الاستخبارات البريطانية تكشف عن خطط إيرانية لتنفيذ عمليات قتل وخطف
أعلنت الاستخبارات البريطانية أنها رصدت، خلال العام الحالي، 10 تهديدات محتملة من جانب إيران تشمل عمليات خطف وقتل تستهدف بريطانيين أو مقيمين في بريطانيا.
وكشف كين ماكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية (MI5)، عن هذه المخططات في التقرير السنوي للتهديدات التي تواجه بريطانيا.
وشدد ماكالوم على ضرورة أن تكون بريطانيا “مستعدة لمواجهة عدوان روسي في السنوات المقبلة”. لكنه أشار إلى أن موسكو تعرضت لانتكاسة استراتيجية بعد طرد جماعي لجواسيسها في أنحاء العالم في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
وحذر من أن التحول الأكبر الذي رصدته الاستخبارات البريطانية يتمثل في التهديدات من قبل دول أخرى “لا تخجل من التكتيكات التي تستخدمها”.
- بي بي سي تحصل على حكم قضائي بنشر قصة عن سلوك عميل لجهاز الاستخبارات MI5
- الاستخبارات البريطانية: البريطانيون عرضة لتهديدات من قبل دول معادية
وأشار إلى أن إيران تشكل تهديدا “مباشرا للداخل البريطاني من خلال عناصر مخابراتها العدوانية”، مرجحا أن تلك العناصر تطمح في اختطاف وحتى قتل بريطانيين أو مقيمين في بريطانيا تعتبرهم السلطات الإيرانية أعداء لها.
وقال: “شاهدنا عشرة على الأقل من هذه التهديدات المحتملة منذ يناير/كانون الثاني الماضي فقط”.
وأشارت تقارير إلى أن صحفيا إيرانيا في لندن تلقى تحذيرا من الشرطة من أن حياته ربما تكون في خطر.
وأضاف ماكالوم أن جهاز “MI5” يعمل مع شركاء محليين ودوليين لوقف ذلك النشاط غير المقبول.
وأكد أنه لا يستطيع أن يفصح عن المزيد من التفاصيل عن المؤامرات المحتملة، لكنه أشار إلى أن إيران اعتمدت في عملها على جواسيسها، وأحيانا على أشخاص آخرين يعملون نيابة عنهم لاستخدام مجموعة من التكتيكات، وأحيانا ما كانت تنفذ عملياتها في دول الغرب أو من خلال إغراء الناس بالعودة إلى إيران.
وذكر أن استعداد طهران للقيام بأعمال “متهورة” لوحظ في أوروبا في السنوات القليلة الماضية.
- عميل في الاستخبارات البريطانية يستغل وظيفته للاعتداء على شريكته
- حرية الصحافة: قناة تلفزيونية تقول إن إيران هددت صحفيين مقيمين في بريطانيا
وقال ماكالوم إن إيران قدمت الدعم لروسيا من خلال إمدادها بطائرات مسيرة “تسببت في شقاء” أوكرانيا.
وحذر من أن “الغزو الروسي لأوكرانيا يثير تساؤلات تتعلق بالأمن الوطني ظن البعض أنها يرى البعض أنها في كتب التاريخ”.
ورجح أن موسكو سوف تستمر في استخدام مزيج من التهديدات السرية – مثل الجواسيس والهجمات الإلكترونية – والوسائل العلنية مثل الضغط بأسعار الطاقة والمعلومات المضللة لاستهداف المملكة المتحدة، قائلا: “سوف يستمرون في مهاجمتنا”.
لكن ماكالوم بدا متفائلا بشأن قدرة الدول على جعل المهمة أصعب بكثير على الجواسيس الروسيين.
وأضاف أن 600 من المسؤولين الروسيين طردوا من جميع أنحاء العالم منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، مرجحا أن 400 من هؤلاء يعتقد أنهم كانوا منخرطين في أعمال تجسس لصالح روسيا.
وأشار إلى هذه الخطوة “وجهت أكبر ضربة استراتيجية لأجهزة المخابرات الروسية في التاريخ الأوروبي المعاصر”.
وحذر ماكالوم أيضا من أن الصين تمثل “تحديا كبيرا ومستمرا باستخدامها كل الوسائل الممكنة في المراقبة، وأحيانا تخويف أولئك الذين تعتبرهم معارضين لها”.
وشدد رئيس الاستخبارات الداخلية على أن “تخويف ومضايقة المواطنين في المملكة المتحدة أو من اختاروها وطنا لهم هي ممارسات لا يمكن التسامح معها”.
وأصدر الجهاز في يناير/ كانون الثاني الماضي تحذيرا غير عادي من التدخل في شؤون البلاد من خلال محاولات صينية للتأثير في السياسة البريطانية.
وقال ماكالوم إن أجهزة الاستخبارات الصينية تواصل مساعيها للتأثير على الحياة العامة، بما في ذلك تجنيد عملاء محتملين في أوائل حياتهم المهنية في المجال العام. فعلى سبيل المثال، يستهدفون أعضاء في مجالس محلية على أمل أن يتحول بعضهم إلى أعضاء برلمان في المستقبل.
- بي بي سي تشكو مضايقات إيران لصحفييها إلى الأمم المتحدة
- مظاهرات إيران: كيف يعاقب الغرب شرطة الأخلاق المخيفة؟
وأشار أيضا إلى أن الإرهاب لا يزال أحد التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة، لكنه أكد أنه أصبح تهديدا أقل خطورة مما كان عليه في السنوات القليلة الماضية.
ومنذ 2017، أحبطت السلطات البريطانية حوالي 37 مؤامرة تتضمن تنفيذ هجمات كبيرة.
وكانت تلك المؤامرات مزيجا من عمليات يخطط لها إسلاميون وأخرى يتبناها إرهابيون من اليمين المتشدد.
ولفت ماكالوم إلى أن هناك زيادة في عدد المؤثرين اليمينيين المتشددين الذين يعملون على نشر نظريات المؤامرة على المستوى الدولي.
وأكد أن الجهاز لا يزال يرصد جماعات إرهابية تحاول إعادة تنظيم صفوفها، علاوة على ما أطلق عليه “المشكلة الخبيثة التي تكمن في الإرهابيين الذين يعملون بشكل منفرد، وهو ما يجعل من اكتشافهم وتوقيفهم أمرا صعبا”.
وتحدث أيضا عن مخاوف حيال الإقبال على حيازة الأسلحة النارية، بما في ذلك الأسلحة محلية الصنع وتلك التي تصُنع باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد.
Comments are closed.