ما أبرز الفيديوهات المضللة التي انتشرت عن الدروز واشتباكات جرمانا في سوريا؟

صورة تُظهر زعيم الطائفة الدرزية في لبنان وليد جنبلاط ومقاتلين.

Social Media

عاد الهدوء إلى مدينة جرمانا، الواقعة في الضاحية الجنوبية للعاصمة السورية دمشق، بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين محليين دروز بدأت يوم الجمعة الماضي.

ودخلت قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة جرمانا يوم الأحد لملاحقة “مجموعات خارجة عن القانون امتهنت عمليات الخطف والقتل والسطو بقوة السلاح”، وفقاً لبيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مديرية أمن ريف دمشق.

وزادت تصريحات إسرائيلية تتعهد بالدفاع عن دروز جرمانا من حدة التوترات في المدينة.

كما انتشرت مقاطع فيديو مضللة وتصريحات مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأزمة مما ساهم في تأجيج مشاعر الكراهية والتعصب.

رصد فريق بي بي سي لتقصي الحقائق أبرز الادعاءات والمزاعم المتداولة.

لم تخرج “مليشيا درزية بدعم من نتنياهو”

متظاهرون سوريون.

Social Media

انتشر فيديو تحت تعليق يزعم أنه لمسلحين دروز في جرمانا خرجوا لتحدي الحكومة السورية “بدعم من نتنياهو”.

وانتشر ذات المقطع في منشور آخر يقول إنه لشباب من جرمانا يحتفلون بطرد ما وصفوه بعصابات “الجولاني الإرهابية”، في إشارة لأحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا.

لكن تتبُّع هذا الفيديو من خلال البحث العكسي يُظهر أنه قديم ولا علاقة له بالأحداث الأخيرة، كما وجدنا نسخة منه نُشرت في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقد هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس السبت، بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد القوات السورية “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز”، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية.

وقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استمرار “تهديد” المجتمع الدرزي.

لا قوات إسرائيلية في دمشق

جنين.

Social Media

انتشر فيديو آخر بتعليقات يزعم أنه لآليات عسكرية إسرائيلية في “قلب دمشق”، لكنّ هذا الفيديو مضللٌ أيضاً.

تأكدنا من موقع هذه الآليات من خلال معلَمين ظهرا في الفيديو، وهما “بنك القدس” و”شركة الخليج للصرافة”، لتبيّن أنهما يقعان في شارع أبو بكر في مدينة جنين بالضفة الغربية، وليس في سوريا على الإطلاق.

وتم نشر مقطع الفيديو الأصلي عبر حساب على موقع تيك توك قبل أيام من أزمة جرمانا بتاريخ 25 فبراير/شباط.

وقد صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية المحتلة ضمن ما سمّاها عملية “السور الحديدي”، إذ دخلت مدرعات عسكرية إلى الضفة الغربية المحتلة، لأول مرة منذ عام 2002.

حقيقة تصريح جنبلاط

انتشر أيضاً تصريح منسوب لوليد جنبلاط، زعيم الطائفة الدرزية في لبنان، معلقاً على أحداث جرمانا. ويقول التصريح المزعوم إن جنبلاط انتقد حكمت الهجري رجل الدين الدرزي في سوريا واتهمه بتنفيذ “الأجندات الإسرائيلية”.

لكن هذا تصريح مفبرك ولم يصدر عبر وسيلة إعلامية موثوقة.

لم يدلِ جنبلاط بهذه التصريحات إطلاقاً، بل على العكس قال في مؤتمر صحفي بعد بداية اشتباكات جرمانا إن دعوة نتنياهو لما وصفه بالتخريب هي “لعزل” الدروز عن كل “المحيط العربي والإسلامي”.

كما أكد الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، في مقابلة مع بي بي سي عربي أن الدروز جزء من الشعب السوري، وذلك في رد على تصريحات نتنياهو.

سيدات درزيات “يستعدن للقتال”

سيدات درزيات.

Social Media

وتداولت حسابات على مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر فيه نساء درزيات وهن يطلقن عيارات نارية من أسلحة رشاشة.

وزعم التعليق المصاحب للفيديو أن النسوة يتدربن في السويداء وجرمانا استعداداً لقتال الجيش السوري. لكن هذا وصف مضلل.

الفيديو قديم ونشر في عام 2018 عبر صفحة على فيسبوك تسمى”بني معروف- الموحدون الدروز”.

ماذا نعرف عن الدروز وجرمانا؟

يتواجد الدروز في لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن ومناطق متفرقة أخرى.

وفي سوريا بالتحديد، يتمركز الدروز في مدن السويداء وصلخد وشهبا والقريا في جبل العرب وجرمانا ومجدل شمس في الجولان السوري المحتل.

يُشير الدروز إلى أنفسهم باسم “الموحدون” أي المؤمنون بتوحيد الإله، ويُطلق عليهم “بنو معروف”.

كيف تتحقق من المعلومات أوقات الحروب والنزاعات؟

للتحقق من صحة الصور، يُنصح بإجراء “بحث عكسي”، وهو أسلوب يساعد في معرفة تاريخ ظهور الصورة على الإنترنت، والموقع الذي نُشرت فيه، وسياق استخدامها الأصلي من خلال رفع المادة إلى محركات البحث مثل غوغل وبينغ.

يمكنك أيضا استخدام أداة InVid المجانية لتحليل الفيديوهات وتجزئتها إلى لقطات ثابتة للبحث عن النسخ الأولى للمقاطع.

ووسيلة أخرى هي مراجعة وكالات الأنباء المعروفة والحسابات الموثوقة قبل إعادة نشر المعلومات المتداولة.

شارك في التدقيق والإعداد محمد شلبي وأماني فكري ودانيلي بالمبو

Powered by WPeMatico

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.