ماذا تعرف عن إقليم الحوز الذي شهد أعنف زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن؟
سجل المعهد الوطني للجيو-فيزياء في الرباط، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني المغربي، يوم أمس الجمعة، هزة أرضية بقوة 7 درجات على مقياس ريختر في إقليم الحوز.
وأوضح المعهد، أن مركز الهزة الأرضية، التي وقعت حوالي الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة مساء الجمعة، جماعة إيغيل التابعة للإقليم.
وتشير أخر الأحصاءات إلى أن الزلزال خلف 2000 قتيل على الأقل ومايزيد عليهم قليلا من الجرحى.
وأضاف المعهد أن الهزة، التي وقعت على عمق حوالي 8 كيلومترات، وأثارت الرعب والذعر في أوساط المغاربة أجبرت الآلاف منهم على الخروج من بيوتهم إلى الشوارع وقضاء الليلة في العراء. ولا يزال الكثير من المواطنين خارج منازلهم خوفا من الارتدارات.
فما الذي نعرفه عن إقليم الحوز؟
إقليم الحوز هو أحد الأقاليم المغربية الواقعة جنوب غرب المغرب، وينتمي إلى جهة (محافظة) مراكش آسفي، ويبعد عن مدينة مراكش نحو 40 كيلومترا.
ويعتبر الإقليم من الأقاليم المغربية الناشئة، إذ أنشئ عام 1991 ويمتد على مساحة تقدر بحوالي 6200 كيلومتر مربع، ويضم نحو أربعين قرية ومدينة، أبرز ها: أيت أورير ومولاي إبراهيم وأسني وأمزميز وتحناوت وتمصلوحت وتمكروت وتيدلي وقرية إيغيل التي سُجل فيها مركز الزلزال الذي ضرب الإقليم وأقاليم أخرى مجاورة له.
زلزال المغرب: صور تظهر حجم الدمار في مدينة مراكش التاريخية
زلزال المغرب: كيف تأثرت معالم مراكش الأثرية بأقوى زلزال يضرب البلاد منذ قرن؟
إلى متى يصمد العالقون تحت الأنقاض بعد وقوع زلزال؟
يبلغ عدد سكان الإقليم حوالي 700 ألف نسمة – بحسب آخر تعداد سكاني عام 2014 – ويعتمد أغلب سكانه على الزراعة، وخاصة حقول الزيتون والجوز والغابات والمواشي.
وبالإضافة لذلك تعد السياحة إحدى ركائز الاقتصاد المحلي في الإقليم، الذي يضم مناظر طبيعية خلابة ومناطق سياحية معروفة مثل محطة أوكايمدن التي تشتهر بالتزلج على الثلوج، ومنطقة أوريكا المعروفة بمناظرها الطبيعية وينابيعها المائية.
كما يعتمد سكانه المحليون على الحرف اليدوية التي بدأت تزدهر نتيجة توفر الموارد الطبيعية والنشاط السياحي الملحوظ في المنطقة.
وتشمل الحرف اليدوية في الحوز صناعة الفخار والمنسوجات والنحت على الحجر وصناعة السجاد.
وتشتهر بعض مناطق الإقليم أيضا بالصناعات النسيجية كالجلباب والزرابي، إضافة إلى حرف أخرى، مثل البناء والنجارة والتجارة وغيرها.
يمتاز إقليم الحوز بتنوع تضاريسه التي يغلب عليها الطابع الجبلي، وتشكل الجبال تقريبا ثلاثة أرباع مساحته، ويوجد فيه جبل توبقال الذي يعد ثاني أعلى قمة جبلية في أفريقيا وأعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس يصل ارتفاعها لـ 4165 مترا.
يحد الإقليم من الغرب إقليم شيشاوة ومن الجنوب إقليم تارودانت ومن الشرق إقليم ورزازات ومن الشمال إقليم قلعة السراغنة.
ويتحدث سكان الإقليم -الذي يشكل الشباب النسبة الأكبر منهم- اللغتين العربية والأمازيغية.
ويعتبر القطاع الزراعي وقطاع الصناعة التقليدية من أبرز أعمدة الاقتصاد في إقليم الحوز، ومن أبرز المنتجات فيه أواني الفخار، خاصة في كل من مدن تمصلوحت وأوريكا وأمزميز.
وتبلغ المساحة المزروعة في الإقليم أكثر من 600 ألف هكتار، وأبرز المزروعات هي الحبوب والزيتون والتفاح واللوز والخروب.
وتوجد في إقليم الحوز ثلاثة سدود هي سد تكركوست بمدينة أمزميز، وسد مولاي يوسف ببلدة غجدامة، وسد يعقوب المنصور بمنطقة ويركان.
كما توجد في بعض مناطق الإقليم نقوش صخرية تاريخية، خاصة في منطقة أوكايمدن وضبة ياكور ببلدة تغدوين، إضافة إلى المسجد التاريخي لمنطقة تينمل قرب بلدة تلات نيعقوب وتعني “ثلاثاء يعقوب”.
وفي بلدة أغمات هناك أيضا آثار وقلاع تاريخية عدة، منها قلعة أمناس والكندافي وتامادوت، كما أن فيها ضريح المعتمد بن عباد عميد ملوك الطوائف في الأندلس.
Comments are closed.