هجوم كولورادو: كيف تمكن مـثـليون من إخـضاع مسـلح أثناء إطـلاقه الرصـاص عليهم في حفل راقص؟
تتوالى الإشادات بأشخاص تمكنوا من إخضاع مسلح والحيلولة دون قتله المزيد من مرتادي ملهى للمثليين جنسيا في ولاية كولورادو الأمريكية.
وقال عمدة مدينة كولورادو سبرينغز، جون ساذرز، إن أحدهم انتزع السلاح من المهاجم بينما كان الأخير يطلق النار على زبائن نادي كلوب كيو للمثليين في ليل السبت.
وأضاف العمدة أن شخصا آخر من مرتادي النادي أبقى على المهاجم مطروحا على الأرض حتى وصلت الشرطة إلى المكان.
ولكن قبل اعتقاله، كان المهاجم قد قتل بالفعل خمسة أشخاص وأصاب 25 آخرين بجروح.
وقالت الشرطة إن المشتبه به يُدعى أندرسون لي ألدريتش، ويبلغ من العمر 22 عاما، وهو الآن قيد الاحتجاز.
- خمسة قتلى بعد هجوم مسلح على ملهى ليلي للمثليين جنسيا في ولاية كولورادو الأمريكية
- السجن 15 عاما عقوبة حرق علم المثليين في الولايات المتحدة
وأثنى عمدة كولورادو سبرينغز على اعتراض مرتادي النادي للمهاجم المسلح، واصفا ذلك بأنه “عمل بطولي مدهش”.
وقال العمدة لشبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية إن الشرطة وصلت إلى مكان الهجوم في غضون ثلاث دقائق فقط من لحظة الإبلاغ الذي تم في الساعة11.57 مساء- فيما يعدّ استجابة سريعة على نحو مدهش.
وأضاف ساذرز: “استطاعت الشرطة إنهاء الواقعة في غضون دقيقتين اثنتين من لحظة حضورها. ويعود فضل كبير في ذلك إلى تدخّل بطوليّ من شخص أو ربما شخصين ممن كانوا في المكان، وإخضاع المهاجم المسلح … والاستيلاء فيما يبدو على سلاح يدوي كان بحوزته وتصويبه نحوه لتقييد حركته”.
وشدد العمدة: “لولا هذا التدخل البطوليّ لكان المشهد ازداد سوءًا”.
وأتت الإشادة أيضا من حاكم ولاية كولورادو، وكذلك من صاحب النادي (كلوب كيو) الذي أكد أن “حياة العشرات والعشرات” أٌنقذت.
ولا تزال الشرطة تحاول حصر أعداد المصابين على وجه الدقة، في ظل ذهاب البعض بأنفسهم إلى المستشفى للتداوي.
ويجري تحقيق الآن لتحديد ما إذا كان الهجوم يندرج في إطار جرائم الكراهية، وما إذا كان أكثر من شخص ضالعا فيه.
وتثار أسئلة حول المشتبه به، الذي يبدو أنه كان موضع اشتباه من جانب الشرطة في عام 2021 في دعاوى تهديد باستخدام قنبلة.
وبحسب تقرير للشرطة في ذلك الوقت، فإن والدة المشتبه به اتصلت بخدمة الطوارئ قائلة إنه “كان يهددها بقنبلة منزلية الصنع، وبأسلحة متعددة، وذخيرة”.
“لماذا يجب أن يحدث ذلك؟”
في بيان على صفحته عبر فيسبوك، قال نادي كلوب كيو إنه تعرض “للتدمير عبر الهجوم الوحشي على مجتمعنا”.
وكان النادي يشهد حفلا راقصا في أثناء وقوع الهجوم، كما كان مخططا له استضافة عَرض مساء الأحد للاحتفال بيوم ذكرى العابرين جنسيا ممن قُتلوا بسبب هويتهم – الذي يوافق العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني.
جوشوا ثورمان، 34 عاما، كان في نادي كلوب كيو وقت الهجوم.
ويحكي ثورمان لصحيفة كولورادو صن، أنه ظن في بادئ الأمر أن صوت إطلاق الرصاص جزء من موسيقى الحفل، لكنه بعد قليل اضطر إلى الاختباء في غرفة لتبديل الملابس داخل النادي.
يقول ثورمان: “عندما خرجت من مخبئي، كانت هناك جثث منثورة على الأرض، وشظايا زجاج، وكؤوس محطّمة، وأناس يصرخون”.
ويتساءل ثورمان: “لم يكن شيء يمنع هذا الرجل من المجيء إلينا وقتلنا. لماذا يجب أن يحدث ذلك؟ لماذا؟ لماذا يتعين على الناس أن يفقدوا حياتهم”.
ويقيم ثورمان في مسكن قريب من مكان نادي كلوب كيو، الذي هو جزء مُهم في مجتمع المثليين بتلك المنطقة.
ويعتقد ثورمان أنه يعرف أحد ضحايا الهجوم.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الأمريكيين “لا يمكن ولا يجب أن يتسامحوا مع الكراهية”.
وفي بيان من البيت الأبيض، أضاف بايدن إن “الأماكن التي يفترض أن تكون ساحات آمنة لتقبّل الآخر وللاحتفال لا ينبغي أبدا أن تتحول إلى ساحات للإرهاب والعنف. لكن ذلك ما حدث كثيرا جدا – – أكثر من اللازم”.
وفي عام 2016، لقي 49 شخصا مصرعهم في هجوم إطلاق نار داخل ملهى للمثليين في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا. وفي حينه، كان ذلك الهجوم هو الأكثر دموية من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة.
Comments are closed.