تراجع أعمال الشغب في فرنسا تزامنا مع دعوة رؤساء البلديات لمسيرة مناهضة للعنف
بدأت أعمال الشغب في فرنسا تتراجع فيما يبدو بعد خمسة أيام من احتجاجات اتسمت بالعنف شهدتها البلاد اعتراضا على مقتل شاب يدعى نائل، برصاص الشرطة عند نقطة تفتيش مرورية.
واعتقلت السلطات ما يزيد على 150 شخصا ليل الأحد، مقارنة بما يربو على 700 شخص في الليلة السابقة.
كما شهدت الأيام الماضية إطلاق دعوات عديدة تهدف إلى وقف أعمال العنف، من بينها دعوة أطلقتها أسرة نائل.
ودعا رؤساء البلديات إلى التجمع خارج مقار المجالس المحلية يوم الإثنين تنديدا بأعمال العنف والنهب.
وفي ضاحية نانتير، مسقط رأس نائل، قال رئيس البلدية، باتريك جاري، إنه سعيد بتراجع أعمال العنف، لكنه أضاف “لا ينبغي أن نغفل عن الحادث الذي أشعل هذا الوضع واستمرار الحاجة إلى العدالة”.
وقال رئيس بلدية رانس أمام حشد من عدة مئات من الأشخاص إن مثيري الشغب “نهبوا الأعمال التجارية التي يزورونها كل يوم”، وحث الدولة على أن تكون “حازمة حتى يمكن الحفاظ على الجمهورية”.
وقالت جمعية رؤساء بلديات فرنسا، في بيان صحفي نُشر يوم الأحد: “البلديات في كل مكان في فرنسا مسرح لاضطرابات خطيرة تستهدف رموز الجمهورية بعنف شديد”.
وأضاف البيان: “نرفض السماح بخضوع بلدنا للفوضى … للأسف، لم يكن هذا الوضع مفاجئا، ولسنوات دق رؤساء البلديات في فرنسا ناقوس الخطر بشأن تدهور مجتمعنا”.
كما تعرض منزل عمدة إحدى ضواحي باريس لهجوم في عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن أطلق مثيرو الشغب صواريخ نارية على زوجته وأطفاله، وتتعامل السلطات مع الحادث على أنه محاولة قتل.
كما ألحق مثيرو الشغب، منذ بدء الاضطرابات، أضرارا وحاولوا إضرام النار في العديد من قاعات البلديات في شتى أرجاء فرنسا.
وعلى الرغم من ذلك، شهدت ليلة الأحد تراجعا ملحوظا في عدد الحوادث المسجلة مقارنة بالأسبوع الماضي.
وأُضرمت النيران الليلة الماضية في 297 سيارة مقارنة بـ 1900 سيارة يوم الخميس، فيما تضرر 34 مبنى أو تضرر بإشعال النيران مقارنة بما يزيد على 500 يوم الخميس.
ومن المقرر اجتماع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء، مع رؤساء 220 بلدية تضررت من أعمال العنف.
وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، يوم الأحد، إن رجل إطفاء، يبلغ من العمر 24 عاما، لقي حتفه أثناء محاولته إخماد نيران شبت في عدة سيارات في موقف انتظار تحت الأرض يقع في منطقة سين-سان-دوني شمالي باريس.
وقال متحدث باسم فرقة الإطفاء في باريس لبي بي سي إن الحادث لا تربطه “صلة رسمية” في هذه المرحلة بالعنف الذي هز فرنسا، بيد أن وزارة الداخلية قالت إن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحريق.
ونُشر نحو 45 ألف شرطي في شتى أرجاء البلاد لليوم الثالث على التوالي.
وعلى الرغم من ذلك سادت آمال في تراجع الاضطرابات في البلاد، حتى شهد يوم الأحد ليلة أكثر هدوءا.
- عائلة نائل لبي بي سي: يجب تعديل قانون استخدام الشرطة الفرنسية للقوة المفرطة
- احتجاجات فرنسا: كيف تتفاعل الجالية العربية وخصوصاً الجزائرية مع ما يحدث؟
ودعت أسرة نائل، الشاب الذي قُتل برصاص الشرطة، في نهاية الأسبوع إلى التزام الهدوء.
وقال أحد أقاربه لبي بي سي إن الأسرة لم تكن ترغب في أن يؤدي مقتله إلى أعمال شغب، بيد أنها أصرت على مراجعة القانون الذي يسمح للشرطة باستخدام القوة المفرطة عند نقاط التفتيش المرورية.
واتهمت جدة نائل مثيري الشغب باستخدام موت حفيدها ذريعة لأعمال العنف، وحثتهم على وقف الإضرار بالممتلكات العامة.
وأضافت أن “قلبها يتألم” بشأن حملة تبرعات على موقع “غو فاند مي” لصالح أسرة الشرطي الذي أطلق النار على نائل، والتي استطاعت جمع ما يزيد على 923 ألف يورو حتى يوم الإثنين.
Comments are closed.