جولة السيسي وماكرون في سوق خان الخليلي الأثرية، حديث التواصل الاجتماعي في العالم العربي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يُحيي أهالي خان الخليلي بحي الحسين، وإلى جواره نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 6 أبريل/نيسان 2025.
Getty Images
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في سوق خان الخليلي بحي الحسين الأثري بالقاهرة

في الوقت الذي اهتمت فيه مواقع التواصل الفرنسية بالحديث عن انهيار أسواق الأسهم الأوروبية على أثر الرسوم الجمركية الأمريكية، شهدت مواقع التواصل العربية تفاعلاً واسعاً مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

واستهل ماكرون زيارته بجولة خاصة في المتحف المصري الكبير الذي يُفتتح رسمياً في الثالث من يوليو/تموز المقبل، والذي يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية مصرية، أبرزها مجموعة توت عنخ آمون الذهبية.

وتفاعل رواد مواقع التواصل مع تغريدة الرئيس الفرنسي على موقع إكس، نشر فيها مقطعاً مصوراً يوثق طائرة عسكرية مصرية من نوع رافال فرنسية الصنع، كانت ترافق طائرته فوق السماء المصرية قبل الهبوط، حيث علق عليها ماكرون قائلاً إنها “رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي”.

https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1908933606434648554

وجاءت تعليقات العديد على هذا الفيديو بأنه يحمل دلالة سياسية وعسكرية، من بينهم حور محمد التي وجدته “مشهداً جعل كل مصري فخوراً برؤية القيادة السياسية الاستراتيجية لتطوير وتحديث القوات المسلحة المصرية وتنويع السلاح”.

فيما أشاد الكاتب والأكاديمي ومنتج المحتوى محمد فتحي، بالفريق المصري الذي رتب لاستقبال ماكرون بـطريقة “ذكية” بدءاً من طائرة الرافال، مروراً باصطحابه لزيارة سوق خان الخليلي الأثرية، “والجولة الذكية جدا هناك”.

https://www.facebook.com/mfathypress/posts/pfbid02BbQm7RNNUs6PLzyx8HcB94mz5P7jeUCe3pc4QEH48EnbjPgbbjx5E8JuGaJXvnGul

https://www.facebook.com/hour.mohamed.33886/posts/pfbid02QZkyFbjn1y7zTaJzBZHxMu9YD8tSbbKfjnQ3ThYCFcJF2pRihGgvgFXxngmv7J2kl

“الطاقة التي تليق بخان الخليلي”

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي يتجولان في سوق خان الخليلي وسط مدينة القاهرة في 6 أبريل/نيسان 2025
Reuters
الرئيس الفرنسي يحيي الجماهير بصحبة الرئيس المصري

كما نشر الرئيس الفرنسي تغريدتين أخريين باللغتين العربية والفرنسية على حسابه، مع مقطع فيديو يُظهر “الاستقبال الحار” له من أهالي خان الخليلي، الشارع المجاور لمسجد الإمام الحسين بحي الجمالية، أحد أشهر الأحياء الأثرية بالعاصمة المصرية.

وجاء المقطع المصور مصحوباً بمقطع من أغنية “حلوة يا بلدي” للمغنية إيطالية الأصل، داليدا، التي ذاع صيتها في فرنسا، وولدت في حي شبرا بالقاهرة.

https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1909015096405487785

ورصدت بي بي سي عدداً كبيراً من التغريدات والمنشورات التي أشارت إلى أن زيارة ماكرون إلى مصر وجولته في أماكنها الأثرية، تحمل بُعداً سياسياً واقتصادياً وثقافياً مهماً، في وقت شديد الحساسية في المنطقة العربية وفي العالم.

وقد صرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان على فيسبوك بأن الزعيمين سيوقعان أيضاً عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية.

وربط البعض بين هذه الخطوة، وبين المخاوف العالمية من أن ركود اقتصادي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرائب جمركية غطت أكثر من 200 دولة وجزيرة وإقليم، فيما قد تدفع بعض الدول إلى البحث عن أسواق وشراكات بديلة.

كما علق الرواد على تصريحات للسيسي تداولتها الصحف المصرية عن مخاطبته الرئيس الفرنسي قائلاً إنه ولد في هذه المنطقة، وحضر أيام وجود اليهود والإنجليز واليونانيين والأرمن بالمنطقة.

https://www.facebook.com/AlmasryAlyoum/posts/pfbid036ALYpGRJrtDTvxuEt6w9xcDqQY6q5gSnTRMbnwabwM5GwbyxQfjZZXXcCvRUt5Myl

https://twitter.com/MoatazNadi/status/1909006208608211158

https://www.facebook.com/nader.shokery/posts/pfbid0tLpvRLr8vCHPXGCyyX9x4SuyatcYJwrBnBtbidxRXykS4cPjKm2bv1YWiu73kuLMl

https://www.facebook.com/dr.khaledmontaser/posts/pfbid02pkfvm54drSxGiYwdjAQNNHaYCmtEvEggrVDGd3fvRf6eufp7xP91mcB9kFziMPZ9l

وانتشرت على مواقع التواصل صور للعشاء الذي تناوله ماكرون بصحبة السيسي في مطعم “نجيب محفوظ” الشهير بخان الخليلي، ورأى البعض أنه يحمل دلالة قوية مع الربط بين تاريخ مصر وأحد أشهر أدباءها الحائز على جائزة نوبل.

https://twitter.com/s_alaraki/status/1909185605445251565

https://www.facebook.com/shaymaa.galhom/posts/pfbid028JHwCkamqN5z9WyUFHEq1k9DYQ6FooYigJrEvqyHmcw9TUjT8jZpgmVDo9KnUrQ7l

https://www.facebook.com/yousry.hammed/posts/pfbid0CEynGMu1GekKmkPcBMRWJRy9RZHBtQKay6cQUEbKurC8W5E8WChtFydyS6E3op1Fl

انتقادات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي يتحدثان إلى الموظفين في مقهى أم كلثوم في خان الخليلي بحي الجمالية في 6 أبريل/نيسان 2025.
Reuters
من أمام مقهى أم كلثوم في سوق خان الخليلي

في المقابل، رأى بعض المتابعين أن الحدث يؤكد على أن المناطق الأثرية المصرية هي دائماً محط الأنظار، بالمقارنة بالامتداد العمراني الجديد، فيما يُعرف بالعاصمة الإدارية، التي تكرس لها الدولة ميزانية ضخمة في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية.

من بين هؤلاء عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، الذي كتب على إكس في إشارة إلى زوار مصر “لن يطلب أحد من هؤلاء زيارة أكبر مسجد، وأوسع كنيسة، وأطول برج، وأعرض سجادة … إلخ، فيما تسمى العاصمة الإدارية، لأنهم يدركون أن التوسع في استخدام الرخام يقترن بتصور التدهور، وانحطاط الذوق”.

وأشار البعض إلى أن هذا الحدث واهتمام قادة العالم بالمناطق الأثرية المصرية، يعد بمثابة تذكرة للحكومة “في كل مرة تقرر هدم منطقة أثرية من أجل كوبري أو توسيع طريق”، بحسب المحلل السياسي محمد السطوحي.

وأشار السطوحي في منشور على فيسبوك إلى أن ماكرون جاء من باريس “حيث لا تستطيع تغيير أوكرة [مقبض باب] في بيت قديم بدون إذن”، متخيلاً نظرة ماكرون لو عرّج في تجواله على المناطق التي تشهد عمليات “التطوير”، في إشارة إلى ما تقوم به الدولة حالياً من هدم لبعض المناطق الأثرية والتراثية في القاهرة القديمة.

كما قارن البعض بين المشهد في القاهرة القديمة، وبين ما يحدث في قطاع غزة الفلسطيني.

https://twitter.com/ammaralihassan/status/1909028165839700020

https://www.facebook.com/elsetouhi/posts/pfbid09WdDCVXo8qsFvK1be7YHZbYpNPKuJu17EgksPafAzq8QsZaQHUBuzH8STeCrWP55l

https://twitter.com/AhmedMAamer1/status/1909113174277644545

https://twitter.com/nono_oldisgold/status/1909157810211877264

https://twitter.com/drhossamsamy65/status/1909018518156124443

وجاءت الزيارة عشية اجتماع رسمي للرئيسين انضمّ إليه لاحقاً العاهل الأردني الملك عبد الله في قمة ثلاثية؛ حيث قالت الرئاسة الفرنسية إن القمة “ستناقش الوضع في غزة على نطاقٍ واسع”، مؤكدةً على أهمية مصر والأردن في إنهاء الحرب.

وصرح مكتب ماكرون بأن الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى ميناء العريش المصري قرب الحدود مع غزة، لتسليط الضوء على المخاوف بشأن الصراع في الأراضي الفلسطينية.

ويُعد ميناء العريش، الواقع على بُعد 50 كيلومترا (30 ميلًا) غرب قطاع غزة، نقطة عبور رئيسية للمساعدات الدولية التي كانت تمر إلى غزة.

كما سيلتقي ماكرون هناك بالعاملين في المجال الإنساني والأمني للتأكيد على “سعيه الدائم من أجل وقف إطلاق النار”.

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.