تركيا تؤكد ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وارتفاع حصيلة قتلى المعارك بين الجيش وفصائل المعارضة
في أول تعليق له على الهجوم الذي شنته الفصائل المعارضة في سوريا، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، عن أمله في أن ينتهي “عدم الاستقرار المستمر في سوريا منذ 13 عاماً” من خلال حل يتوافق مع مطالب الشعب السوري.
وأكد أردوغان أن “أمنيتنا الكبرى هي الحفاظ على سلامة الأراضي والوحدة الوطنية في سوريا”، مشيراً إلى أن الحل يجب أن يلبي المطالب المشروعة للسوريين.
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده “كانت على حق في تحذيرها من أن دوامة العنف في الشرق الأوسط قد تشمل سوريا أيضاً”، مؤكداً أن الأحداث الحالية تؤكد صحة هذا التحذير، وموضحاً أن أنقرة تتابع باستمرار المسار الميداني في سوريا، وتتخذ جميع الإجراءات الضرورية للحفاظ على أولويات الأمن القومي.
وتواصل تركيا نشر قوات في شمال غرب سوريا، إلى جانب دعمها لبعض الفصائل المسلحة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، كما تستضيف تركيا نحو ثلاثة ملايين سوري فرّوا من النزاع في بلادهم منذ عام 2011.
وفي وقت سابق، نفت وزارة الداخلية العراقية، وجود أي تحرك لفصائل المعارضة المسلحة على الحدود السورية، ووصفت الأنباء المتداولة حول ذلك بـ”الكلام الإنشائي”.
وخلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الوزارة مقداد ميري، رداً على سؤال له بشأن ما نشرته وكالة “رويترز” عن عبور فصائل مسلحة وصفتها بالـ “الموالية لإيران” قال إن هذه المعلومات مجرد “كلام إنشائي” يُتداول على موقع فيسبوك، مؤكداً عدم وجود أي حركة مسجلة على الحدود.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصدرين عسكريين سوريين، أن فصائل دخلت سوريا من العراق لمساعدة القوات السورية في القتال.
كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية تحرك قوات عسكرية باتجاه الحدود الغربية للعراق، إذ قالت الوزارة في بيان لها إن قوات مدرعة من الجيش العراقي تحركت “لإسناد” الحدود الممتدة من مدينة القائم وصولاً إلى الحدود الأردنية.
وأضاف البيان أن هذا التحرك يأتي بعد” تعزيز القاطع الشمالي غربي محافظة نينوى في شمالي العراق بالقطعات المدرعة والآلية”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أن “الولايات المتحدة والإمارات ناقشتا رفع العقوبات عن سوريا، ولكن بشرط قطع العلاقات السورية مع إيران، وقطع الإمدادات العسكرية عن حزب الله”.
وفي وقت سابق، أصدرت الولايات المتحدة بياناً يدعو إلى “خفض التصعيد” في سوريا، إذ سيطرت قوات المعارضة على أجزاء كبيرة من الشمال في الأيام الأخيرة.
وأكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة هادي البحرة، الاثنين، أن “المتمردين لن يتوقفوا عن القتال حتى تلتزم الحكومة السورية بعملية الأمم المتحدة والانتقال السياسي”.
وقال هادي البحرة في مؤتمر صحفي متلفز من اسطنبول: “نحن مستعدون للتفاوض ابتداءً من الغد”.
في حين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الاثنين على أن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا يأتي بناءً على طلب دمشق.
وقال بقائي للصحفيين في إفادة وزارة الخارجية: “إن وجود مستشار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا ليس بالأمر الجديد؛ لقد كان موجوداً بالفعل، لذلك سيستمر في المستقبل وفقاً لرغبة ووجهة نظر الحكومة السورية”.
وأضاف في تصريحه أن “استمرار وجود المتمردين في سوريا كان نتيجة لوجود الجيش الأمريكي في البلاد”، الذي وصفه بأنه “شكل من أشكال العدوان وانتهاك لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة”.
من جهته حمّل الرئيس السوري بشار الأسد، الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى، مسؤولية الهجوم الذي شنته المعارضة، متهماً إياها بمحاولة “إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط”.
في حين رحب الأسد بدعم موسكو وإيران، قائلاً إن من الضروري هزيمة من وصفهم بـ”الإرهابيين”.
- سوريا: ما أسباب وأهداف الهجوم الذي تشنه المعارضة؟
- ماذا نعرف عن هيئة تحرير الشام التي تشن هجمات على مواقع تابعة للجيش السوري؟
وتنفذ القوات الجوية السورية وروسيا المزيد من الضربات ضد فصائل المعارضة في محاولة لوقف تقدمهم. إذ قال الجيش السوري إنه يعزز خطوطه الدفاعية، حيث بدأ في شن هجوم “مضاد ضد قوات المتمردين”، بعد أن جرى استعادة مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أن الضربات الجوية السورية – الروسية المشتركة استهدفت “تجمعاً لقادة المنظمات الإرهابية ومجموعات كبيرة من أعضائهم بالقرب من استاد الحمدانية في غرب المدينة الشمالية”.
وفي بيان منفصل، نقلت “سانا” عن مركز التنسيق الروسي في سوريا قوله إن “الضربات المشتركة عبر محافظات شمال حلب وإدلب وحماة الوسطى خلال الـ 24 ساعة الماضية أدت إلى القضاء على 320 إرهابياً، وتدمير 63 قطعة من المعدات العسكرية”، بحسب البيان.
أما المرصد السوري لحقوق الانسان فقد أفاد بأن حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بدأت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها هجوماً مباغتاً في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بلغت 514 شخصاً، بينهم 92 مدنياً.
وأوضح المرصد أن الحصيلة توزعت بين 268 قتيلاً من هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، مقابل 154 من قوات الجيش السوري، و92 مدنياً.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن روسيا تواصل دعم الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن بلاده تقوم بتقييم الوضع في سوريا وستحدد موقفها مع تطور الوضع.
كما أكدت الصين دعمها للرئيس السوري بشار لأسد في “جهوده للحفاظ على الأمن القومي والاستقرار”، وفق ما أفاد الناطق باسم الخارجية الصينية، لين جيان في مؤتمر صحفي.
وقال مدير الاستجابة في منظمة الرؤية العالمية لسوريا، إيمانويل إيش لبي بي سي، إن “الوضع لا يزال غير مستقر”، مضيفاً أن “الاشتباكات مازالت مستمرة في أماكن مختلفة، ما سيكون له أثر مباشر في زيادة عدد النازحين داخلياً”.
وتشير التقديرات وفق إيش، أن “ما يتراوح من خمسين إلى ستين ألف شخص نزحوا في الأيام القليلة الماضية نتيجة لما يحدث على الأرض”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاتصالات انقطعت في المناطق ذات الأغلبية الكردية، مما أثار مخاوف من وقوع “مذابح” محتملة للأكراد.
جاء ذلك بعد أيام من قيام “هيئة تحرير الشام” وحلفائها بشن هجوم مفاجئ في شمال غرب سوريا، والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي تابعة لقوات الجيش السوري بما في ذلك مدينة حلب الثانية في سوريا.
وصرح مصدر في “المقاومة الإسلامية في العراق لبي بي سي ، أن مجموعة من مسلحي هذه المجموعة، قد دخلوا أمس الأحد إلى سوريا.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه من المرجح أن يكون هؤلاء المسلحون ينتمون إلى فصيل “كتائب سيد الشهداء”، دون تقديم تفاصيل إضافية عن طبيعة المهمة التي سيضطلعون بها، أو المناطق التي دخلوا إليها.
ويمثل فصيل “كتائب سيد الشهداء”، أحد الفصائل العراقية الأساسية المنضوية تحت لواء ما يُعرف بـ “المقاومة الإسلامية في العراق”، إلى جانب “كتائب حزب الله العراقي” وحركة “النجباء”، وحركة “أنصار الله الأوفياء”.
يُذكر أن سوريا قد عاشت هدوءاً نسبياً منذ وقف إطلاق النار المتفق عليه في عام 2020، لكن قوات المعارضة حافظت على السيطرة على مدينة إدلب الشمالية الغربية ومعظم المحافظة المحيطة بها.
- قوات المعارضة المسلحة تسيطر على “غالبية” مدينة حلب، والسلطات السورية تغلق مطار المدينة
- من شن الهجوم على غرب حلب ولماذا الآن؟
- “هل هجوم حلب سيطرة على مناطق جديدة أم مجرد معركة محلية محدودة؟”- هآرتس
Powered by WPeMatico
Comments are closed.