روسيا وأوكرانيا: بريطانيا تدعم إعمار كييف بمبلغ 3 مليارات دولار
أعلنت مسؤولة بارزة في البنك الدولي، خلال لقاء لبي بي سي، أن الاقتصاد الأوكراني سيحتاج إلى مساعدة خارجية لسنوات عديدة مقبلة.
وأضافت آنا بيردي، المديرة المنتدبة لشؤون العمليات في البنك الدولي، أن أوكرانيا، التي دُمرت بسبب الحرب، “لديها أيضا إمكانات هائلة تكفل تطويع الكثير من أصولها إلى فرص اقتصادية وتحقيق انتعاش”.
جاءت كلمة بيردي قبل انعقاد مؤتمر دولي كبير تستضيفه العاصمة البريطانية لندن بشأن إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني.
وشهد الاقتصاد الأوكراني، العام الماضي، انكماشا بنسبة 29 في المائة، مسجلا ما يزيد قليلا على 140 مليار دولار.
وينهض البنك الدولي وهيئات التنمية متعددة الأطراف الأخرى بدور رئيسي في مؤتمر تعافي أوكرانيا، الذي يركز على الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في إعمار البلاد.
- روسيا وأوكرانيا: ماذا يتطلب الهجوم العسكري الأوكراني لينجح؟
- روسيا وأوكرانيا: معركة بالوكالة لجذب القارة الأفريقية وكسب دعم دولها
وقُدرت الفاتورة الإجمالية للإعمار بنحو411 مليار دولار في مارس/آذار الماضي، بيد أن استمرار الحرب مع روسيا يعني أن قيمة الفاتورة سجلت زيادة حاليا.
وسوف يبدأ المؤتمر بالاستماع إلى كلمة المضيفين المشاركين، رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
ومن المقرر أن يعلن سوناك تقديم ضمانات قرض من البنك الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، وقال في كلمة أمام المندوبين: “كما رأينا في باخموت وماريوبول، ما تعجز روسيا عن الاستيلاء عليه تسعى إلى تدميره. إنهم يريدون أن يفعلوا الشيء نفسه لاقتصاد أوكرانيا”.
وأضاف: “حكومة الرئيس زيلينسكي مصممة على دفع الإصلاحات قدما لتصبح أكثر انفتاحا وشفافية وجاهزة للاستثمار”.
وتحتاج أوكرانيا خلال الفترة القريبة المقبلة إلى 14 مليار دولار من الدول المانحة الدولية كي تنجح هذا العام.
وقالت بيردي إن هذا التمويل سيوجه نحو “النفقات الاجتماعية الأساسية” مثل مدفوعات المعاشات والرعاية الصحية ورواتب الأطباء والمعلمين، كما يساعد في تمويل الإصلاحات العاجلة التي تحتاجها البنية التحتية مثل الطرق ونظام الطاقة التي تعتبر حاسمة بالنسبة لاقتصاد البلاد المنهك.
وعلى الرغم من الصعوبات التي تعاني منها كثير من اقتصادات دول العالم بسبب الحرب في أوكرانيا، تأمل بيردي أن يكون التمويل وشيكا، وقالت: “أعتقد أن مستويات التزام كبيرة أُظهرت تجاه أوكرانيا، وأعتقد أن ذلك سيستمر. أوكرانيا مهمة للغاية”.
وأضافت أن مليارات الدولارات التي جرى ضخها حتى الآن “ساعدت في تحجيم ما كان يمكن أن يكون أكثر تأثيرا من الناحية الإنسانية ومدمرا للبلاد”، وقالت إن أوكرانيا ستحتاج أيضا إلى مساعدة نفسها.
وقد يكون ذلك أمرا صعبا، نظرا لأن الزراعة تعد مصدر الدخل الأساسي لأوكرانيا، فضلا عن كونها تعد مصدرا عالميا للمحاصيل، بما في ذلك القمح وعباد الشمس والذرة، وعلى الرغم من إبرام اتفاق لتسهيل بعض الصادرات، من المقرر أن تنتهي مدته الشهر المقبل، من المتوقع أن يتراجع الإنتاج إلى نحو 45 مليون طن من 53 مليون في 2022.
ويرجع ذلك إلى صعوبة خروج البضائع من أوكرانيا، نظرا لتضرر البنية التحتية.
وكان استطلاع رأي أجرته غرفة التجارة الأمريكية في أوكرانيا قد سلط الضوء على هذه التحديات، وأظهر أن 49 في المائة من الشركات تعرضت أبنيتها لأضرار، كما خلص إلى أن 32 في المائة من الشركات قُتل موظفوها، وأصيب 27 في المائة آخرين خلال 15 شهرا من المعارك.
وعلى الرغم من ذلك رصد الاستطلاع أن 63 في المائة من الشركات تعتزم الاستثمار في مشاريع أو مصانع أو مرافق جديدة، و74 في المائة منها ترغب في توفير فرص عمل للأوكرانيين في مشاريع قائمة بالفعل.
وأشار آندي هوندر، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في أوكرانيا، إلى بعض القضايا التي سيجري مناقشتها في مؤتمر لندن.
وقال لبي بي سي: “معظم الشركات في أوكرانيا لا تعتزم تقديم مطالبات بالتعويض عن أضرار الحرب حتى يجري تطوير آليات تعويض مناسبة وواضحة وتنفيذها في نهاية المطاف”.
وسوف يبحث أيضا الاجتماع، الذي يمتد يومين ويضم قادة أعمال وسياسيين، إمكانية وضع خطة تأمين ضد الحرب تهدف إلى تشجيع بعض استثمارات القطاع الخاص التي يقول البنك الدولي إنها حيوية لإعادة بناء الاقتصاد.
وكانت دراسة مستقلة قد خلصت إلى أن الشركات شهدت تراجعا في مبيعاتها بنسبة 53 في المائة في المتوسط مقارنة بالوضع قبل الحرب عام 2021، وأضافت أن الشركات الأكبر تضررت أكثر من الشركات الصغيرة.
وبينما عانت شركات كبرى، من بينها “كوكا كولا” و”مونديليز” و”يونيليفير”، من تدمير مبانيها، بدأت بعض الشركات بالفعل تمويل عمليات إعمار في أوكرانيا.
- روسيا وأوكرانيا: كييف تعلن تحرير ثلاث قرى في منطقة دونيتسك
- روسيا وأوكرانيا: موسكو تتحرك لفرض سيطرتها المباشرة على مجموعة فاغنر العسكرية
ويقول هوندر، من أجل تحقيق الاستمرارية، إن “التأمين الشامل ضد مخاطر الحرب بالنسبة للمستثمرين له دور رئيسي في تأمين الاستثمارات خلال عمليات إعمار أوكرانيا وتعافيها”.
وتساعد شركات مثل “بلاكروك” و”جي بي مورغان” الحكومة الأوكرانية في تأمين استثمارات شركات القطاع الخاص من أجل الإعمار، وتقول بيردي إن ذلك سيكون مدخلا لتوفير الوظائف والابتكار الذي يدفع إلى تعافي أوكرانيا.
وأضافت: “حتى لو انتهت الحرب اليوم، ستكون هناك فترة إصلاح، بعد أن تغير الاقتصاد كثيرا. لقد سجل معدل الفقر ارتفاعا في أوكرانيا، وتغيرت آليات الحركة والتركيبة السكانية، من أجل ذلك يجب توفير دعم الفترة المقبلة”.
Comments are closed.