كيف كانت أبرز ردود الفعل العربية والإسرائيلية على اغتيال إسماعيل هنية؟
لم تقتصر ردود الفعل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في إيران، على المسؤولين في الأراضي الفلسطينية ودول عربية وعالمية، إذ وُصفت ردود فعل الفلسطينيين بـ”الغاضبة”، فيما تباينت ردود فعل الإسرائيليين.
تنقل لكم بي بي سي عربي أبرز ردود الفعل الشعبية والرسمية كما جاءت على لسان مراسلينا في الساحة الفلسطينية واللبنانية التي شهدت أيضاً مساء الأربعاء حادثة اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية، في العاصمة بيروت.
- اغتيال إسماعيل هنية: “اتهامات” لإسرائيل و”شكوك” حول إيران، وخامنئي يرفع “العلم الأحمر”
- الشاباك يرفع درجة الحراسة لنتنياهو، وخامنئي يوجّه “برد مباشر” على إسرائيل
“صوت الحق”: ردود فعل من غزة
يرى عدنان البرش مراسل بي بي سي في غزة، أن الحرب الدائرة في القطاع حالت دون حدوث مظاهرات شعبية أو مظاهر واضحة للاحتجاج على اغتيال هنية، فيما عبر بعض الغزيين ممن استطاعوا الوصول إلى شبكة الإنترنت، عن حزنهم وغضبهم، خاصة بين مؤيدي حركة حماس في القطاع.
وقال فلسطيني في قطاع غزة عبر استطلاع للرأي أجراه برنامج غزة اليوم عبر بي بي سي، “إنه يوم حزين جداً على الشعب الفلسطيني، لا بل على العالم الحر، هذا التاريخ لا ينسى”.
وأضاف “كان هنية صوت الحق، وصوت الحرية، وله قاعدة جماهيرية عريضة على المستوى العالم… نحن كشعب غزة مصابنا جلل وعظيم، دائماً كان يقول (إسماعيل هنية)، إما النصر أو الشهادة”.
“الفكرة لا تموت بموت الأشخاص”
حركة حماس وجناحها العسكري أصدرا عدة بيانات إدانة وتعزية باغتيال هنية ومرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان، ووصفت عبر حسابها على منصة تلغرام، عملية الاغتيال بـ “الإرهابية”.
وهددت حماس بالرد، وصرحت “أن عملية الاغتيال الإجرامية بحق القائد هنية وفي قلب العاصمة الإيرانية هي حدث فارق وخطير، ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة وسيكون له تداعياتٌ كبيرةٌ على المنطقة بأسرها”.
ونقل تلفزيون الأقصى التابع لحماس عن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق قوله إن “اغتيال هنية عمل جبان وتصعيد لن يمر سدى”.
وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام أن “حماس فكرة، والفكرة لا تموت بموت الأشخاص”، وأن إسرائيل “فتحت النار على نفسها وليس على إسماعيل هنية”.
وتتجه أصابع الاتهام إلى إسرائيل التي وجه رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أعضاء حكومته بعدم إصدار أي تصريح حول عملية اغتيال هنية.
وأدانت حركة الجهاد الإسلامي ما قالت إنه “جريمة اغتيال قائد كبير ووطني، وأن عملية الاغتيال هذه آثمة، نفذها العدو المجرم بحق رمز من رموز المقاومة”، كما نعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورئيس التيار الديمقراطي في حركة فتح محمد دحلان الذي قال إن “عملية الاغتيال الجبانة التي لم تكن لتحدث لولا الضوء الأخضر الأمريكي للاحتلال بمواصلة جرائمه”.
الضفة الغربية: حداد وتنكيس للأعلام
في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية تحدثت مراسلة بي بي سي إيمان عريقات، عن استقبال الشارع الفلسطيني لنبأ اغتيال هنية بالغضب الشديد والتنديد والاستنكار الواسع، إذ صدحت مآذن المساجد في عموم أرجاء الضفة الغربية المحتلة بإدانة الاغتيال ووصفته بـ “الجبان والتطور الخطير”.
وفي أول رد فعل نشر رسمياً عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أعلن فيه إدانته لعملية الاغتيال، واعتبرها “عملاً جباناً وتطوراً خطيراً”، كما دعا الشعب الفلسطيني “وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الإسرائيلي”.
وأعلن عباس، “الحداد وتنكيس الأعلام ليوم واحد، على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق هنية”، كما هاتف رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، معزياً باغتيال هنية.
وتنقل مراسلة بي بي سي موقفاً مماثلاً صدر على لسان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ندد فيه بعملية الاغتيال، إضافة لدعوات من الفصائل، لاستغلال هذه” الجريمة الإسرائيلية الجديدة، لترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الداخلية لتحصينها”.
بيروت: “حالة من الصدمة” بسبب الاغتيالات
وعبر لبنانيون عن صدمتهم وترقبهم في ذات الوقت، بعد اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر أيضا، الذي أعلنت إسرائيل قتله في هجوم استهدف الضاحية الجنوبية في بيروت، معتبرين ذلك “خطوة إسرائيلية لتصعيد كبير ومواجهة مفتوحة لما قد يترتب عليها من تداعيات خطيرة”، كما تنقل مراسلة بي بي سي في بيروت، كارين طربية.
وفي ردود الفعل الرسمية اللبنانية أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة لمجلس الوزراء، عملية اغتيال هنية.
وتقدم حزب الله في بيانه بالعزاء إلى الشعب الفلسطيني وحماس وجميع الفصائل، كما نعاه المكتب السياسي في حركة أمل اللبنانية.
- الضاحية الجنوبية: بيوت “المحرومين” التي بنيت في بساتين الليمون
- إسرائيل تعلن مقتل القيادي محمد الضيف، وقادة من حماس يشككون، فماذا نعرف عن الضيف؟
إسرائيل لم تصرح رسمياً باغتيال هنية
تراوحت ردود الفعل الإسرائيلية على اغتيال هنية بحسب ما نقلت وسائل إعلامها بين الحديث عن الاحتياطات الأمنية، أو الإشادة بالعملية، خاصة بين أهالي الرهائن الذي طالبوا باستغلال الحدث للتوصل إلى صفقة مع حماس.
ويقول الصحفي في مكتب بي بي سي في القدس محمود عظمة، إن هناك حالة من التأهب في سلاح الجو الإسرائيلي، وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن استعداد إسرائيل لهجمات انتقامية في الضفة الغربية في أعقاب اغتيال هنية.
يذكر عظمة أيضاً أنه بعد مقتل هنية، تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت منظومة “حيتس” المختصة بصد الصواريخ البالستية، وأعلن أن إسرائيل مستعدة لكافة السيناريوهات.
توزيع الحلوى بعد اغتيال هنية، ما بين مؤيد ومعارض
أظهرت مقاطع فيديو، قيام مجموعة من الإسرائيليين بتوزيع الحلوى في شوارع المُدن والبلدات الإسرائيلية، وقال نشطاء إسرائيليون أنها تأتي “احتفالاً بمقتل هنية”، وانتشرت تلك المقاطع بشكل واسع على الصفحات الإسرائيلية.
وصلت حلوى الاحتفالات إلى مقر الكنيست الإسرائيلي في القدس، إذ انتشر مقطع فيديو لأحد الأشخاص وهو يقدم الحلوى لعضو الكنيست موشيه سعادة، والذي رفض بدوره أن يأخذها، وقال: “إنه حقاً يوم عظيم لأمة إسرائيل، لا أريد الحلوى، الأهم من ذلك هو أن نبقى في حالة وحدة دون انقسام”.
ونشر هذا المقطع أولاً المراسل العسكري للقناة السابعة الإسرائيلية، ولكنه انتشر بين الإسرائيليين الذين رأى بعضهم أنه “لا يجوز الاحتفال بالموت”.
وكتب إسرائيلي شارك الفيديو: “يمكن للمرء أن يكتفي بنجاح عملية عسكرية شجاعة، إن توزيع الحلوى ليس من ديانتي اليهودية”.
“أنا لست جيمس بوند، أنا نتنياهو”
تداول ناشطون إسرائيليون مقطع فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو يرد على تعليق يصفه بأنه “جيمس بوند” – شخصية العميل في الاستخبارات البريطانية في سلسلة أفلام جيمس بوند – بعد الاغتيالات التي استهدفت شخصيات مناوئة لإسرائيل، والتي اعترفت إسرائيل بتنفيذ بعضها.
وقال نتنياهو في مشهد أقرب للكوميديا منه للحديث السياسي، وبأسلوب جيمس بوند نفسه: “أنا لست جيمس بوند أنا نتنياهو .. بنيامين نتنياهو”.
وانتشرت أيضاً تعليقات إسرائيلية، تتوعد قادة حماس الآخرين بأنهم سيواجهون مصير هنية.
فيما تصاعدت مخاوف المجتمع الإسرائيلي من اندلاع حرب إقليمية نتيجة التوترات المستمرة مع الدول المجاورة والجماعات المسلحة في المنطقة، والتي وصلت ذروتها مع اغتيال هنية، والتي تقول إيران إن إسرائيل مسؤولة عنها.
- هل يؤدي غياب هنية “الصوت المعتدل” في حماس إلى إنهاء مفاوضات وقف إطلاق النار؟
- من هم أبرز قادة حركة حماس؟
- حزب الله يعلن مقتل القائد العسكري فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
Comments are closed.