مسلحون من كتائب القسام يستعدون لتسليم رفات أربعة رهائن، وتحذيرات إسرائيلية من “تكتيكات حماس” في الحرب النفسية

مسلحون من حركة حماس ينتشرون قبل عملية تسليم رفات أربع رهائن إسرائيليين

Reuters
مسلحون من حركة حماس ينتشرون قبل عملية تسليم رفات أربع رهائن إسرائيليين

تُظهر الصور الواردة من قطاع غزة، انتشار مسلحين من حركة حماس في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، قُبيل عملية تسليم رفات أربع رهائن احتجزوا خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى الصليب الأحمر.

أعلن الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، الأربعاء، عن هوية رفات الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم تسليمهم الخميس، في إطار صفقة التبادل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وقال أبو عبيدة في بيان نُشر في قناته الرسمية على تلغرام: “إنه سيتم تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان عوديد ليفشيتس”.

واحتجزت الحركة ياردن وشيري بيباس وطفليهما خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتم الإفراج عن ياردن في الأول من فبراير/شباط 2025.

وأضاف أبو عبيدة: “المذكورين كانواً جميعاً على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني بشكل متعمد”.

مروحية إسرائيلية خلال إحدى عمليات التبادل

Reuters

وأعلن الناطق العسكري باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، أنه “تقرر الإفراج عن رفات (..) عوديد ليفشيتس، وهو أحد الذين تعمد العدو الصهيوني قتلهم بالغارات الجوية خلال معركة طوفان الأقصى”.

وتنفذ إسرائيل وحماس حالياً المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليها في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وما زالت صامدة رغم تبادل الجانبين الاتهامات بارتكاب انتهاكات.

ولم تفصح حماس عن عدد الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس أو فصائل مسلحة أخرى في قطاع غزة، ولا عدد الأحياء منهم.

وقال المستشار الإعلامي في حماس، طاهر النونو، إن الحركة “أبلغت الوسطاء أنها مستعدة ضمن اتفاق لإطلاق سراح كل الأسرى في المرحلة الثانية دفعة واحدة وليس على دفعات كما كانت الحال في المرحلة الأولى… في مقابل إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال”.

وأضاف النونو أن حماس “أبدت للوسطاء أنها مستعدة لعملية تبادل واحدة لكل الأسرى باطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين الذين لديها ولدى المقاومة، الأحياء والجثث، بمن فيهم الضباط العسكريين الكبار”.

وأوضح أن هذه الخطوة “للتأكيد على جديتنا واستعدادنا التام للمضي قدماً في إنهاء هذا الموضوع وكذلك المضي في خطوات تثبيت وقف إطلاق النار وصولاً للوقف المستدام”.

تحذيرات من أثر نفسي عميق على المجتمع الإسرائيلي

فعالية لعائلات الرهائن

Reuters

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن يوم الخميس، سيكون “يوماً مؤلماً” لإسرائيل مع تسلمها رفات 4 رهائن احتجزت في غزة، وقال “سيكون يوماً بالغ الصعوبة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، يوماً مؤلماً، يوم حداد. سنعيد إلى الوطن أربعاً من رهائننا الأحباء الذين توفوا”.

وأضاف نتنياهو “قلبي يتمزق، ويجب أن يتمزق قلب العالم أجمع”. وتابع “على العالم أن يعرف ما الذي نتعامل معه”.

وقال أيضاً “نشعر بالحزن والألم، لكننا عازمون على ضمان عدم تكرار مثل هذا الأمر مرة أخرى”.

إلى ذلك، أعلن منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين، مساء الأربعاء، أنه تم إبلاغه بوفاة الطفلين بيباس ووالدتهما، بالإضافة إلى رهينة رابع في غزة.

وكتب المنتدى، وهو تجمع يضم عائلات الرهائن الذين اختُطِفوا في إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في بيان: “تلقينا الأخبار المفجعة التي تفيد بأن شيري بيباس وطفليها أرييل وكفير، إضافة إلى عوديد ليفشيتز لم يعودوا معنا”.

ونصح الدكتور جيلاد بودنهايمر، الذي يرأس خدمات الصحة العقلية في وزارة الصحة الإسرائيلية، بعدم مشاهدة البث التلفزيوني الذي يغطي عودة الرهائن لوقت طويل، وأفاد “نتوقع يوماً معقداً للغاية حيث نستقبل رفات الرهائن ونوصي بشدة الجمهور بالحد من تعرضهم للإعلام وتقليل مشاهدتهم لتكتيكات الحرب النفسية لحماس”.

وذكرت صحيفة إسرائيل هيوم، أنه لم يكن من المفترض أن يتم الإعلان عن الأسماء،”ولكن هناك سوء تفاهم” بين الجيش الإسرائيلي والحكومة، وفق الصحيفة.

وقالت القناة 13 الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يعتزم إدخال فريق من الطب الشرعي إلى قطاع غزة عند تسلم رفات أربع رهائن الخميس.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن هذا الإجراء يأتي لتأكيد هوية الرهائن عند التسليم.

من جهتها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إلى “احترام الخصوصية والكرامة قبل التسليم المتوقَّع لرفات الرهائن”.

وقالت اللجنة:” يجب أن نكون واضحين: أي معاملة مهينة أثناء عمليات التسليم غير مقبولة”.

وتتضمن المرحلة الأولية استقبال الصليب الأحمر للقتلى من حركة حماس في مكان محدد مسبقاً قبل نقلهم إلى الجيش الإسرائيلي، الذي سيقيم مراسم تذكارية عسكرية داخل غزة، تضم العلم الإسرائيلي ومراسم التحية وحاخام يتلو الصلوات الجنائزية.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن عملية التعرف على رفات الرهائن قد تستغرق ما يصل إلى 48 ساعة، وذلك حسب حالة كل رفاة.

وأفادت “الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء” الفلسطينية، بأن إسرائيل لا تزال تحتجز رفات 665 فلسطينياً “في مقابر الأرقام والثلاجات”. ويشمل هذا العدد رفات فلسطينيين تعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى رفات فلسطينيين من مخيم الفارعة الذين قُتلوا مساء أمس الأربعاء.

وأشارت الحملة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل رفات الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث لا تتوفر معلومات دقيقة حول أعدادهم. كما ذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن إسرائيل تحتجز رفات أكثر من 1500 فلسطيني في معسكر “سدي تيمان”.

وتطالب جهات فلسطينية ودولية بإعادة هذه الرفات إلى ذويهم تماشياً مع القوانين والأعراف الدولية.

Powered by WPeMatico

Comments are closed.