الرئيس الإندونيسي يُخطط لإجلاء ألف غزّي، لماذا يُوصف هذا القرار بـ”الخطأ الفادح”؟ #عاجل

شارك الناس في مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين أمام السفارة الأمريكية في جاكرتا، إندونيسيا، في 21 مارس/آذار 2025.
Getty Images

أثارَت خُطّة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو لإجلاء 1000 فلسطيني من ضحايا حرب إسرائيل وحماس في قطاع غزة جدلاً واسعاً، فقد اعتبر مراقبون أن هذا التوجه يُعدّ “خطأً فادحاً” قد يُشعل احتجاجات داخلية وخارجية.

وقال سميث الهدار، المتخصص في قضايا الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، إن على برابوو أن يحذر من ردود الفعل المحلية، لأن هذه الخطة المثيرة للجدل ظهرت في وقت يشعر فيه الشعب الإندونيسي بالقلق إزاء مشاكل اقتصادية وسياسية متعددة.

وأضاف: “هذه الخطة تهدد حكومته بالفعل، قد تندلع تظاهرات واسعة وقد يرتكب خطأً فادحاً في ظل هذا التوتر الشعبي”.

وعلى الصعيد الخارجي، يخشى محللون أن تؤدي الخطة إلى احتجاجات دولية، إذ يُعتقد أن نقل سكان غزة يهدد بتقويض آمال إقامة دولة فلسطينية، فلا أحد يضمن أن هؤلاء الفلسطينيين سيتمكنون من العودة إلى وطنهم لاحقاً.

ورغم أن وزير الخارجية سوجيونو صرّح بأن هذه الخطة لا تعني ترحيلاً دائماً، إلا أن سميث أعرب عن شكوكه، مشيراً إلى أن إندونيسيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وبالتالي لا يمكن للبلدين توقيع اتفاق رسمي يضمن عودة الفلسطينيين الذين سيتم إجلاؤهم.

لماذا تُعتبر هذه الخطة مثيرة للجدل، وكيف يمكن لإندونيسيا أن تنخرط فيها؟

بدأ الحديث عن استضافة إندونيسيا لسكان من غزة في التداول منذ 19 يناير/كانون الثاني، وذلك بالتزامن مع دخول إسرائيل وحماس المرحلة الأولى من اتفاق سلام ثلاثي المراحل بوساطة الولايات المتحدة.

وفيما كانت المفاوضات تجري للمرحلة الثانية، بدأت واشنطن في صياغة حل طويل الأمد للصراع، من بين ملامحه إعادة إعمار قطاع غزة الذي دُمّر جرّاء الحرب.

وقال أحد المسؤولين عن إدارة مرحلة ما بعد النزاع لقناة أن بي سي: “إذا لم نساعد سكان غزة ونحسّن حياتهم ونعطهم الأمل، فإن الانتفاضة ستظل قائمة”.

هتف الإندونيسيون بشعارات خلال تجمع تضامني مع الفلسطينيين أمام السفارة الأمريكية في جاكرتا، إندونيسيا، في 21 مارس/آذار 2025
Getty Images

منذ ذلك الوقت، طُرحت فكرة نقل سكان غزة مؤقتاً إلى خارج القطاع، باعتبار أن العيش فيه غير آمن خلال فترة إعادة الإعمار.

وبحسب ما أوردته أن بي سي، كانت إندونيسيا واحدة من الدول التي طُرحت كوجهة محتملة لهذا الإجلاء، لكن وفقاً للتقرير، يرى كثيرون أن هذه الخطة ليست سوى غطاء لمحاولة تهجير الفلسطينيين، وسط مخاوف من أن إسرائيل لن تسمح بعودتهم لاحقاً.

وبعد نشر القناة هذا التقرير، أكدت وزارة الخارجية الإندونيسية أن الحكومة لم تتلقَ أي معلومات رسمية بشأن هذه الخطة، وأعلنت في بيان أن إندونيسيا ثابتة على موقفها، وأن أي محاولة لإعادة توطين سكان غزة غير مقبولة.

وأضاف البيان أن الجهود الهادفة إلى تقليل عدد سكان غزة لا تخدم سوى استمرار الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، وهي جزء من استراتيجية أوسع لطرد الفلسطينيين من غزة.

في أوائل فبراير/شباط، أعاد دونالد ترامب طرح اقتراح مثير للجدل يقضي بتولّي الولايات المتحدة إدارة غزة، متضمناً نقل السكان ومنع عودتهم.

وقد قوبل هذا المقترح بانتقادات واسعة، حتى من داخل الولايات المتحدة، ما دفع ترامب إلى تغيير موقفه عدّة مرات، تاركاً الكثير من علامات الاستفهام.

وفي وقت لاحق من الشهر ذاته، صرّح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو قائلاً إن الدول العربية إذا كانت لديها خطة أفضل، فإن ذلك سيكون أمراً رائعاً.

فيما بعد، تقدّمت مصر بخطة لإعمار غزة دون الحاجة إلى نقل السكان مؤقتاً، وقد حظيت هذه الخطة بدعم واسع، ففي الرابع من مارس/آذار، أيد أعضاء جامعة الدول العربية المقترح المصري خلال اجتماع في القاهرة، وبعدها بثلاثة أيام، تبنت منظمة التعاون الإسلامي نفس الخطة في اجتماع حضره وزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو.

مع ذلك، أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تزالان تبحثان عن دولة ثالثة، خصوصاً في الشرق الأوسط أو إفريقيا، يمكن أن تستضيف سكان غزة، لكن لم تُبدِ أي دولة حتى الآن استعداداً لذلك.

في 26 مارس/آذار، نشرت القناة 12 الإسرائيلية تقريراً مفاده أن أول دفعة من مئة فلسطيني سيتم نقلها إلى إندونيسيا ضمن برنامج للتوظيف في قطاع البناء، على أمل أن يشجّع ذلك آلافاً آخرين من سكان غزة على الانتقال لاحقاً.

لكن وزارة الخارجية الإندونيسية نفت مجدداً وجود أي اتفاق من هذا النوع، وقالت في بيان إن الحكومة لم تناقش هذا الأمر مع أي طرف، ولم تتلقَ أي معلومات حول خطة نقل سكان غزة كما ورد في بعض وسائل الإعلام الأجنبية.

تهاجر عائلة فلسطينية إلى مناطق أكثر أمانًا في أعقاب دعوة الجيش الإسرائيلي لإخلاء منطقة حمد في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في 20 أغسطس/آب 2024.
Getty Images

رغم هذه المواقف، أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في 9 أبريل/نيسان 2025، أن بلاده مستعدة لاستقبال ألف فلسطيني ضمن ما وصفه بالدفعة الأولى.

وقال إن إندونيسيا مستعدة لإجلاء الجرحى، والأيتام، وكل من ترغب الحكومة الفلسطينية والجهات المعنية هناك في نقله إلى إندونيسيا، وإن بلاده على استعداد لإرسال طائرات لإحضارهم.

وأوضح برابوو أن الخطة تستند إلى شرط موافقة جميع الأطراف ذات الصلة، وأن الاستضافة في إندونيسيا ستكون مؤقتة فقط إلى حين تعافيهم وتحسّن ظروف الحياة في غزة بما يسمح لهم بالعودة.

وفي إطار هذه المبادرة، أجرى برابوو خلال الأسبوع ذاته جولة دبلوماسية شملت الإمارات، وتركيا، ومصر، وقطر، والأردن، وذلك للتشاور حول هذه الخطة مع قادة تلك الدول.

“كسب ود ترامب”

بعد إعلان النية، سارعت عدة جهات إلى التشكيك في دوافع برابوو وسبب ميله نحو الولايات المتحدة وإسرائيل بدلاً من الوقوف إلى جانب فلسطين، وقد وجّه مجلس علماء إندونيسيا انتقادات للخطة.

وقال نائب رئيس المجلس، بويا أنور عباس، في بيان نُشر على الموقع الرسمي للمنظمة: “السؤال المطروح هو: لماذا تدعم إندونيسيا الخطط الإسرائيلية والأمريكية؟”

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب كثير من النشطاء عن شكوكهم في أن هذه الخطة ما هي إلا محاولة من برابوو لـ”كسب ودّ” الرئيس ترامب، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 32 في المئة على السلع القادمة من إندونيسيا.

ورغم أن ترامب علّق تنفيذ القرار، إلا أن البعض يرى أن برابوو لا يزال بحاجة إلى تقديم “عرض ما” للولايات المتحدة من أجل ضمان بقاء موقف إندونيسيا آمناً حتى يصدر قرار نهائي.

وقال سميث الهدار، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن برابوو استغل حالة “الارتباك” لدى إسرائيل والولايات المتحدة، بعد أن حاولتا الضغط على دول متعددة لاستضافة سكان من غزة، لكن لم توافق أي منها.

وأوضح الهدار، وهو مستشار في “الجمعية الإندونيسية لدراسات الشرق الأوسط”، في تصريح لبي بي سي إندونيسيا: “يرى برابوو أن هذه فرصة للتفاوض مع ترامب من خلال استخدام القضية الفلسطينية كورقة، عبر قبوله استضافة لاجئين فلسطينيين”.

وأشار سميث إلى أن برابوو كان بإمكانه سلوك مسار تفاوضي مختلف مع ترامب، مؤكداً أن لإندونيسيا قوة تفاوضية كبيرة، بفضل عدد سكانها الكبير وموقعها الجغرافي الاستراتيجي المحاط بممرات تجارية بحرية كبرى.

وتساءل قائلاً: “هناك العديد من الطرق للتفاوض مع الولايات المتحدة، فلماذا نُجازف بمستقبل فلسطين؟ ولماذا يجب أن ننحني لترامب؟”

وحذّر من أن خطة برابوو قد تؤدي إلى موجة احتجاجات داخلية وخارجية، ما قد يزيد الوضع سوءاً في ظل حكومته.

“خطوة غير أخلاقية في وقت تعيش فيه البلاد حالة اضطراب”

على الصعيد الداخلي، يُنظر إلى حكومة برابوو على أنها تواجه تهديداً فعلياً، نظراً لأن هذه الخطة تُطرح في وقت يشهد فيه الرأي العام حالة من القلق والاضطراب، تتراوح بين ضعف اقتصادي وتفشي ظاهرة إنهاء عقود العمل بشكل جماعي.

وقال سميث: “في الحقيقة إنها -الخطة- تُهدّد حكومته، قد تندلع مظاهرات واسعة”.

ومن جانبها، سلّطت تيا مارياة، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط من جامعة بِنَـا نوسانتارا، الضوء على قلق شريحة من المواطنين عبر الإنترنت، الذين طالبوا الحكومة بإعطاء الأولوية لمصير المواطنين الإندونيسيين في ظل التدهور الاقتصادي.

وتساءلت تيا عن الجهة التي ستتولى تمويل حياة الفلسطينيين في إندونيسيا، وهل ستكون الأمم المتحدة من خلال وكالاتها مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) أو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أم أن الحكومة الإندونيسية ستتحمل ذلك؟

وقالت تيا: “ألف شخص هو رقم كبير، ويجب رعايتهم والتفكير في حياتهم هنا، بينما وضعنا الاقتصادي يتراجع أصلاً حتى قبل أن يُعلن ترامب عن الرسوم الجمركية”.

وأضافت: “سيكون من الأفضل أن تهتم الحكومة بآلاف المواطنين الإندونيسيين الذين تم تسريحهم من وظائفهم”.

وفي الوقت نفسه، لا يزال هناك عدد كبير من اللاجئين عالقين داخل إندونيسيا، ووفقاً للنشرة الإحصائية الصادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في فبراير/شباط 2025، فإن هناك 12,379 لاجئاً لا يزالون في انتظار مصيرهم داخل البلاد.

وأعرب سميث أيضاً عن مخاوفه من أن تجد إندونيسيا نفسها في وضع صعب إذا ما تدفّق المزيد من اللاجئين إليها، لا سيما في ظل تصاعد مشاعر الرفض مؤخراً تجاه لاجئي الروهينغا.

وأشار إلى أن بعض الجهات أيدت رفض استقبال الروهينغا، بحجة أن إندونيسيا لم تصدق على الاتفاقية الدولية الخاصة بوضع اللاجئين، وبالتالي فهي غير مُلزَمة قانونياً بقبولهم.

وقال سميث: “نحن نرفض الروهينغا ولدينا أساس قانوني لذلك، فإذا فتحنا أبوابنا لفلسطينيين، ستتساءل الدول الأخرى: لماذا تستقبلون لاجئين من منطقة بعيدة مثل الشرق الأوسط، بينما رفضتم لاجئين من دول مجاورة بحاجة ماسة للمساعدة؟”

مجموعة من الأطفال والمرضى الفلسطينيين ينتظرون في دير البلح، وسط قطاع غزة، في 28 يوليو/تموز 2024، إجلاءهم الطبي إلى الإمارات العربية المتحدة.
Getty Images

وشدّد سميث على أن خطة برابوو هذه قد تنطوي على انتهاك محتمل للدستور الإندونيسي.

وأوضح أن إندونيسيا تعارض منذ نشأتها كل أشكال الاستعمار، بما في ذلك ما تمارسه إسرائيل ضد فلسطين، وقال إن هذه الخطة لإعادة توطين سكان غزة قد تُفهم على أنها دعم غير مباشر لاستمرار المشروع الاستعماري الإسرائيلي.

وأضاف سميث: “لدينا دستور ينص بوضوح على أن الاستعمار يجب أن يُمحى من على وجه الأرض، وأن الاستقلال حق لكل الشعوب، الآن، أين ذهب ذلك الدستور الذي تمسكنا به طوال عقود؟”

الجهود الفلسطينية لنيل الاستقلال مُهدَّدة

وأعرب عدد من المراقبين عن خشيتهم من أن تكون إندونيسيا، من حيث لا تدري، تُسهم في “الاستعمار” الإسرائيلي لفلسطين.

ورغم أن برابوو ووزارة الخارجية أكّدا في كل تصريحاتهما أنه في حال تنفيذ الخطة، فإن الفلسطينيين سيعودون لاحقاً إلى غزة، إلا أن سميث الهدار لا يثق بأن هذا الإجلاء سيكون مؤقتاً بالفعل، وحتى الآن، لم يصدر أي إعلان واضح من جانب إسرائيل يؤكد أنها ستسمح بعودة الفلسطينيين إلى غزة عندما تتحسّن الظروف.

وذكّر سميث بتاريخ النكبة عام 1948، عندما طُرد ملايين الفلسطينيين من وطنهم على يد إسرائيل، وقال:”منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948، قُتل مئات الآلاف وطُرد ملايين الفلسطينيين من منازلهم، ولم يتمكّن أيٌّ منهم من العودة حتى الآن.”

وسلطت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الضوء على تشكّك العديد من الأطراف في أن الحكومة الإسرائيلية ستسمح للفلسطينيين بالعودة، ولهذا السبب لم تُبدِ أي من الدول المجاورة استعداداً لاستقبالهم.

صحيح أن دولاً مثل مصر وتركيا وقطر والإمارات تستقبل مصابين من غزة لأغراض علاجية، لكن سميث شدد على أن هذه الدول وافقت على استضافة الجرحى ضمن اتفاقيات رسمية موقعة، تضمن عودتهم لاحقاً إلى وطنهم.

وقال سميث: “هذا النوع من الاتفاقات ممكن فقط لأن مصر وإسرائيل طبّعتا العلاقات منذ عام 1979، في حين أن إندونيسيا وإسرائيل لا تقيمان أي علاقات دبلوماسية”.

وحذّر من أن على الحكومة الإندونيسية أن تكون يقظة تجاه نوايا إسرائيل، وقال: “ما يجب الحذر منه هو أن تكون خطة نقل سكان غزة إلى إندونيسيا مجرد خدعة من إسرائيل والولايات المتحدة – ويجب على إندونيسيا أن تدرك ذلك – بهدف خلق سابقة”.

وأضاف: “إذا فتحت إندونيسيا أبوابها، فإن باقي الدول الإسلامية ستفقد المبرّر لرفض استقبال سكان غزة”.

ومن جانبها، اعتبرت تيا أن المساهمة العملية الأفضل لإندونيسيا هي إرسال فرق طبية ومساعدات إلى مصر والدول الأخرى التي تستضيف ضحايا الحرب من غزة.

وقالت: “هذا غير منطقي، فالمسافة بين فلسطين وإندونيسيا بعيدة جداً، فلماذا نعالج الجرحى هنا؟”

يلوح الناس بعلم فلسطين بينما يتجمع السوريون في احتجاج أطلق عليه اسم "سوريون ضد الاحتلال" للتنديد بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة واحتلالها لأجزاء من سوريا وفلسطين في دمشق، سوريا، في 7 أبريل/نيسان 2025.
Getty Images

واستنكرت تيا التناقض في الموقف الرسمي، الذي يعلن دعم استقلال فلسطين، لكنه في الوقت ذاته يُعيد توطين سكان غزة خارج أرضهم.

وقالت: “تخيّلوا لو أن الاحتلال الهولندي لنا في الماضي انتهى، وجاءت دول لتساعدنا عبر نقلنا إلى أوروبا، هذا ليس الحل الصحيح”.

وأشارت تيا إلى أن العديد من الدول – ومنها فلسطين – كانت من أوائل من اعترف باستقلال إندونيسيا بعد الاستعمار.

وبرأيها، كان يجب على إندونيسيا أن تستند إلى دعم أكثر من مئة دولة تؤيد الاستقلال الفلسطيني، وتدفع باتجاه حل الدولتين.

 

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.