كيف تحصل مساعدات الذكاء الاصطناعي على أسمائها الغريبة؟

روفوس، من شركة أمازون.

Getty Images
روفوس، من شركة أمازون هو أحدث مساعد ذكاء اصطناعي يُطرح للجمهور من قبل شركة التكنولوجيا الكبرى

أطلقت أمازون على أحدث مساعد للذكاء الاصطناعي الخاص بها اسم روفوس. ولكن ما هي القصة وراء هذا الاسم غير المعتاد، وكيف تقارن بالطريقة التي سميت بها مساعدات الذكاء الاصطناعي الأخرى؟

في روما القديمة كان روفوس لقباً لأولئك الذين يمتلكون شعراً أحمراً. كما كان يطلق أيضاً على ويليام الثاني ملك إنجلترا – الابن الثالث لوليام الفاتح – لبشرته الحمراء.

واليوم في المملكة المتحدة، أصبح اسم “روفوس” مستخدماً بكثرة إلى حد ما، وربما يكون من الشائع سماعه كاسم ينادي به أصحاب الكلاب، الذين يتنزهون مع كلابهم ذات الفراء.

لذا، قد يثير الأمر بعض الدهشة لمعرفة أن عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت أمازون، اختارت إعطاء أحدث مساعد للذكاء الاصطناعي الخاص بها نفس هذا الاسم.

ويصادف شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ذكرى مرور 10 سنوات منذ أعلنت أمازون عن أول مساعد ذكي صوتي “أليكسا”، ويبدو أن الاسم جاء تكريماً لمكتبة الإسكندرية القديمة في مصر.

ويعود أصل اسم المساعد الأحدث “روفوس” على أول “كلب مكتب” لشركة أمازون.

والآن، ينضم مساعد الذكاء الاصطناعي “روفوس” إلى قائمة متزايدة من مساعدي الذكاء الاصطناعي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى بأسماء غامضة.

فقد كان اسم مساعد الذكاء الاصطناعي “جيمناي” التابع لشركة غوغل في الأصل هو “تيتان”، ولكنه استُبدل باسمه الحالي من قِبل فريق “ديب مايند” الذي طوره.

وجيمناي هي كلمة لاتينية تعني التوائم، وهذا يشير إلى التعاون بين فريقي “ديب مايند” و”غوغل ريسيرش” في المشروع، ولكن أيضاً يشير إلى الشخصية المزدوجة المنسوبة إلى برج الجوزاء.

ولا يتطلب الأمر شخصاً عبقرياً لمعرفة اسم أحدث مساعد ذكاء من شركة أبل، والذي سمي باسم “ذكاء أبل”. أما المساعد الرقمي “سيري”، فقد نال اسمه من قِبل داغ كيتلوس، المؤسس المشارك للشركة التي طورت برنامج سيري. وسيري تعني في النرويجية “المرأة الجميلة التي تقودك إلى النصر”، ووفقاً لكيتلاوس كان من السهل نطق الاسم.

روفوس هو كلب من فصيلة كورغي الويلزية

Getty Images
روفوس هو كلب من فصيلة كورغي الويلزية، وكان ينام تحت المكاتب في غرف الاجتماعات لشركة أمازون، كما لعب دوراً في إطلاق المواقع الإلكترونية للشركة في بداياتها

تعود حكايات روفوس – الكلب الويلزي الساحر – إلى الأيام الأولى لأمازون.

كان ذلك في عام 1996، في خضم طفرة الإنترنت، وبعد فترة وجيزة من قدوم سوزان وإريك بينسون للعمل معاً في الشركة الناشئة التي كانت تبلغ من العمر عامين.

في ذلك الوقت، كان عدد موظفي أمازون أقل من 20 موظفاً، وكان إريك هو المهندس الخامس الذي وظفوه، وكانت زوجته سوزان صحفية، قبل أن تصبح فيما بعد الصوت التحريري للمتجر الإلكتروني. بعد العمل لساعات طويلة بينما كانت الشركة تستعد للطرح العام، بدأ الزوجان في إحضار كلبهما البالغ من العمر عامين معهما إلى المكتب.

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يندمج الكلب في يوم العمل: مطاردة كرات التنس في الممرات، والتسول للحصول على المكافآت من العمال الآخرين، والنوم في طريقه خلال الاجتماعات تحت الطاولات، واستخدام مخلبه (مع القليل من المساعدة البشرية) لإطلاق ميزات على الموقع الإلكتروني، تشمل الخوارزمية التي توصي بالكتب بناء على ما قرأه الآخرون.

وسيصبح روفوس أول وجه لصفحة أخطاء أمازون لتنبيه المستخدمين عندما تسوء الأمور.

بعد فترة طويلة من تقاعد عائلة بينسون في عام 2001، استمر روفوس في الظهور في الحرم الجامعي مع جليسة الكلاب التي لا تزال تعمل هناك. عاش الكلب حتى سن الخامسة عشرة وساعد في بدء ثقافة صديقة للكلاب في أمازون والتي تسمح للموظفين بإحضار حيواناتهم الأليفة إلى العمل.

اليوم، يوجد لدى أمازون أكثر من عشرة آلاف كلب مسجل كـ “عامل” في شركة التكنولوجيا العملاقة. تشمل وسائل الراحة الشائعة في مبانى الشركة في جميع أنحاء العالم حدائق الكلاب المزينة، والمكافآت غير المحدودة.

أمازون ليست الشركة التقنية الوحيدة التي تبنت مكان عمل صديق للكلاب، فغوغل ترحب بالكلاب في مكاتبها ويُعرف موظفوها الذين يمتلكون الكلاب باسم دوغلرز، حتى أن حرم الشركة في ماونتن فيو يحتوي على حديقة للكلاب تسمى دوغل بليكس.

تمتلك أمازون أيضاً مبنى فيه مكاتب في وسط مدينة سياتل الأمريكية سمي على اسم أول كلب لها. ووفقاً لراجيف ميهتا، نائب رئيس قسم البحث والتسوق التفاعلي في أمازون، فإن مبنى روفوس هو المكان الذي تم فيه تطوير مساعد التسوق المدعوم بالذكاء الاصطناعي للشركة وهو أصل تسميته.

جيمناي من شركة غوغل

Getty Images
اسم جيمناي Gemini من شركة غوغل Google هو إشارة إلى الشخصية المزدوجة المنسوبة إلى العلامة في برج البروج

يقول ميهتا: “لقد أجرينا بحثاً مكثفاً حول اسم روفوس في العديد من الأسواق التي تعمل فيها أمازون، ووجدنا بشكل عام أنه علامة تجارية واسم يتردد صداه لدى العملاء في جميع أنحاء العالم”.

ولادة الذكاء اصطناعي من جديد

على الرغم من وفاة روفوس في عام 2009، إلا أن إرثه لا يزال قائماً. فقد أطلقت أمازون الآن مساعدها الذكي في الولايات المتحدة والهند والمملكة المتحدة، لتزويد العملاء بالمعلومات أثناء اتخاذهم لقرارات الشراء، والغرض من ذلك هو الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمنتجات.

ورغم أن العملاء يستطيعون التحدث إلى روفوس، فإن المساعد الذكي لا يملك صوتاً بعد ولا يستطيع الرد إلا بالنص والصور. ورفض ميهتا التكهن بما إذا كان سيتم دمجه مع أليكسا. وقال: “لا أستطيع التحدث عن الخطط المتعلقة بأليكسا. فالفرق منفصلة تماما في هذه المرحلة”.

وأضاف “حتى الآن، أجاب روفوس على أكثر من 100 مليون استفسار”.

لقد طلبنا من روفوس بعض المعلومات الإضافية حول الكلاب، وكانت إجابته مؤثرة مثل روفوس الأصلي:

“الكلاب هي واحدة من أكثر الحيوانات الأليفة المحبوبة في العالم. فهي مخلصة وودودة وتعد رفيقاً رائعاً. وعلى الرغم من اختلافها، فإن جميع الكلاب تشترك في بعض السمات الرئيسية – فهي حنونة، وتحمي أصحابها، ومتحمسة لإرضائهم. وتتطلب الكلاب رعاية مناسبة، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، والعناية، والفحوصات البيطرية. في المقابل، توفر حباً غير مشروط ويمكنها حتى تحسين الصحة البدنية والعقلية لأصحابها. سواء كحيوان أليف عائلي أو حيوان عامل، كانت الكلاب جزءاً لا يتجزأ من المجتمع البشري لآلاف السنين”.

وبينما لا يمكننا أن نعرف مدى سعادة روفوس الأصلي بهذا الملخص، فمن المحتمل أنه حزن على إلغاء المكافآت التي كان يحصل عليها.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.