إسرائيل تعلن البقاء في جنوب سوريا ‘لأجل غير مسمى’ فما المناطق التي تسيطر عليها؟

أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح لقوات الحكومة السورية بالتواجد في “المنطقة جنوب دمشق” ، وقالت إن القوات الإسرائيلية ستظل في أجزاء من جنوب سوريا لفترة غير محددة.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنزع السلاح “الكامل” من جنوب سوريا، وكان ذلك في خطاب ألقاه خلال حفل تخرج عسكري يوم الأحد.
كما حذر نتنياهو من استمرار “تهديد” المجتمع الدرزي وانتشار السلاح في محافظات جنوب سوريا.
وقد استولت إسرائيل على المنطقة العازلة التي تخضع لمراقبة الأمم المتحدة في الأراضي السورية بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
وتمدد الوجود الإسرائيل العسكري داخل الأراضي السورية، وطرأت تغييرات في طبيعة أنشطتها في عدد من المناطق، وفقاً لتحليل لفريق بي بي سي لتقصي الحقائق للفيديوهات وصور الأقمار الصناعية.
وتكشف صور الأقمار الصناعية عن أعمالَ بناءٍ تجري في عدد من المواقع، منها ما يبعد أكثر من ستمئة متر داخل ما يُعرف بمنطقة الفصل أو المنطقة العازلة، ومنطقة أخرى بعد المنطقة العازلة في الجانب السوري.
وقالت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) سابقاً إن البناء الإسرائيلي على طول منطقة الفصل مع سوريا يعد “انتهاكاً صارخاً” لاتفاقية وقف إطلاق النار.
بينما يقول الجيش الإسرائيلي إن قواته تعمل في جنوب سوريا عند نقاط استراتيجية، لحماية سكان شمال إسرائيل.

في عام 1974، توصلت إسرائيل وسوريا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على أن المنطقة الواقعة في مرتفعات الجولان ستكون منطقة عازلة منزوعة السلاح.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن اتفاق 1974 تم التوصل إليه مع “نظام مخلوع”، وبالتالي فهو “غير صالح”.
وجاء ذلك على الرغم من أن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، أوضح أن إدارته الجديدة ستعترف باتفاقية 1974 مع إسرائيل.
صور الأقمار الصناعية
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطُها في الفترة ما بين 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، و2 فبراير/ شباط الجاري – أي بعد سقوط حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد – لعدد من المواقع منها غربَ قرية حضر، وغربَ جباتا الخشب، وشمالَ الحميدية، وقريةَ القنيطرة، وموقعين جنوبَ وادي عزيز سابقاً، وجوداً إسرائيلياً في المنطقة.
إذ تظهر الصور ستة مواقع بُنيت خلال هذا الوقت داخل المنطقة العازلة، بالإضافة إلى مناطق أخرى رصدتها بي بي سي من خلال تحليل الفيديوهات.
تعتبر محافظة القنيطرة التي تعد من أهم المناطق التي أظهرتها صور الأقمار الصناعية، زيادة واضحة في الوجود العسكري الإسرائيلي فيها.
إذ تُعتبر هذه المنطقة جسراً بين الجولان وإسرائيل، ولذلك، فهي نقطة استراتيجية بالنسبة للوجود العسكري الإسرائيلي.
https://twitter.com/damascusv011/status/1886751483368009769
وتشمل المواقع العسكرية الإسرائيلية في القنيطرة، نقاط مراقبة وقواعد لوجستية، مما يساهم في تعزيز سيطرة إسرائيل على هذه المنطقة الهامة.
و يُذكر أن القوات الإسرائيلية، سيطرت على مبنى المحكمة والمحافظة في القنيطرة، لأكثر من 40 يوماً.
https://twitter.com/ytirawi/status/1866455662009487396
كما تُظهر خمس صور أقمار صناعية متوسطة الجودة لموقع جباتا الخشب التُقطت في أيام مختلفة منذ الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، البناءَ التدريجي في الموقع، مما يظهر حداثة هذه الأبنية.
ويشير تحليل صور الأقمار، إلى أن هذه المواقع تشمل أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، ومنصات إطلاق صواريخ.
ويقول فابيان هينز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إن هذه المواقع تعزز القدرة العسكرية الإسرائيلية على الرد السريع، في حال حدوث أي تهديد من المنطقة.
سد الوحدة
وهناك مواقعُ أخرى ظهرت فيها تحركات إسرائيلية، رصدناها من خلال تحليل فيديوهات تمّ التأكد من صحتها.
حيث أظهر فيديو، نشر علي تلغرام وموقع إكس، في منطقة سد الوحدة على نهر اليرموك في محافظة درعا، وجود مركبة إسرائيلية. ويزود هذا السد سوريا بـ 30 في المئة، والأردن بـ 40 في المئة من المياه.
https://twitter.com/ashrafnsier/status/1869443028479582411
وقد شهدت منطقة درعا، الواقعة في الجنوب الغربي من سوريا، زيادة في النشاط العسكري الإسرائيلي بشكل عام.
قريبة من دمشق
تقع القواعد الإسرائيلية بالقرب من المناطق الريفية، مثل “الجسر الأبيض” وقرى مثل “تل الرفيع” و “أم باطن”، وتعد هذه المناطق ملائمة لقاعدة عسكرية لإسرائيل، بسبب موقعها القريب من العاصمة السورية دمشق، حيث يمكن استخدامها لإطلاق ضربات جوية على أهداف داخل سوريا ، كما أوضح هينز.
هذه المناطق كانت سابقاً خاضعة لسيطرة القوات السورية أو جماعات مسلحة أخرى، لكن بعد التوسع الأخير، باتت محاصرة بحواجز عسكرية إسرائيلية.
الرد الإسرائيلي
في نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من منطقة جبل الشيخ، إن إسرائيل ستبقى في “المنطقة الأمنية”، لفترة غير محدودة.
وتواصلنا في بي بي سي مع الجيش الإسرائيلي، بشأن ما رصدناه، وجاء الرد: “قواتنا تعمل في جنوب سوريا، داخل المنطقة العازلة وعند نقاط استراتيجية، لحماية سكان شمال إسرائيل”.
- الشرع لبي بي سي: سوريا منهكة من الحروب ولا تشكل تهديداً لأي دولة في العالم، والثورة السورية ليست انتقامية
- كيف تغيّرت خارطة السيطرة على سوريا بعد 13 عاماً من الصراع؟
- مخاوف في سوريا من انتشار الأسلحة بين الفصائل والأفراد
Powered by WPeMatico
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
Comments are closed.