محادثات بشأن غزة في القاهرة، وغارات إسرائيل تقتل ثلاثة عاملي إغاثة وتفاقم أعداد القتلى الفلسطينيين
كشف مسؤولون في حماس مساء الجمعة أن ممثلين عن الحركة يصلون إلى القاهرة السبت لإجراء محادثات تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، والوصول إلى صفقة لتبادل الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.
وأفادت تقارير بأن وفداً قيادياً برئاسة خليل الحية يصل القاهرة السبت، بناءً على دعوة من مصر. ونقلت كل من وكالتي فرانس برس ورويترز عن مسؤولين في حماس أن وفداً من الحركة سيعقد في القاهرة عدة اجتماعات مع مسؤولين مصريين لمناقشة أفكار لوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن.
ولم تثمر مفاوضات سابقة استمرت لأشهر من أجل وقف إطلاق النار في غزة عن تقدم يذكر.
يأتي الإعلان بعد أيام من سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وبعد إعلان الولايات المتحدة أنها ستبدأ جهوداً جديدة مع قطر ومصر وتركيا لإحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي، لتتوقف الأعمال القتالية التي تصاعدت بشدة في الأشهر القليلة الماضية، وصرفت الاهتمام بعيداً عن صراع غزة، وفق مراقبين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء في أثناء إعلانه عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق مماثل في غزة، وحث إسرائيل وحماس على اغتنام الفرصة.
وقال مسؤولون في غزة إن الحرب الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 44.300 شخص، وأجبرت سكان القطاع على النزوح عدة مرات، كما دمرت مساحات شاسعة من القطاع الفلسطيني.
فيما تقول إسرائيل إن الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل قبل 13 شهرا، والذي أشعل فتيل هذه الحرب، أدى إلى مقتل نحو 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
مقتل ثلاثة عاملين إنسانيين في قصف إسرائيلي بخان يونس
على الصعيد الميداني، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، مقتل ثلاثة من العاملين في المجال الإنساني في قصف للجيش الإسرائيلي في خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “نفذ ضربة على مركبة كان يستقلها إرهابي شارك في مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول”، وأن “الإرهابي كان في الوقت نفسه عاملاً في المنظمة التي ينتمي إليها العاملون القتلى”.
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، فقد نُقل ما لا يقل عن خمسة قتلى، بينهم ثلاثة من موظفي منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، الأمريكية غير الحكومية، بعد غارة جوية إسرائيلية على سيارة كانت تسير على طريق صلاح الدين الرئيسي في الشمال قادمة من خان يونس.
وكان العاملون يستقلون مركبة تحمل شعاراً “مرئياً بوضوح” يدلّ على المنظمة غير الحكومية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني، في حين أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن السيارة التي استهدفها هي “مركبة مدنيّة لا تحمل أية علامات” وأن حركتها غير منسقة لنقل المساعدات”.
“عائلات بأكملها أبيدت شمال القطاع”
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة السبت أن حصيلة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المستمرة منذ أكثر من عام في القطاع ارتفعت إلى 44.382 قتيلاً على الأقل، و105.142 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.
وأكدت مقتل 19 شخصاً وإصابة 72 آخرين بجروح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أن “أكثر من 75 شخصاً قتلوا في بيت لاهيا” مساء الجمعة، موضحاً غياب المعلومات الدقيقة عما يجري في شمال غزة “بسبب الحصار المستمر”.
وقال محمود بصل إن هناك عائلات بأكملها “أبيدت” شمالي قطاع غزة، مضيفاً أن هناك الكثير من الأحياء يبقون لوقت طويل تحت الأنقاض، دون وجود طواقم من الدفاع المدني لانتشالهم.
ووفق بصل، أصيب 10 آلاف فلسطيني شمال القطاع خلال 50 يوماً.
كما قتل عشرة فلسطينيين وأصيب آخرون، فجر السبت في قصف لطائرات إسرائيلية، استهدف شقة سكنية لعائلة بحي الشيخ رضوان، شمال غرب غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وأفاد فلسطينيون بأن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات إخلاء في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته التي تنفذ عمليات في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون منذ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول تستهدف منع مسلحي حركة حماس من معاودة تنظيم صفوفهم وشن هجمات من تلك المناطق.
وعاد عشرات الفلسطينيين الجمعة إلى المناطق التي انسحب منها الجيش لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم.
وغطى مسعفون وأقارب جثثاً، بعضها لنساء، كانت ملقاة على الطريق بالبطانيات أو بأكفان بيضاء وحملوها على محفات.
وقال رجال الإسعاف إن طائرة مسيرة إسرائيلية قتلت في وقت لاحق من يوم الجمعة أحمد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة، حيث ينفذ الجيش عمليات منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الجيش الإسرائيلي لرويترز إنه ليس على علم بحدوث هجوم على المستشفى في هذا الوقت.
- ماذا نعرف عن بنود الاتفاق بين حزب الله وإسرائيل؟
- كيف ينظر سكان غزة لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟
ويعد مستشفى كمال عدوان واحداً من ثلاثة مرافق طبية تقع في أقصى شمال قطاع غزة تعمل بالكاد حالياً في ظل نقص الإمدادات الطبية والوقود والغذاء.
وقال مسؤولون في القطاع الصحي إن معظم أفراد الطاقم الطبي في المستشفى تعرضوا إما إلى الاعتقال أو الطرد على يد الجيش الإسرائيلي.
- “إيران وحزب الله خسرتا، ولكن إسرائيل لم تنتصر” – في هآرتس
- حرب غزة: هل يشهد القطاع وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس بعد اتفاق لبنان؟
- هل انتصرت الدبلوماسية أخيرا على آلة الحرب في الشرق الأوسط؟- واشنطن بوست
Powered by WPeMatico
Comments are closed.