مقتل 21 فلسطينيا وإصابة العشرات في قصف استهدف مخيما للنازحين غرب رفح، وواشنطن تقول إن العملية الإسرائيلية “محدودة”
قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل شنت غزوا واسع النطاق لرفح جنوبي قطاع غزة.
وجاءت تصريحات كيربي بعد ساعات من وصول القوات الإسرائيلية إلى وسط المدينة والاستيلاء على تلة ذات أهمية استراتيجية تطل على الحدود القريبة مع مصر.
وكان كيربي يرد أيضا على أسئلة حول غارة جوية إسرائيلية وما نتج عنها من حريق يوم الأحد أدى إلى مقتل 45 فلسطينا على الأقل في مخيم للنازحين. وتقول إسرائيل إنها تعتقد أن الحريق ربما يكون ناجما عن انفجار أسلحة مخزنة لدى حماس.
وقال كيربي للصحفيين إن الصور التي التقطت من غارة يوم الأحد، والتي أسفرت عن مقتل معظم النساء والأطفال وكبار السن، كانت “مفجعة” و”مروعة”. وأضاف: “لا ينبغي أن تُفقد أرواح بريئة هنا نتيجة لهذا الصراع”. لكنه أقر بأن إسرائيل تحقق في الحادث، وقال “ما زلنا لا نعتقد أن هناك ما يبرر عملية برية كبيرة.. ولم نر ذلك في هذه المرحلة”.
تصريحات كيربي تأتي في وقت واصلت فيه قوات الجيش الإسرائيلي عمليات القصف الجوي والمدفعي المكثف على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وتقدمت برياً داخلها من جهتي الغرب والوسط.
وأشارت أنباء إلى خروج مستشفى الكويتي في حي تل السلطان غربي رفح عن الخدمة وباتت المدينة دون مستشفيات.
وأعلنت لجنة الطوارئ في مدينة رفح في بيان، مقتل 21 فلسطينياً وإصابة عدد آخر، في منطقة المواصي غرب رفح، “معظمهم من النساء والأطفال”، وفق البيان.
وقالت اللجنة إن “مجزرة حرب استهدفت خيام النازحين في المناطق الآمنة، في المواصي”، معُتبرة أن “ما جرى جريمة حرب إبادة جماعية جديدة”.
ودعت اللجنة الدول والمؤسسات الدولية والأممية إلى “وقف حرب الإبادة الجماعية فوراً”.
وتحدث شهود عيان عن مقتل وإصابة العشرات بسبب قصف طائرات مقاتلة إسرائيلية على مخيم للنازحين في منطقة المواصي غربي مدينة رفح، فيما تصاعدت أعمدة الدخان بسبب كثافة الغارات وسط المدينة، وفق شهود.
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مشاهد قاسية لأشلاء وجثث نازحين بين الخيام، ولم يتسنى لبي بي سي التحقق من صحتها.
وأكد الجيش الإسرائيلي على أنه “لم يشن أي غارة بالمنطقة الإنسانية في المواصي”.
وقال شهود عيان إنَّ موجة نزوح كبيرة جديدة حدثت الليلة الماضية نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي استهدف منازل وأحياء في محيط دوار زعرب وتل السلطان وحي السعودي في رفح، وأسفر القصف عن مزيد من القتلى.
وقالت مصادر طبية إن عدد قتلى رفح بلغ منذ الليلة الماضية وحدها أكثر من 16 ضحية، بينهم نساء وأطفال.
وقال مدير مستشفى الكويتي صهيب الهمص إن “توسيع الجيش الإسرائيلي للعملية العسكرية في رفح والقصف المتكرر لمحيط المستشفى والذي كان آخره قصف بوابته، أدى إلى مقتل اثنين من أفراد الطواقم العاملة و إصابة 5 آخرين، وخروج المستشفى عن الخدمة”، مضيفا أن الطواقم الطبية العاملة نُقِلَت إلى المستشفى الميداني الذي يجري تجهيزه في منطقة المواصي.
فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن خروج المستشفيات الرئيسية والمراكز الطبية كافة في محافظة رفح عن الخدمة، بما في ذلك عدد من المستشفيات الميدانية، إثر العملية الإسرائيلية البرية المتواصلة واستمرار القصف العنيف لمحيط المستشفيات ومحاصرة عدد منها، فضلا عن مقتل عدد كبير من الطواقم الطبية.
وقالت الوزارة في بيان لها إن كلا من المستشفى الميداني الاندونيسي وعيادة تل السلطان في محافظة رفح خرجا عن الخدمة، ولم يتبق سوى “مستشفى تل السلطان للولادة يصارع من أجل البقاء والاستمرار في تقديم الخدمة للمرضى في محافظة رفح”، وفق ما ذكر البيان.
- صراع بين نشطاء إسرائيليين بشأن قوافل المساعدات المتجهة إلى غزة
- بالصور: إسرائيل تشق طريقاً من معبر كرم أبو سالم إلى معبر رفح
وكانت الوزارة قد أعلنت قبل أيام خروج مستشفى ابو يوسف النجار، وعيادة ابو الوليد المركزية ومستشفى رفح الميداني (2)، ومستشفى الكويت التخصصي عن الخدمة، التي كانت تعمل في مدينة رفح. وناشدت المؤسسات الدولية والأممية بضرورة توفير الحماية لجميع المستشفيات والطواقم الصحية العاملة وسيارات الإسعاف.
وقال شهود عيان لبي بي سي، إن طائرات إسرائيلية قصفت بثمانية صواريخ على الأقل، منطقة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتعرف باسم “بركسات الوكالة”.
ويصف الشهود الحدث بـ”المجزرة الكبيرة”.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، عن الاستهداف الذي استهدف منطقة بركسات الوكالة، إن الجيش الإسرائيلي استهدف “إرهابياً برفح لكن الهجمة أودت بحياة فلسطينيين”.
وأضاف هاغاري أنه “لم يتضح بعد سبب الحريق الذي أودى بحياة مدنيين في رفح” مؤكداً أن “التحقيق مستمر”.
وشدد هاغاري على أن الجيش “اتخذ تدابير أمنية قبل تنفيذ الهجوم في رفح للتقليل من المس بالمدنيين”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد وصف الهجوم بأنه “حادث مأساوي”، وقال “نحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى استنتاجات لأن هذه هي سياستنا”.
من جهتها، قالت حركة حماس في بيان: “على ضوء المجزرة المروعة غرب رفح، ندعو شعبنا في الضفة والقدس والداخل والخارج إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة”.
إدانات دولية
ولا تزال ردود الأفعال مستمرة على الهجوم الإسرائيلي على خيام النازحين في رفح.
إذ أعربت الخارجية الصينية الثلاثاء عن “قلقها العميق” من الضربات الإسرائيلية في رفح في جنوب قطاع غزة حيث قتل العشرات في مخيم للنازحين جراء قصف للجيش الإسرائيلي، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي دوري: “تعرب الصين عن قلقها العميق من العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في رفح”.
وكانت المنظمات الدولية أدانت الهجوم الإسرائيلي على مخيمات النازحين في رفح، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحادث يوضح أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، واصفاً الوضع في رفح بأنه “رعب يجب أن يتوقف”.
تظاهرات شعبية
وتظاهر عشرات الطلبة، الثلاثاء، في الجامعة العبرية بالقدس، “تنديداً بالحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر”، وفق هيئة البث الإسرائيلية، التي أشارات إلى أن التظاهرة جاءت “بمبادرة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”.
في المقابل، تجمع عدد من الطلاب الإسرائيليين واحتجوا على التظاهرة، ورفعوا العلم الإسرائيلي.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير: “إنني أشيد بضباط الشرطة الإسرائيلية الذين فرقوا المظاهرة غير القانونية في الجامعة العبرية وهم يلوحون بأعلام العدو”، وفق منشور له على منصة إكس.
https://www.facebook.com/yzeksstil/videos/684436963823466
وأضاف بن غفير “لسوء الحظ، استمرت المظاهرة لفترة طويلة، طويلة جداً، وكل هذا بإذن من الجامعة، عندما تُركت الشرطة في الخارج”.
وفي تعليقه على التظاهرة، قال زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المعارض، أفيغدور ليبرمان، في منشور على منصة إكس: “لا يعقل أن تسمح الجامعة العبرية في القدس بتظاهرة مشينة لمؤيدي الإرهاب الذين يلوحون بالأعلام الفلسطينية في قلب حرم الجامعة، بينما يقاتل جنودنا في ساحة المعركة”، وفق ما كتب.
ودعا ليبرمان رؤساء الجامعة “إلى توقيف جميع المتظاهرين فوراً”، مهدداً “بتأخير ميزانيات الجامعة من خلال الكنيست “.
وتنديداً بالهجوم، خرجت مظاهرات في عواصم العديد من المدن العربية والأوروبية مساء الإثنين تنديداً بقصف خيام النازحين في رفح، ومطالبة بوقف الحرب.
تظاهر نحو عشرة آلاف شخص الإثنين في باريس للتنديد بالضربة ، وتجمّع عدد من الناشطين على بعد بضع مئات من الأمتار من السفارة الإسرائيلية وهم يهتفون “كلنا أبناء غزة” و”عاش نضال الشعب الفلسطيني” و”الحرية لغزة” و”غزة، باريس معك”.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، خرجت مسيرة تحت المطر في مدينة نيويورك وهتفوا قائلين: “المقاومة مبررة عندما يكون الشعب محتلاً”.
كما تجمع المئات في مقر المفوضية الأوروبية في برشلونة وخارج وزارة الخارجية في مدريد للمطالبة بتشديد القبضة على إسرائيل وفرض عقوبات أقوى عليها.
إسبانيا وأيرلندا والنرويج تعترف رسميا بفلسطين كدولة
اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسمياً الثلاثاء بفلسطين كدولة، في قرار أثار غضب إسرائيل الذي ترى فيه “مكافأة تُمنح لحركة حماس” في خضم الحرب في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سايمن هاريس في بيان: “كنا نود الاعتراف بدولة فلسطين في ختام عملية سلام لكننا قمنا بهذه الخطوة إلى جانب إسبانيا والنرويج لإبقاء معجزة السلام على قيد الحياة”.
وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي في بيان “تشكل النرويج منذ أكثر من ثلاثين عاما أحد أكبر المدافعين عن قيام دولة فلسطينية.. ويشكل اليوم الذي تعترف فيه النروج رسميا بدولة فلسطين محطة مميزة في العلاقة بين النرويج وفلسطين”.
وتعترف نحو 144 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بدولة فلسطينية، بما في ذلك معظم دول الجنوب العالمي وروسيا والصين والهند.
وترى مدريد ودبلن وأوسلو قرارها وسيلة لتسريع الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل في قطاع غزة.
وتأمل الدول الثلاث في أن يكسب قرارها زخما يدفع دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى الاقتداء بها.
ويلقي رئيس الوزراء الإسباني كلمة عند الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش قبل إقرار حكومته مرسوما تعترف بموجبه إسبانيا بفلسطين كدولة.
وأكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز صباح اليوم، أن الاعتراف بفلسطين كدولة “ضروري لتحقيق السلام” بين الإسرائيليين والفلسطينيين فضلا عن كونه “مسألة عدالة تاريخية”.
- ماذا يعني اعتراف ثلاث دول أوروبية جديدة بفلسطين كدولة؟
- نقطة حوار: هل تتسع دائرة الاعتراف بدولة فلسطينية لتشمل دولاً أخرى؟
في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنجليزية قبل ساعات من اعتراف الحكومة الإسبانية اليسارية خلال اجتماع لمجلس الوزراء رسميا بفلسطين كدولة، أضاف سانشيز أن القرار لم يتخذ “ضد أي طرف، وخصوصا ليس ضد إسرائيل”.
كما أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن الدول الأوروبية الثلاث التي أثار اعترافها المتزامن غضب السلطات الإسرائيلية، ستقدم “ردا حازما (وهادئا) على هجمات الدبلوماسية الإسرائيلية”، وقال ألباريس أمام الصحافة “سنقدم ردا.. منسقا مع النرويج وأيرلندا اللتين تتعرضان لنفس النوع من التضليل الاعلامي الدنيء والهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي”.
من جهته اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئيس الوزراء الإسباني بـ “التواطؤ في التحريض على إبادة اليهود” بعد اعتراف بلاده بفلسطين كدولة.
وخاطب كاتس رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر حسابه على منصة “إكس” بالقول: “أنت متواطئ في التحريض على إبادة اليهود”، مشبها نائبة رئيس الوزراء الإسبانية يولاندا دياز بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، “إذ يدعون كلهم الى إقامة دولة إرهابية إسلامية فلسطينية من النهر إلى البحر”، على حد قول الوزير الإسرائيلي.
القاهرة تكثف الجهود للتوصل إلى اتفاق هدنة
يقوم وفد أمني مصري بتكثيف جهوده، للتوصل إلى “اتفاق هدنة وتبادل الأسرى”، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية، الثلاثاء.
ولم تشر القناة إلى مكان وجود الوفد الأمني المصري، ونوهت القناة إلى أن “مصر أبلغت كافة الأطراف المعنية أن إصرار إسرائيل على ارتكاب المذابح والتصعيد في رفح الفلسطينية يضعف مسارات التفاوض ويؤدي لعواقب وخيمة”.
وأكدت مصر “موقفها الثابت تجاه عدم التعامل في معبر رفح إلا مع الأطراف الفلسطينية والدولية، ولن تعتمد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي”، وفق ما أفاد مصدر رفيع للقناة.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بداية مايو/أيار من العام 2024، في إطار هجوم على المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
وشُيّع جثمان الجندي المصري الذي قُتل الإثنين، خلال حادث تبادل إطلاق النار الذي وقع بمنطقة الشريط الحدودي بمدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة، بين جنود مصريين وإسرائيليين.
وأشارت مصادر محلية إلى أن المجند المصري يدعى عبد الله رمضان ويبلغ 22 عاما، حاصل على شهادة دبلوم، وكان من المنتظر أن ينهي خدمته العسكرية في سلاح حرس الحدود في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
وتجري القوات المسلحة المصرية تحقيقا بالواقعة، بحسب بيان للمتحدث العسكري المصري. كما صدر بيان أمس عن الجيش الإسرائيلي أشار إلى إجراء تحقيق في الحادثة مشيرا الى أن هناك اتصالات تجري بين الجانبين المصري والإسرائيلي.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اشتباكات جرت بين عناصر للقوات المصرية والإسرائيلية على الشريط الحدودي المصري أسفرت عن مقتل الجندي.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن “الجانب المصري هو من بدأ بإطلاق النار على شاحنة إسرائيلية، وأن الجنود الإسرائيليين ردوا على مصادر إطلاق النار من دون وقوع إصابات بين الجنود الإسرائيليين”.
- الفصائل الفلسطينية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية وتحذر من أي “محاولات للاتفاف عليه”
- صراع بين نشطاء إسرائيليين بشأن قوافل المساعدات المتجهة إلى غزة
- كيف يمكن لخطط “اليوم التالي” أن تساعد في إنهاء الحرب في غزة؟
Comments are closed.