الشرع يطالب المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للانسحاب “الفوري” من جنوب سوريا، وإسرائيل تقصف مستودعات أسلحة غرب البلاد

الجيش الإسرائيلي توغل في مناطق حنوب سوريا

Getty Images
آليات إسرائيلية ثقيلة توغلت جنوب سوريا الاثنين وأطلقت النيران بكثافة في المنطقة

طالب رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للإنسحاب “الفوري” من جنوب سوريا.

وندد الشرع في كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة بالهجمات الإسرائيلية التي وصفها بأنها تستهدف أمن بلاده واستقرارها، معتبراً “التوسع العدواني ليس فقط انتهاكا للسيادة السورية بل تهديد مباشر للأمن والسلام في المنطقة بأسرها” على حد تعبيره.

وكان الجيش الإسرائيلي شنّ هجوماً على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة للجيش السوري المنحل، في منطقة القرداحة غربيّ سوريا، وذلك بالتزامن مع توغل للقوات الإسرائيلية جنوبيّ البلاد.

فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنّ سلاح الجو شن هجوماً الاثنين، على منطقة القرداحة غرب سوريا، مستهدفاً موقعاً عسكرياً “كان يتم فيه تخزين أسلحة النظام السابق في سوريا”.

وأضاف أنه بسبب التطورات الأخيرة في المنطقة، تقررت مهاجمة البنية التحتية في الموقع، مشيراً إلى أنه “سيستمر في متابعة ما يحدث في الساحة السورية وسيفعل كل ما هو ضروري لحماية مواطني إسرائيل”.

من جهته، قال مصدر في وزارة الخارجية السورية لبي بي سي إن الملف المتعلق بالقصف الإسرائيلي يُعد من أكثر القضايا حساسية بالنسبة لسوريا، ويتم التعامل معه بحذر ورويّة نظراً لتداعياته المحتملة.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن التقديرات الاستراتيجية تشير إلى أن إسرائيل تسعى لاستفزاز

الحكومة الإسرائيلية السورية الجديدة عبر التصعيد العسكري، سواء من خلال القصف، أو عمليات التوغل والإنزال على حدّ قوله.

وتهدف هذه التحركات، وفقاً للمصدر، إلى دفع الحكومة السورية للرد عسكرياً، ما قد يمنح إسرائيل ذريعة لتدخل أوسع

يؤدي إلى تعليق أي جهود دولية لرفع العقوبات عن سوريا.

ويوم الإثنين، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقوع انفجار قرب مرفأ مدينة طرطوس الساحلية، بالتزامن مع تحليق طيران “مجهول”، وسط تصاعد لأعمدة الدخان.

انسحاب من الجنوب

وفي جنوب سوريا انسحبت قوات برية إسرائيلية بعد ساعات من توغلها داخل الأراضي السورية، ليل الاثنين، وقطعها للطريق الواصل بين بلدة مسحرة بريف القنيطرة وبلدة الطيحة بريف درعا الشمالي.

وتوغلت آليات إسرائيلية ثقيلة وأطلقت النيران بكثافة في المنطقة، وكان هناك تحليق مكثف للمروحيات الحربية الإسرائيلية.

وبحسب المرصد السوري فإن القوات الإسرائيلية كانت قد توغلت في تل المال على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة وقامت بتمشيط ثكنات كانت تتمركز فيها ميليشيات إيرانية سابقة، وفجرت مستودعات داخلها قبل انسحابها.

كما اقتحمت أيضاً نقطة مراقبة سابقة للقوات السورية في ريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بتفتيشها وتخريبها.

وفي مساء الاثنين توغلت قوة إسرائيلية ليلاً إلى مفرق عين البيضة المتاخم لقرية أوفانيا في ريف القنيطرة الشمالي، حيث مكثت أكثر من ساعة ونصف الساعة قبل أن تعود أدراجها دون اشتباكات.

حشد عسكري غرب البلاد

قوات تابعة للسلطة الانتقالية في سوريا

Getty Images
وزارة الدفاع التابعة للسلطة الانتقالية في سوريا نشرت قوات للسيطرة على الأوضاع في اللاذقية

جاءت الهجمات الجوية الإسرائيلية على غرب سوريا، بعد هجوم شنه مسلحون على دورية لقوى الأمن الداخلي، التابعة للسلطة الانتقالية، في مدينة اللاذقية. تبادل الطرفان إطلاق نار كثيف، مما أدى لسقوط قتيلين من عناصر وزارة الدفاع السورية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن مسلحين تابعين “لفلول نظام الأسد أعدوا كمينا لقوات وزارة الدفاع التابعة للسلطة الانتقالية في حي الدعتور بمدينة اللاذقية”.

وبعد الهجوم حشدت وزارة الدفاع في السلطة الانتقالية، قوات عسكرية في محيط منطقة الدعتور في اللاذقية بحثاً عن المهاجمين، و نشرت ناقلات جند، وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات إلى المنطقة.

وأضافت سانا أن “إدارة الأمن الداخلي باشرت بحملة أمنية موسعة في حي الدعتور والمناطق المجاورة بهدف القبض على المتورطين في الكمين وتقديمهم للعدالة”.

وجاءت التطورات على خلفية اختطاف عنصرين من الأمن الداخلي من قبل مؤيدين لنظام بشار الأسد في مدينة اللاذقية، حيث عثر على جثتي العنصرين وقد تمت تصفيتهما.

وتتعرض قوات الأمن التابعة للسلطة الانتقالية الجديدة لهجمات مسلحة في عدة مناطق في سوريا، وليس منطقة معينة أو من طائفة محددة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تبادل القصف في الشمال

وفي شمال سوريا تبادلت قوات سوريا الديمقراطية، المعروفة باسم قسد ذات الأغلبية الكردية، قصفاً مدفعياً مع القوات التركية، عند محور مفرق صرين وجسر قره قوزاق.

وجاء ذلك بعد أن قصفت القوات التركية قرية قراريشك في ريف عين العرب، جنوب عين العرب/كوباني بالمدفعية الثقيلة، وسط حركة نزوح لأهالي القرية، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع خسائر بشرية بحسب المرصد السوري.

تزامن ذلك مع غارتين جويتين نفذتهما الطائرات الحربية التركية على مواقع لقوات قسد في المنطقة ذاتها.

وتستمر وتيرة التصعيد بين الطرفين في المنطقة، حيث تشهد الجبهات في شمال شرق سوريا توتراً عسكرياً متزايداً، وسط مخاوف من تصاعد الصراع.

Powered by WPeMatico

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.