نوفاك جوكوفيتش يفوز ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس للمرة العاشرة في مسيرته
فاز نوفاك جوكوفيتش، ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس، ليوسع رقمه القياسي، في الفوز بلقبها إلى 10 مرات، ويعادل رقم أكثر لاعبي التنس تحقيقا لبطولات الغراند سلام، برصيد 22 بطولة.
بدأ النجم الصربي المباراة بقوة، وواصل الأداء القوي حتى حسم المباراة بثلاث مجموعات مقابل لاشيء، بنتائج (6-3) (7-6) (7-6) ليحقق البطولة.
وبذلك عادل جوكوفيتش، البالغ من العمر 35 عاما، رقم النجم الإسباني، رافاييل نادال في الفوز بأكبر عدد من ألقاب البطولات الخمس الكبرى في اللعبة، والمعروفة بالغراند سلام برصيد 22 لقبا.
- نادال المصاب يودّع أستراليا المفتوحة للتنس مبكراً
- أسترالية تسجل رقما قياسيا بعدو ماراثون يومياً طيلة 5 أشهر
- شبح اللقاح يطارد جوكوفيتش في الولايات المتحدة
أما اليوناني، تسيتسيباس، البالغ من العمر 24 عاما، فلازال يسعى للفوز بأول بطولة من بطولات الغراند سلام في تاريخه.
وقال جوكوفيتش الذي لم يخسر سوى مجموعة واحدة فقط خلال البطولة، “لقد كانت الطريق طويلة، وصعبة، لكنها بطولة مميزة”.
وأضاف: “قدمت بعضا من أفضل مبارياتي على الإطلاق، في بطولة أستراليا المفتوحة، في الدور الرابع، وربع النهائي، ونصف النهائي، لقد كنت أشعر بالراحة بضرب الكرة، بشكل رائع”.
أما تسيتسيباس، فقد خسر أول نهائي في بطولات الغراند سلام لصالح جوكوفيتش، في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة، عام 2021.
ولم يخسر جوكوفيتش أي مباراة في بطولة أستراليا منذ عام 2018، ليحقق رقما قياسيا بالفوز في 28 مباراة متتالية في فردي الرجال.
وبذلك عاود جوكوفيتش الفوز، بلقب بطولته المفضلة، بعدما خسره العام الماضي، إثر إبعاده من البلاد، بعد نزاع بسبب عدم تلقيه لقاح فيروس كورونا.
وأظهر تسيتسيباس، مقاومة شرسة خلال اللقاء، ولم يخسر المجموعتين الثانية، والثالثة إلا بعد نقاط إضافية، وفي المجموعة الثالثة اضطر جوكوفيتش للجوء لإرساله القوي لحسم المجموعة، في النقطة الفاصلة الثالثة.
ومع الفوز توجه جوكوفيتش إلى أسرته، وأصدقائه الحاضرين في الملعب، وبينهم والدته، ديانا، بينما لم يكن والده موجودا، وأشار إلى قلبه ورأسه.
وبمجرد صعوده المنصة للاحتفال معهم بدأ جوكوفيتس البكاء، بشكل مؤثر، بعدما شعر بحجم إنجازه، وواصل البكاء بعدما وضع المنشفة على وجهة، عائدا إلى مقعده.
وقال “أظن أنني انهرت عاطفيا، وبكيت بشدة، بعد معانقة والدتي، وشقيقي”.
وأضاف “حتى تلك اللحظة لم أكن أسمح لنفسي أبدا بأن أشتت تركيزي، بأي شيء خارج الملعب، ولا حتى بأسلوب التعامل مع أي إصابة”
جوكوفيتش يظهر لماذا يعتبر واحدا من العظماء في اللعبة
في الطريق التمهيدي لنهائي البطولة، قال جوكوفيتش إنه لم يشعر بأي شيء مختلف، فيما يتعلق بالضغوط العصبية، حيث كان يهدف لكتابة التاريخ، والتقدم خطوة إضافية لتحقيق لقب أفضل لاعب تنس في التاريخ.
وبالطبع لايزال هذا الأمر خاضعا للمنافسة، ولم يحسم بأي حال.
وعادل جوكوفيتش نادال، الذي يكبره بعام واحد فقط، وحقق كل منهما 22 لقبا، وفي فردي النساء تطارد سيرينا ويليامز، التي فازت بثلاث وعشرين لقبا، مارغريت كورت التي حققت 24 لقبا، في البطولات الكبرى.
وأظهر جوكوفيتش خلال الأسابيع الماضية، قدرته على الفوز بالعديد من الألقاب الأخرى، ولم تبد عليه أي أثار نفسية، أو جسدية تشير إلى تراجع مستواه.
ورغم إصابته في العضلة الضامة، خلال البطولة، إلا أنه لم يتأثر بها، كما كان عليه التعامل، مع الصور المثيرة للجدل، التي التقطها والده وسط المشجعين المؤيدين للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل مباراة نصف النهائي، أمام الأمريكي، تومي بول.
لكنه واصل مرة بعد أخرى التغلب على المصاعب، والظروف المضادة، في طريقه لتحقيق النجاحات الصعبة.
ورغم الضربات الخلفية المؤثرة لليوناني، تسيتسيباس، إلا أن جوكوفيتش، نجح في الفوز سريعا بالمجموعة الأولى.
لكنه وكما فعل في مباراة الدور قبل النهائي، أمام بول، تغير أسلوب جوكوفيتش، في المجموعتين التاليتين، وسمح لمنافسه بإظهار ندية أكبر.
وبالفعل نجح في حسمهما بعد عناء كبير، ونقاط إضافية، ليتجنب انفلات الأمر من بين يديه.
أما تسيتسيباس، فرغم نجاحه في كسر إرسال جوكوفيتش في المجموعة الثالثة، إلا أن جوكوفيتش، عاد مرة أخرى مظهرا عقلية استثنائية، ومحققا الفوز، بعد نقاط إضافية.
أجواء استثنائية لجوكوفيتش
بدأت المباراة وسط أجواء، استثنائية، ومبهجة، داخل وخارج، ملعب رود لافر، بوجود آلاف الصرب، واليونانيين، الذين تقاطروا لحضور المباراة.
ويعيش الآلاف من أبناء البلدين في مختلف أنحاء أستراليا، الأمر الذي أضفى أجواءا أكثر إثارة على المباراة، وبالنسبة لكلا اللاعبين، لم يقتصر الأمر على الفوز ببطولة كبرى فقط، بل كان السعي لتحقيق رقم عالمي، وتحسين التصنيف.
فوز جوكوفيتش، أمن له تحسين رقمه القياسي، في البقاء على رأس التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، وأمن له البقاء في موقعه نحو 374 أسبوعا، دون أن يزيحه أحد.
أما تسيتسيباس، فكان يسعى لتحقيق حلم طفولته، بالفوز بلقب إحدى بطولات الغراند سلام، والتقدم ليصبح اللاعب رقم 29 الذين يتمكن من الوصول لقمة ترتيب اللاعبين المحترفين منذ بداية الإحصاء، عام 1973.
لكن بدلا عن ذلك صعد تسيتسيباس، إلى المركز الثالث، بعد جوكوفيتش، الذي صعد للمركز الأول، بعدما تخطى، الإسباني، صاحب التسعة عشر عاما، كارلوس، ألكاراز، صاحب المركز الثاني في التصنيف، والذي لم يشارك في البطولة، بسبب الإصابة.
وقال تسيتسيباس “لقد كنت محظوظا بلعب الكثير من المباريات الصعبة، لكني أحب أن أقول اليوم، إنها مرة أخرى يضطرني فيها نوفاك، لتقديم أفضل أداء لدي، إنه واحد من أعظم الذين أمسكوا مضرب التنس على الإطلاق، دون أي شك”.
حقبة استثنائية لجوكوفيتش
مراسل بي بي سي للتنس في ملبورن، راسل فوللر
دون هزيمة واحدة في ملعب حديقة ملبورن، منذ 2018، ومع تاريخ حافل، لم يكن ينقص نوفاك جوكوفيتش، أي شيء.
النجم العائد إلى قمة تصنيف اللاعبين المحترفين، كان باستطاعته أن يجعل الفوز ببطولة أستراليا المفتوحة أمرا سهلا، لكن ذلك مجرد خداع للأعين.
على سبيل المثال إنظروا إلى المجموعة الأولى، التي قام فيها النجم بمداعبة الكرة، في أرجاء الملعب، دون أن يرهق نفسه، فقد كان يؤدي الإرسال بشكل عميق، ويرده بقوة، دون أن يرهق نفسه، على المستوى البدني.
لقد فاز جوكوفيتش، بخمسة ألقاب، من بين آخر 7 بطولات غراند سلام شارك فيها، ويظن مدربه، غوران إيفانسفيتش، أنه بإمكانه مواصلة اللعب بهذا المستوى، عامين أو ثلاثة أعوام أخرى.
كين روزويل كان بسن 37 عاما و72 يوما، عندما فاز بآخر بطولة غراند سلام، في رولان غاروس، عام 1972.
وحتى الآن، يبقى النجم الأسترالي، أكبر لاعب يفوز ببطولة كبرى، في التاريخ.
لكن جوكوفيتش، سيكون أكبر سنا، بحلول موعد بطولة أمريكا المفتوحة، عام 2024، بينما سيتخطى نادال هذا السن، قبيل موعد البطولة نفسها العام الجاري، إنه بالفعل عصر استثنائي للعبة التنس.
Comments are closed.