سوريا: هل تعرقل أحداث الساحل الدموية مسيرة المرحلة الانتقالية؟

ربما تمثل الأحداث الدموية والاشتباكات، التي تشهدها منطقة الساحل السوري، أكبر تحد للإدارة السورية الانتقالية، في طريق بسط نفوذها على كل سوريا، والمرور بالبلاد بسلام من المرحلة الانتقالية، فبعد ثلاثة أشهر فقط، من الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، تفجرت الاشتباكات في منطقة الساحل السوري، فيما يظهر مدى التحديات والمخاطر، التي تحدق بالمرحلة الانتقالية .
يوم الخميس السادس من آذار/مارس الجاري، شن مسلحون موالون للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، هجمات كبيرة ومنسقة، على عناصر الأمن السوري، وتحصنوا في مناطقَ في أرياف الساحل، ذي الغالبية العلوية، التي ينتمي إليها بشار الأسد، وأشارت بعض التقارير إلى أن الهجمات، أسفرت ساعتها عن السيطرة على مدن اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس والقرداحة.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن الاشتباكات العنيفة، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلا، غالبيتهم من قوات الأمن السوري، ومسلحين موالين للرئيس المخلوع، فيما تحدثت بعض المصادر، عن سقوط 124 قتيلا من المسلحين والمدنيين.
بدأ ولم ينته
غير أن ما بدأ يوم الخميس الماضي، يبدو أنه لم ينته حتى الآن، وأنه مرشح للاستمرار، في وقت ينبه فيه مراقبون، إلى أن التحديات الأمنية هي الأكبر، بالنسبة للنظام السوري الجديد، في قيادته للمرحلة الانتقالية.
ووفقا للتليفزيون السوري، تجددت الاشتباكات صباح الأحد 9 آذار/مارس، بين قوات الأمن السورية و”فلول النظام السابق”، في ريف اللاذقية، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن عناصر مسلحة تنتمي للنظام السابق، نفذت هجوما على محطة غاز بانياس، بهدف تخريبها، لكن قوات الأمن العام تصدت لهم.
وتمثل منطقة الساحل السوري، معقلا مهما للأقلية العلوية، التي تنتمي إليها عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد، ويصفها البعض بأنها حاضنة عائلة الأسد، التي حكمت سوريا بقبضة حديدية لأكثر من خمسة عقود ،وكان للعلويين الذين يمثلون نسبة 9% من سكان سوريا، حظوة كبيرة خلال حكم عائلة الأسد، فاحتلوا مراكز عليا، في المؤسستين العسكرية والأمنية.
ورغم أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، يوجه مرارا تطمينات للأقليات في سوريا، ويطالب قواته المنتشرة في البلاد، بضبط النفس، إلا أن رسائله على مايبدو، لاتجد لها صدى في صفوف القوات المنتشرة على الأرض، خاصة في مناطق الساحل حيث يتزايد التوتر .
وفي تصريحات له فجر الأحد، حول تجدد الاشتباكات في منطقة الساحل، قال رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، إن الأحداث التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي، هي “تحديات متوقعة”، مشددا على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية، مضيفا: “قادرون على العيش سويا في هذا البلد بالقدر المستطاع”.
وبالنظر إلى اختلاف الأحداث، التي شهدتها منطقة الساحل السوري، هذه المرة عن سابقاتها، من حيث الحجم، تتزايد الأسئلة حول أسباب هذا الانفجار، في وقت تشير فيه رواية السلطة الحالية، إلى أن ما حدث كان وفق خطة أعدت سلفا، ويعتبر مراقبون أن من نفذوا هجمات اللساحل السوري استغلوا عدة أشياء، منها مخاوف الأقليات، وتضخيم أخطاء وتجاوزات، ارتُكبت خلال العمليات الأمنية، التي شهدتها منطقة الساحل، بجانب حالة السخط الشعبي، الناجمة عن إعادة الدولة لهيكلة القطاع الحكومي المترهل، والتي أسفرت عن تسريح آلاف الموظفين.
ويضيف المراقبون إلى ذلك، ما بدا أنه تراخ في تطبيق العدالة الانتقالية، وما فهمه الناس، على أنه احجام عن محاسبة المتورطين في الانتهاكات بحق السوريين، إبان حكم عائلة الأسد، بجانب حملة بدت منسقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبرها المراقبون ذات أبعاد طائفية، وتظهر مبالغة في تصوير تجاوزات وقعت في منطقة الساحل، والتحريض عبر مبالغات عن إضطهاد لأقليات بعينها في البلاد.
العامل الخارجي – إيران
يجمع كثير من المراقبين، على أنه ورغم حضور العوامل الداخلية بقوة ، فإن هناك حضورا كبيرا للعامل الإقليمي الخارجي، فيما تشهده منطقة الساحل السوري من اضطراب، وقد كان لافتا، ما أثارته تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قبل أيام من اندلاع تلك الأحداث، في مقابلة تليفزيونية، حيث حذر طهران من زعزعة استقرار سوريا.
وأدت تلك التصريحات، إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، إذ تبادلت وزارتي خارجيتهما، استدعاء السفيرين، للإعراب عن الاحتجاج، فبعد ان استدعت الخارجية الإيرانية السفير التركي لديها، احتجاجا على تصريحات فيدان، ردت الخارجية التركية بإجراء مماثل.
وبعد وقوع الأحداث الأخيرة في منطقة الساحل السوري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في رد فعل إيراني على ما حدث “إن إيران، إذ تذكر بمسؤولية الحكومة المؤقتة في ضمان أمن جميع المواطنين السوريين، تعارض بشدة انعدام الأمن والعنف وقتل وإيذاء السوريين الأبرياء من كل جماعة وعشيرة، وترى في ذلك حافزا لعدم الاستقرار الإقليمي”.
وتشير مصادر أمنية سورية، إلى ضلوع إيراني في أحداث المنطقة، وإلى أنها تقوم بتمويل وتسليح فلول نظام بشار الأسد، التي تتنقل بين الساحل ومحافظة حمص، ولديها القدرة على التحرك باتجاه شرق سوريا بحكم هشاشة الوضع الأمني.
إسرائيل
لا تخفي إسرائيل رغبتها، في عرقلة تطور الدولة السورية الجديدة، وقد بدأت تحركها سريعا، إذ قامت بحملة قصف جوي في ديسمبر من العام الماضي، قام خلالها سلاح الجو الإسرائيلي خلال الـ 48 ساعة، بتدمير معظم مراكز البحوث العلمية، والطائرات الحربية، والمروحيات الحديثة، ومخازن الأسلحة والصواريخ، وألوية الدفاع الجوي في المحافظات السورية، ما أسفر عن خروجها كلها عن الخدمة، وذلك بعد سقوط نظام الأسد في سورية.
ومنذ قدوم الحكم الجديد إلى سوريا، لم تتوقف إسرائيل عن مساعيها لفتح جبهة قتال، من جديد مع سوريا، في محاولة لإجهاض تجربة الحكم السورية الجديدة ، وكانت إسرائيل قد تجاوزت المنطقة العازلة في الجولان السوري، وانتهكت اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، عبر التوغل واحتلال المزيد من الأراضي السورية في القنيطرة ودرعا حتى الوصول إلى جبل الشيخ .
- هل تعرقل أحداث الساحل السوري الدموية مسيرة المرحلة الانتقالية في سوريا؟
- لماذا تفجرت هذه الأحداث في هذا التوقيت؟
- هل من أخطاء ارتكبها النظام الجديد في سوريا أدت إلى هذه الأحداث؟
- هل وقعت تجاوزات أمنية في منطقة الساحل أوغرت صدور الناس هناك ضد النظام الجديد؟
- كيف ترون ما يقال عن أن ما حدث كان وقفا لخطة مدبرة سلفا؟
- ماهو دور القوى الإقليمية التي يتحدث عنها النظام الجديد في أحداث الساحل؟
- ماهو السبيل برأيكم لاحتواء الاحداث ومنعها من تقويض المرحلة الانتقالية؟
- هل الخيار الأمني هو الأفضل للقضاء على تمرد الساحل أم اتباع سياسة الحوار وإشراك الجميع؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 10 آذار/ مارس.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab
Powered by WPeMatico
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
Comments are closed.