علاء عبد الفتاح ومؤتمر المناخ: جدل بعد طرد عمرو درويش ومداخلة نهاد أبو القمصان، وانقسام بين “حرية التعبير” و”سيادة الدولة”
شهد مؤتمر صحفي عقدته أسرة الناشط المصري السجين علاء عبد الفتاح، على هامش قمة المناخ بشرم الشيخ يوم الثلاثاء، واقعتين أثارتا جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وفي دول عربية أخرى.
فقد طرد أفراد أمن برلمانيا مصريا من قاعة المؤتمر، كما أجرت حقوقية ومسؤولة مصرية مداخلة تضمنت اتهامات لعلاء عبد الفتاح “بالتحرش الإلكتروني”. وقد أثارت الواقعتان انقساما كبيرا حول مجريات المؤتمر الصحفي.
فقد تباينت ردود الفعل إزاءه بين من يتهم أسرة علاء عبد الفتاح “بالتدليس والاستقواء بالخارج وممارسة الإرهاب الفكري” من جهة، ومن يتهم النائب المصري بأنه “أهان نفسه وبلده” والمسؤولة الحقوقية المصرية بأنها “مثال حي على نسوية الدولة وأنها تستغل قضايا النساء العادلة بالباطل”.
كما اتسع نطاق ردود الفعل لتتناول حدود الفصل بين”حرية التعبير” و”سيادة الدولة”. فما تفاصيل القصة؟
طرد البرلماني المصري
كانت سناء سيف، شقيقة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، تتحدث خلال مؤتمر نظمته حملة العدالة المناخية “DCJ”، عن وضع أخيها والمعتقلين السياسيين في مصر.
وخلال فقرة تلقي الأسئلة من الصحفيين والمشاركين، توجه عمرو درويش، عضو مجلس النواب المصري، إلى الحاضرين بالقول إن “علاء عبد الفتاح مواطن مصري، سجين جنائي وليس سياسيا … لا أرى ديموقراطية أكثر من أنكم جالسون تتحدثون هنا هنا في مصر”.
ومع استمرار درويش بالحديث طلب مدير المؤتمر منه توجيه سؤال محدد، إلا إن النائب أعاد تكرار نفس الطرح، وهو ما دفع مدير المؤتمر لدعوة شخص آخر لتوجيه سؤاله.
لكن استمرار درويش لم يتوقف عن الحديث، وهو ما أسفر عن تدخل منظمي المؤتمر لسحب مكبر الصوت منه، وتقديمه لشخص آخر.
وبعدها سحب أفراد أمن، تابعون للأمم المتحدة، البرلماني المصري إلى خارج قاعة المؤتمر.
https://twitter.com/hackneylad/status/1589993480901734401?s=20&t=p_kmDB_gyyNpXABwTjTjSw
ورصدت مقاطع فيديو منتشرة للبرلماني المصري أثناء اقتياده للخارج صراخه باللغة الإنجليزية في وجه عنصر الأمن قائلا: “لا تلمسني.. أنت هنا في أرض مصرية ولا يمكنك أن تخرجني من هنا!”.
https://twitter.com/Hazem__Azim/status/1590008036810457088
“أين السيادة؟”
وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلت بشكل واسع مع حادثة طرد البرلماني المصري.
وعبر كثير من المصريين عن غضبهم واستغرابهم من وجود أمن غير مصري لتأمين المؤتمر. كما أكد آخرون أن طرد برلماني مصري “من أرضه” أمر غير مقبول.
https://twitter.com/zWmMcl1jkcbhJ54/status/1590101433944539137
وطالب مغردون آخرون النائب المصري عمرو درويش “برفع قضية على كل أحد لمسه أو تعامل معه بشكل غير لائق من المنظمات الدولية”، واعتبروا أن عضو مجلس النواب “مصري يمثلهم جميعا”.
https://twitter.com/NoorHazzaa/status/1590050177817382913
ورأى آخرون أن ما حصل “يستفز أي وطني محترم”، واستنكروا “عدم توفير المنظمين للنائب المصري الحرية والفرصة والمساحة للتعبير”.
https://twitter.com/Amal551555/status/1590296153282990080
“أهان نفسه وبلده”
من جهة أخرى، وصف آخرون تصرف النائب المصري بـ”البلطجة والتشويش والترهيب”، وأنه يشكل “إساءة لصورة مصر أمام ضيوفها من كل أنحاء العالم”.
https://twitter.com/ARahman_Mansour/status/1589965287113125888?s=20&t=P_rgvZiI7ROWnysScSQ5mw
بينما رأى مغردون آخرون أن البرلماني “أهان نفسه وأهان الدولة بدخوله للمؤتمر”.
https://twitter.com/mohamedshorpagy/status/1590168908316954624
وأشار منتقدون إلى أن “عمرو درويش عضو البرلمان وعلى عكس غرضه، نجح في زيادة التعاطف مع علاء” عبد الفتاح.
https://twitter.com/hishamkassem/status/1589962136675315715?s=20&t=ViD_Yoi30hqzty_ANl6Y9Q
عمرو درويش يعلق على طرده
وفي وقت لاحق بعد طرده من المؤتمر الصحفي، علق البرلماني المصري عبر حسابه على فيسبوك على ما حدث قائلا: “التدليس والخداع والاستقواء بالخارج أبرز سمات المؤتمر الصحفي لأسرة علاء عبد الفتاح”.
وأضاف: “كان أولى بهم استخدام أساليب ترتقي لشعارات الدفاع عن حقوق الإنسان التي يتشدقون بها”.
لكن تعليق النائب المصري على طرده من المؤتمر الصحفي جلب عليه مزيدا من الانتقادات.
https://twitter.com/Assaadtaha/status/1590322694498955265?s=20&t=ugFmj0V2jXFzJZhZJwACsw
كما نشر البرلماني عمرو درويش عبر حسايه على فيسبوك بيانا صحفيا من بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في جنيف “ترفض فيه البيان الصادر عن المفوض السامي لحقوق الإنسان” الذي يطالب بالإفراج عن “علاء عبد الفتاح”.
مداخلة نهاد أبو القمصان
طرد عمرو درويش لم يكن الحدث الوحيد الذي أثار الجدل في المؤتمر الصحفي، فقد أجرت المحامية والحقوقية نهاد أبو القمصان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، مداخلة في المؤتمر الصحفي، لكن ما قالته وطريقة “مقاطعة” مديرة الجلسة لها أججت الجدل حول المؤتمر الصحفي.
وقالت نهاد أبو القمصان في المداخلة: “اشتغلت على قضية علاء عبد الفتاح مرتين، وهناك سيدات توجهن بشكاوى بشأن منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي وسبابه لسيدات بأعضائهن التناسلية، فليس من المعقول أن تكون حقوق المرأة منفصلة عن حقوق الإنسان”.
https://twitter.com/Emam_____/status/1590043241419718656?s=20&t=b6gj5pGDyaS90vVouDxhxw
وفي أعقاب مقاطعتها، شنت أبو القمصان حملة انتقادات واسعة ضد شقيقة علاء عبد الفتاح ومديرة الجلسة.
وقالت لوسائل إعلام محلية: “هم لا يريدون أن يسمعو غير صوتهم. أولًا هناك استراتيجية غير مفهومة. الجلسة ساعتان ونصف منهم ربع ساعة فقط للمناقشة، وباقي الجلسة لشقيقة علاء، كما أنها هاجمتني فور إمساكي بمكبر الصوت وكأنها تمارس إرهابا ضدي”.
https://twitter.com/LoayAlkhteeb/status/1590101780557606912?s=20&t=NxFiYk9zmR4Dmmo4fMO2KA
كما أعلنت في تغريدة عبر حسابها أنها “تقدمت بشكوى للأمم المتحدة بشأن إدارة جلسة حقوق الإنسان والعدالة المناخية”.
https://twitter.com/Nehadabolkomsan/status/1590308761314676736?s=20&t=1v58QHwnnN6CIxTYNC56Dw
مثال حي على “نسوية الدولة”
تصريحات نهاد أبو القمصان أثارت حفيظة كثير من المدافعين عن حقوق الإنسان وقضايا المرأة، إذ رأى فريق منهم أنها “تستغل قضايا النساء العادلة بالباطل”.
https://twitter.com/MarZaSori/status/1590237896484982785?s=20&t=JOMgKpBtbi115MNGc88LoA
بينما اتهمها فريق آخر بالتقصير “في دعم سجينات حبيسات منذ سنوات دون محاكمة”.
https://twitter.com/samehelbarqy/status/1590080551125295105?s=20&t=RUHVaqXmS5ZssEh3UUndAg
كما قالت ناشطات نسويات إن نهاد أبو القمصان مثال حي على مصطلح “نسوية الدولة”.
https://twitter.com/GhadeerAhmed_/status/1590324258303279106?s=20&t=EG3LObUn_JeY8yn9aEwqUQ
شقيقة علاء تعقب
ومن جهتها، وجهت منى سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح، انتقادات للنائب عمرو درويش، وقالت في تغريدة إنه “رغم كونه عضوا في البرلمان، إلا أنه يقول كلاما مزيفا”.
https://twitter.com/Monasosh/status/1590013494560456705?s=20&t=vc15D1xT2d7d9oV6MD-EYA
وشاركت منى في تغريدات روابط ومقاطع فيديو تقول إنها “ترد عن أسئلة وادعاءات تخص علاء”.
https://twitter.com/Monasosh/status/1590378501219442693?s=20&t=FknTL9zr8VQKal92LDgK5A
كما وجهت انتقادات حادة لنهاد أبو القمصان، واتهمتها “بالتقصير في واجباتها بحكم منصبها في المجلس القومي لحقوق الإنسان”.
https://twitter.com/Monasosh/status/1590271818862309378?s=20&t=bKdnm5c_JXdhaLVG1pynkA
وأشارت شقيقة علاء إلى الظروف التي تمر بها أسرتها، وأن هذه “ليست أول مرة تتعرض فيها عائلتها لمضايقات واعتداءات”.
https://twitter.com/Monasosh/status/1590360626815463425?s=20&t=UOSES7nVPPfpNHKRKloS-Q
علاء عبد الفتاح
- يعدّ علاء عبد الفتاح (40 عاماً)، وهو أب لطفل، من أبرز وجوه ثورة “25 يناير” التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل حسني مبارك.
- ومنذ وصول السيسي إلى السلطة في عام 2014، وبعد الإطاحة العسكرية بمحمد مرسي الرئيس المنتخب بعد سقوط مبارك، أمضى عبد الفتاح معظم الوقت في السجن.
- وفي العام الماضي، أدين بـ”نشر أخبار كاذبة” في منشور على فيسبوك وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات.
- ووصفت جماعات حقوق الإنسان التهمة بالباطلة والمحاكمة بالصورية.
- وبدأ علاء إضرابا عن الطعام في أبريل/نيسان، احتجاجاً على رفض السلطات المصرية السماح للقنصلية البريطانية بزيارته.
- وعلى مدى الأيام الماضية ومن خلال استضافة مصر “قمة المناخ كوب 27” بمنتجع شرم الشيخ السياحي، تصاعدت الضغوط الدولية لإطلاق سراح علاء، وخصوصاً مع وصول شقيقته الصغرى سناء سيف إلى مقر القمة للضغط في سبيل الإفراج عنه.
Comments are closed.