كيف سيتعامل لبنان مع بقاء قوات إسرائيلية على أراضيه؟

أهالي قرية كفار كلا جنوب لبنان في طريق عودتهم إليها بعد انسحاب القوات الإسرائيية منها

Getty Images
أهالي قرية كفار كلا جنوب لبنان في طريق عودتهم إليها بعد انسحاب القوات الإسرائيية منها

يطرح الانسحاب الإسرائيلي المجتزأ، من جنوب لبنان، والذي تم الثلاثاء 18 شباط/فبراير، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان، يطرح تساؤلات، بشأن كيفية تعامل لبنان بكل مكوناته في قادم الأيام، مع حقيقة استمرار الوجود الإسرائيلي، في عدة مناطق في جنوبه.

وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب الثلاثاء 18 شباط/فبراير، من القرى والبلدات اللبنانية الحدودية، التي كان يسيطر عليها جنوبي لبنان، لكنه أبقى قواته في خمس نقاط، على طول الحدود بين البلدين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية، وجاء الانسحاب متزامنا، مع انتهاء المهلة الممنوحة، لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، الذي تم التوصل إليه في نوفمبر من العام الماضي.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الجيش سيبقى في خمس نقاط مراقبة داخل الأراضي اللبنانية، لـ “حماية البلدات الحدودية شمال إسرائيل”، متوعداً بالرد على أي “انتهاكات” من قبل حزب الله، إلا أن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أكد من جانبه، أن وجود القوات الإسرائيلية في النقاط الخمس، داخل الأراضي اللبنانية، سيكون مؤقتاً، مشيرا إلى أن وجود القوات الإسرائيلية في تلك النقاط “ضروري لأمن إسرائيل”.

لبنان يرد

من جانبها أكدت الرئاسة اللبنانية، في بيان قالت إنه جاء عقب “اجتماع استثنائي”، ضم الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الثلاثاء 18 شباط/فبراير، على وجوب الانسحاب الإسرائيلي، من كافة أراضي البلاد، وجاهزية الجيش للقيام بكل مهامه.

وأوضح البيان الرئاسي، أن عون وسلام وبري، أكدوا خلال اجتماعهم “ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل، من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزاما بالمواثيق والشرائع الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة. وفي مقدمها القرار 1701”. كما جددوا وفق البيان “تأكيد التزام لبنان الكامل بهذا القرار بكامل مندرجاته وبلا أي استثناء، في وقت يواصل فيه الجانب الإسرائيلي انتهاكاته المتكررة له وتجاوزه لبنوده”.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه البيان الرئاسي اللبناني، ” استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالًا ” ، فإنه أكد الاتفاق على “التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقاً لما يقتضيه القرار الأممي”.

الأمم المتحدة تحذر

من جانبها أكدت الأمم المتحدة، الثلاثاء 18 شباط/فبراير، أن أي تأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، بعيد انتهاء مهلة الانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يعد انتهاكا للقرار الدولي 1701، مع إبقاء “إسرائيل” قواتها في خمس نقاط استراتيجية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن بيان مشترك صادر باسم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، وقائد قوة يونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو ، إن “اليوم يصادف نهاية الفترة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى جنوب الخط الأزرق وانتشار القوات المسلحة اللبنانية بشكلٍ مواز في مواقع في جنوب لبنان” محذرَين من أن “أي تأخير آخر في هذه العملية يناقض ما كنا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكا مستمرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”.

ويثير نكوص إسرائيل،عن الوفاء بالتزاماتها كاملة، في ما يتعلق بالانسحاب من جنوب لبنان، يسود نوع من التوجس والتشاؤم في لبنان، فيما يتعلق بطبيعة التعامل مع إسرائيل خلال المرحلة المقبلة، ويعتبر مراقبون لبنانيون أن نمط التصرف الإسرائيلي، منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، بين إسرائيل ولبنان في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لايبشر بخير إذ أنها لم تلتزم بشكل كامل، بوقف إطلاق النار، كما اجتاحت على مدى شهرين و21 يوما، العديد من القرى الجنوبية في لبنان وقامت بتجريف للبنى التحتية والطرقات وشبكات الكهرباء.

وفي 17 شباط /فبراير الجاري، أقدمت إسرائيل على اغتيال أحد قياديي حركة حماس، في عملية نفذتها بمدينة صيدا، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً شمال نهر الليطاني، وهو ما أضاف إلى مخاوف أهالي قرى الجنوب، من العودة إلى منازلهم خشية استهدافها في عمليات إسرائيلية.

  • كيف سيتعامل لبنان مع استمرار اسرائيل في احتلال مناطق في جنوبه؟
  • كيف ترون ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي من أن البقاء في نقاط خمس على الحدود مع لبنان ضروري لحماية أمن شمال إسرائيل؟
  • لماذا لم تتدخل واشنطن لإقناع إسرائيل بانسحاب كامل وفق الاتفاق الذي كانت راعية له؟
  • هل يؤدي بقاء إسرائيل في احتلال تلك النقاط إلى تجدد الاشتباكات بينها وبين حزب الله؟
  • وما هي التحديات التي يلقيها بقاء القوات الإسرائيلية على عاتق الجيش اللبناني الذي يسعى لتعزيز دوره في لبنان؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 19 شباط/فبراير.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarab

Powered by WPeMatico

Comments are closed.