ترامب “الملك المحتمل”، هل يدمر الحكومة الفيدرالية؟ – الإيكونوميست

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث يظهر وجهه وياقة قميصه الأبيض والقليل من جاكيته الرسمي بلون أسود

Reuters

في جولة عرض الصحف ليوم السبت الثاني والعشرين من فبراير/شباط، تناقش الصحف العالمية سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداخلية والخارجية، والطرح المقدم من قبله لحل الحرب في أوكرانيا لصالح “روسيا”، إضافة إلى المشهد السياسي في لبنان في ظل تشييع جثمان حسن نصر الله المرتقب غداً الأحد.

ونستهل جولتنا مع مقال في صحيفة الإيكونوميست البريطانية، بعنوان “دونالد ترامب: الملك المحتمل”، الذي يستعرض الأسلوب الذي يتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إدارة البلاد خلال أول شهر له في المنصب.

ويتّهم المقال ترامب بأنه يعمل على تقليص دور الكونغرس والقضاء في اتخاذ القرارات، ويقول إن “ترامب يتجاهل السلطة التشريعية، ويحكم بموجب مرسوم.. ولأن بعض أوامر ترامب التنفيذية تبدو غير دستورية، فيبدو أنه يسعى إلى اختبار قوته مع القضاء”.

وترى الصحيفة في مقالها أن ترامب يسعى لتوسيع سلطاته بشكل كبير، ويبيّن أن “كل تصرف يقوم به يثبت اعتقاده بأن السلطة منوطة به شخصياً. والإدارات الحكومية أصبحت في حالة من الارتباك، لإظهار السلطة الشخصية لترامب عليها”.

ويحذر المقال من أن تركيز ترامب على سلطته الشخصية قد يؤدي إلى أزمة دستورية أو حتى إلى نظام حكم استبدادي “استبداد ترامبي”، و”قد يدمر الحكومة الفيدرالية، أو يحطم التحالفات التي تحافظ على قوة الغرب”.

وبحسب ما أورد المقال، فإن بعض الأهداف التي يسعى إليها ترامب قد تكون مشروعة مثل إصلاح الحكومة وتحقيق السلام في مناطق معينة، لكن الطرق التي يعتمدها قد تكون ضارة وتعرض النظام السياسي للخطر، بقوله إن “العلاج بالصدمة البيروقراطية من شأنه أن يجلب الكثير من الضرر قبل أن يجلب أي فائدة”.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوج، في كييف، أوكرانيا

Reuters

كما تعتقد الصحيفة في مقالها بأن “ترامب يعامل تحالفه مع أوروبا باعتباره شيئاً يمكن المساومة عليه، بينما هو يكسر المحرمات من خلال احتضان روسيا”.

ويشبه المقال ترامب بالرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، من حيث رغبتهما المشتركة “بالهيمنة على الجمهورية”، كما يشبه “أهداف ترامب للبيروقراطية بحملة بيل كلينتون لإصلاح الحكومة التي أدّت إلى خفض أكثر من 420 ألف وظيفة فيدرالية” في حينها.

ويضيء المقال، على التحديات التي قد يواجهها ترامب، مثل مقاومة القضاء، وارتفاع التضخم، وتهديدات سياسية داخلية قد تؤثر على استقرار البلاد.

وختاماً يتوقع أن “تعاني الولايات المتحدة من خسارة كارثية لنفوذها لصالح الصين وروسيا قبل أن يتمكن أي شخص من إيقاف ترامب”.

“ترامب يستسلم لبوتن أكثر من أوكرانيا”

وننتقل لمقال في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بعنوان “ترامب يستسلم لبوتن أكثر من أوكرانيا”، للكاتب فريد زكريا.

ويسلّط الكاتب الضوء على تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وعلاقته بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ويُظهر الكاتب كيف أن ترامب يسعى إلى تقديم تنازلات لصالح روسيا، بما في ذلك التنازل عن بعض مطالب أوكرانيا الأساسية قبل بدء المفاوضات الرسمية، من ضمنها “لا عودة لجميع الأراضي الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها بالقوة، ولا عضوية لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، ولا وجود لقوات أمريكية على الأراضي الأوكرانية”.

ويعزو الكاتب هذا الموقف إلى دوافع شخصية، حيث يرى أن ترامب لديه خلافات مع زيلينسكي، وهو ما قد يفسر عداءه تجاه أوكرانيا ودعمه لروسيا، “إذ هاجم ترامب الرئيس الأوكراني واصفاً إياه بالدكتاتور”.

ويقول إن “دونالد ترامب وجد طريقة سريعة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ألا وهي الاستسلام”.

ويعود الكاتب إلى انتخابات عام 2016 حين “وُجهت الاتهامات لروسيا بأنها تدخلت في الانتخابات لصالح ترامب، في الوقت الذي بدا فيه ترامب مقتنعاً بأن الأوكرانيين هم من تدخلوا في الانتخابات الأمريكية وأوقعوا الروس في الفخ”.

ويشير إلى أن ترامب قد يساهم في تقويض القيم الغربية التي كانت الولايات المتحدة في مقدمة من يدافع عنها بعد الحرب العالمية الثانية، مثل مبدأ عدم التوسع الإقليمي بالقوة.

ويختتم الكاتب مقاله بالتحذير من أن هذه التصرفات قد تهدد إنجازات دبلوماسية دولية كبيرة بذل المجتمع الدولي جهوداً كبيرة لتحقيقها، مثل القضاء على سياسة الحروب الاستعمارية والاحتلال العسكري.

رسم بورتريه لحسن نصر الله بلباسه الأسود المعروف، وأمامه شاب يرتدي لباساً يشبه الزي العسكري وطاقية رياضية سوداء على رأسه

Reuters

“مارثيرولوجيات لبنان في يوم تشييع السيّد”

وفي صحيفة القدس العربي، كتب وسام سعادة مقالاً بعنوان “مارثيرولوجيات [سجل الشهداء] لبنان في يوم تشييع السيّد”، سلّط الضوء خلاله على التحديات والانقسامات التي يعيشها اللبنانيون بعد الحرب، وخاصة في سياق “ما بعد الحرب” والتهدئة المؤقتة التي لم تحسم الصراع بشكل حقيقي.

وفي وصفه لهذه الانقسامات، يقول الكاتب إن “اللبنانيين عاشوا حربين، لا واحدة. وهم يعيشون اليوم، ما بعد حربين كأنهما، شعورياً في عالمين متوازيين، فيما الحرب نفسها لا يمكن القول إنها توقفت، ولا يمكن القول إنها مستمرة. ويعيشون في لبنانين في وقت واحد الآن”.

ويناقش الكاتب التوترات السياسية والعرقية بين مختلف الأطراف في لبنان، وتأثير تلك الانقسامات على شعور الناس وتفسيرهم للأحداث الكبرى مثل تشييع السيد حسن نصر الله.

ويوضح أن “اللبنانيين بهذا الانقسام يستقبلون فعاليات يوم تشييع نصر الله هذا الأحد. فهناك من ينظر لنهار التشييع كحدث تأسيسي مطلق، توليدي ذاتياً للطاقة الكفاحية الصالحة لما بعده. وهناك من ينظر له كحدث دفنيّ لمرحلة وتمكينيّ لمرحلة أخرى”.

ويشير الكاتب إلى التباين في رؤية الهزيمة والنصر، وكيف أن البعض يرفض الاعتراف بالهزيمة “الموضوعية” بينما يصر آخرون على الاعتراف بها لتحفيز عملية الشفاء والتصالح.

كما يتناول الكاتب ظاهرة “المارثيورولوجيا” ويقصد بها “تقديس الشهداء”، وكيفية تأثيرها على تشكيل الهوية الوطنية والخطاب السياسي في لبنان، مشيراً إلى أن عملية التفاعل مع الانقسامات الداخلية تتطلب قدرة على فهم معاناة الآخر والاعتراف بالتناقضات العميقة بين مختلف الجماعات اللبنانية.

ويعبر الكاتب في مقاله، عن رؤيته بأن لبنان يحتاج إلى مزيد من الفهم والقدرة على التعاطي مع هذا الانقسام العميق، بعيداً عن منطق “التخوين” الذي يعمق الهوة بين الأطراف، ويدعو إلى احترام الاختلافات ومواصلة الحوار رغم التوترات والمآسي.

Powered by WPeMatico

Comments are closed.