قمة العشرين: مودي رئيس الوزراء الهندي يحث وزراء خارجية المجموعة على تجاوز الخلافات
حث رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وزراء خارجية مجموعة العشرين على التغلب على انقساماتهم والتركيز على احتياجات العالم النامي.
وقال للوزراء المجتمعين في دلهي: “نجتمع في وقت يشهد انقسامات عالمية عميقة. ولدينا مسؤولية تجاه من ليسوا في هذه القاعة”.
وتسعى الهند إلى استخدام رئاستها لمجموعة العشرين لإثارة قضايا الدول النامية المعروفة باسم الجنوب العالمي.
لكن الانقسامات داخل المجموعة بشأن حرب أوكرانيا ستختبر الدبلوماسية الهندية.
ولم يتوصل وزراء مالية مجموعة العشرين الأسبوع الماضي إلى توافق بشأن بيان ختامي في اجتماعهم في مدينة بنغالور، في أول اجتماع وزاري في الفترة التي تسبق القمة في وقت لاحق من هذا العام.
وتُرك الأمر للهند لإصدار ملخص أشار إلى أن هناك “تقييمات مختلفة للوضع” في أوكرانيا داخل المجموعة.
ومن المرجح أن تواجه محادثات وزراء الخارجية الخميس عقبات مماثلة.
- ما هي قمة مجموعة العشرين، وما الذي يبحثه قادة العالم؟
- مجموعة العشرين: أرقام وحقائق
- الحرب في أوكرانيا تخيم على اجتماعات مجموعة العشرين مجددا
وكان واضحا من خطاب مودي الخميس أن الهند تريد إبرام اتفاقيات يمكن أن تساعد العالم النامي وتغذي طموحاته العالمية.
وقال: “بعد سنوات من التقدم، نحن اليوم معرضون لخطر العودة إلى أهداف التنمية المستدامة. والعديد من البلدان النامية تكافح من أجل ديون غير مستدامة وهي تحاول ضمان أمن الغذاء والطاقة”.
وأضاف: “هذه البلدان أيضا هي الأكثر تضررا من الاحتباس الحراري الذي تسببه الدول الغنية. ولهذا السبب حاولت رئاسة الهند لمجموعة العشرين إعطاء صوت لجنوب الكرة الأرضية”.
وتمثل مجموعة العشرين، التي تضم أغنى 19 دولة في العالم بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، 85 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي وثلثي سكانها.
ويحضر الاجتماع في دلهي وزراء الخارجية، ومن بينهم الروسي سيرغي لافروف، والأمريكي أنتوني بلينكن، والصيني جان غانغ. وقال دبلوماسي هندي سابق لبي بي سي إن الهند يجب أن “تفعل شيئا خاصا” لدفعهم إلى التغاضي عن خلافاتهم بشأن الحرب.
ويقول خبراء إن دلهي ستضطلع أيضا بالمهمة الدقيقة المتمثلة في اتباع سياسة عدم الانحياز بشأن الحرب، بينما تحث الدول الأخرى على إيجاد طرق للعمل معا.
وقاومت دلهي الضغوط واستمرت في استراتيجيتها المتمثلة في عدم انتقاد روسيا، أكبر مورد للأسلحة إلى الهند، بشكل مباشر.
وامتنعت بانتظام عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة التي تدين الحرب في أوكرانيا، ومن بينها التصويت الذي أجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
كما دافعت عن قرارها زيادة وارداتها النفطية من روسيا، قائلة إن عليها أن تهتم باحتياجات أكثر من مليار شخص.
لكنها تحدثت عن أهمية “ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها” في بياناتها السابقة بشأن أوكرانيا.
ورأى مراقبون في تصريح رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون الخريف الماضي، انتقادا غير مباشر لروسيا. وأبلغ مودي الاجتماع في أوزبكستان بحضور الرئيس فلاديمير بوتين أن “الحرب ليست هي الأمر المهم اليوم”.
وعلى الرغم من جهود مودي، فإن التوتر بشأن أوكرانيا، بحسب ما يقوله محللون، يتوقع أن يلقي بظلاله على المحادثات الخميس. وسيطر بالفعل على تصريحات بعض أعضاء مجموعة العشرين حتى قبل بدء الاجتماع.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي قوله للصحفيين بعد الاجتماع “يجب إدانة هذه الحرب”.
وأضاف: “أنا متأكد من أن القدرة الدبلوماسية للهند ستستخدم من أجل جعل روسيا تفهم أن هذه الحرب يجب أن تنتهي”.
وقال كبير الدبلوماسيين في الهند، فيناي كواترا، الأربعاء إنه في الوقت الذي تعد فيه الحرب في أوكرانيا نقطة مهمة للمناقشة، فإن “الأسئلة المتعلقة بأمن الغذاء والطاقة والأسمدة، وتأثير الصراع على هذه التحديات الاقتصادية التي نواجهها” ستكون أيضا مسألة يجب أن تلقى “التركيز الواجب”.
Comments are closed.