وزير الخارجية السعودي يصل إلى طهران في زيارة رسمية
عقد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مؤتمراً صحفياً، جمعها في العاصمة الإيرانية طهران، السبت.
وأكد بن فرحان، على أن المحادثات مع إيران اتسمت بالصراحة والوضوح، وأشار إلى أن العمل جارٍ على فتح السفارة السعودية في طهران، وبين أن “إيران قدمت تسهيلات لعودة البعثات الدبلوماسية للعمل”.
ورحب الأمير فيصل بن فرحان “بقدوم الحجاج الإيرانيين لأداء المشاعر المقدسة”، إذ تستعد السعودية لاستقبال الحجاج المسلمين إلى مدينة مكة، نهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى أن”أواصر الأخوة وحسن الجوار” تجمع بلاده مع إيران.
وأضاف الوزير السعودي من طهران، أن المباحثات تركز على “أهمية التعاون الأمني بين البلدين لضمان خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل”.
وتابع: “أكدت للجانب الإيراني ضرورة أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وضرورة التعاون المشترك لصالح أمن واستقرار المنطقة، والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وقال وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، إن البلدين يسعيان لنشر السلام والأمن بالمنطقة، ودعم العلاقات الاقتصادية.
وشدد عبداللهيان، على أهمية تشكيل لجان سياسية وحدودية واقتصادية مشتركة ومكافحة الاتجار بالمخدرات، بما في ذلك التعاون في مجال البيئة.
ويعد هذا اللقاء الثالث بين وزيري خارجية إيران والسعودية، بعد عودة العلاقات الثنائية، وأول زيارة لوزير الخارجية السعودي لإيران منذ أكثر من عقد.
وكانت إيران والسعودية قد قررتا في مارس/آذار الماضي، إنهاء الخلافات الدبلوماسية واستئناف العلاقات بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات، بوساطة صينية.
ومن المقرر أن يناقش الطرفان الإيراني والسعودي ويتبادلان الآراء حول القضايا الثنائية المهمة، وتطوير العلاقات والتعاون المتبادل، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية وفق وكالة إيرنا الرسمية.
وقال بن فرحان، إنه يتطلع إلى لقاء مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال هذه الزيارة، لنقل “دعوة العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة المملكة”.
“فتح السفارة السعودية”
وقطعت المملكة العربية السعودية، العلاقات مع إيران في عام 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد بشمال غرب البلاد لهجوم خلال احتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادوري جهرمي، إنه من المتوقع أن يتخذ الوزير السعودي “بعض الإجراءات” تفضي لإعادة فتح البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران خلال الزيارة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن السعودية ستعيد فتح سفارتها- مؤقتاً- في فندق بطهران، لحين استئناف عملها في موقعها الدائم في العاصمة الإيرانية.
وكان وفد تقني سعودي، قد تفقد مبنی السفارة لدی طهران، في التاسع من أبريل/نيسان الماضي، للتحضير لإعادة افتتاح السفارة السعودية لدى طهران، والقنصلية في مشهد.
وأعادت إيران فتح سفارتها وقنصلياتها في المملكة العربية السعودية، في السادس من يونيو/حزيران الجاري.
“توازن استراتيجي” و”عوامل دولية”
وفي المؤتمر الصحفي، شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان على أهمية انعكاس عودة العلاقات بين البلدين على المنطقة بأسرها والعالم الإسلامي.
وعبر بن فرحان، عن أمله بأن تعطي آفاق التعاون بين البلدين آثاراً إيجابية تسهم في الأمن الإقليمي والتنمية، والتعاون الاقتصادي والثقافي وغيرها من المجالات.
وفي رده على سؤال لبي بي سي، قال الدكتور محمد الحربي عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية، إن المرحلة التي يمر بها البلدين هي مرحلة “التوازن الاستراتيجي” وهي تتسم بالاتفاقات الدقيقة والشاملة.
وأشار الدكتور الحربي، إلى أن الزيارة قد تحمل في طياتها رسائل أكبر من التفاهمات على إعادة فتح السفارات البعثات الدبلوماسية.
وذكر الحربي أن حلول الملفات الموجودة في المنطقة “تُكمل بعضها البعض”، وقال إن المحادثات ستنتقل تدريجياً إلى ملفات مثل اليمن وسوريا ولبنان، مؤكداً أن أولوية الرياض وطهران تتمثل في “أن تكون العلاقات بينهما مُستدامة”.
وقال المحلل السياسي الإيراني جواد حسين، لبي بي سي، يجب أن ندرك أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية تعتبر خطوة إيجابية في تحسين العلاقات الإقليمية وتخفيف التوتر في المنطقة، ومع ذلك، فإن الآثار الإيجابية التي قد تنعكس على المنطقة تتطلب وقتاً مع الأخذ بعين الاعتبار، أنها قد تتأثر بالعديد من العوامل.
وبين حسين، أنه يتعين على البلدين، في البداية، العمل على بناء الثقة المتبادلة وتعزيز الحوار البناء بينهما، مؤكداً ترافق هذه العودة بمشاورات دبلوماسية مكثفة وحوار مستدام لمعالجة القضايا المشتركة وتهدئة التوترات القائمة والتي قال إنها “بدأت على أرض الواقع”.
ولكن حسين، أكد على على ضرورة “عدم إغفال العوامل الإقليمية والدولية” الأخرى التي تؤثر على العلاقات السعودية الإيرانية، مثل العقوبات المفروضة على إيران، والبرنامج النووي الإيراني، والملف الاقتصادي السعودي الذي “يُعد مطمعاً للقوى الكبرى في العالم”.
وقد قال مراسل الشؤون الأمنية في بي بي سي، فرانك غاردنر، في وقت سابق، إن “الاتفاقية السعودية الإيرانية هي أحدث علامة على أن الرياض تشق طريقها الخاص، وتقيم تحالفات جديدة، حتى لو كانت مع دول تعتبرها الولايات المتحدة بمثابة تهديدات استراتيجية”.
Comments are closed.