أكمل سيطرته على “منطقة أمنية” في جنوب قطاع غزة، تفصل بين مدينتي رفح وخان يونس.

وأضاف “حان وقت النهوض والقضاء على حماس وتحرير جميع الرهائن الإسرائيليين،هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء 

الحرب”. وفق تعبيره.

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لمدينة خان يونس والمناطق المحيطة بها، قائلاً إنه يستعد لشن غارات ردًا على إطلاق 3 قذائف من غزة، والتي أعلنت حماس مسؤوليتها عنه.

وقال الجيش عبر منصة إكس إن قواته تعمل “بقوة كبيرة في المنطقة وستضرب بقوة أي مكان يتم إطلاق الصواريخ منه”.

كذلك نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس تحذيراً في ساعات متأخرة من السبت إلى سكان القطاع المتواجدين في منطقة النصيرات، مطالبهم بالتوجه بشكل “فوري” إلى مراكز الإيواء جنوباً قبل تنفيذ هجوم على عدة أحياء في المنطقة، رداً على إطلاق الصواريخ.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن السبت أن قواته الجوية اعترضت ثلاثة مقذوفات تبين انها اطلقت من جنوب غزة السبت.

وقال الجيش في بيان “بعد إطلاق صافرات الإنذار قبل قليل في مناطق مفتوحة قرب قطاع غزة، اعترضت القوات الجوية 

ثلاثة مقذوفات تبين أنها عبرت إلى إسرائيل انطلاقا من جنوب غزة، لم يسجل وقوع إصابات”.

وأعلن لاحقا في بيان منفصل اعتراض مقذوف آخر قرب القطاع دون تسجيل إصابات.

وبعد شهرين من الهدنة، استأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها البرية في القطاع مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن زيادة الضغف العسكري هو السبيل الوحيد لإرغام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إطلاق الرهائن الذين احتجزتهم أثناء هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.