فيروس كورونا: احتجاج نادر ضد الرئيس الصيني قبيل مؤتمر الحزب الشيوعي

عناصر من الشرطة الصينية في مكان الاحتجاج

BBC
كان هناك وجود ملحوظ للشرطة في مكان الاحتجاج

شهدت العاصمة الصينية بكين احتجاجاً نادراً ضد الرئيس الصيني شي جينبينغ والقيود الصينية الخاصة بكوفيد-19، وذلك قبل أيام من انعقاد مؤتمر تاريخي للحزب الشيوعي في البلاد.

وأظهرت صور لافتتين احتجاجيتين على أحد الجسور في منطقة شمال- غربي المدينة. ويبدو أن المظاهرة الاحتجاجية قد تم إيقافها بسرعة من قبل السلطات.

وشهدت العاصمة تصاعداً في مشاعر الإحباط قبيل انعقاد المؤتمر.

وقد صب المواطنون جام غضبهم من خلال شبكة الانترنت على الإجراءات الأمنية الصارمة والقيود الخاصة بكوفيد المطبقة حالياً.

وشددت السلطات إجراءات الدخول إلى المدينة، حيث منعت دخول الكثير من المسافرين وأعادت سكاناً وبضائع كانت مرسلة إلى أصحابها.

وأظهرت الصور واللقطات التي تم تداولها للمظاهرة الاحتجاجية لافتتين كبيرتين تتدليان من أحد الجسور في منطقة “هيديان” ببكين.

وكُتب على إحدى اللافتتين: “لا لاختبارات كوفيد، نريد أن نأكل. لا للقيود، نريد الحرية. لا للكذب، نريد الكرامة. لا للثورة الثقافية، نريد الإصلاح. لا للقادة، نريد الانتخابات. يمكننا أن نكون مواطنين عبر تجنبنا لأن نكون عبيداً.”

واللافتة الثانية دعت المواطنين إلى “الإضراب في المدارس وأماكن العمل وإلى الإطاحة بالطاغية والخائن لوطنه شي جينبينغ”.

https://twitter.com/onichandaisiki/status/1580464548112257024?s=46&t=Ik-SUdRoL4z3EmdSNBRKOA

وأظهر مقطع فيديو صُور في عين المكان أعمدة دخان كثيف تتصاعد بلا تفسير فوق الجسر وكان يمكن سماع رجل يهتف بالشعارات عبر مكبر للصوت.

ولم يعثر فريق من بي بي سي زار المكان لاحقاً على أي أثر للاحتجاج، لكن كان هناك وجود شُرطي ملحوظ في المنطقة.

وسيشهد مؤتمر الحزب الشيوعي العشرين الذي يستمر أسبوعاً، والمقرر أن ينطلق يوم الأحد، قدوم حوالي 2,300 شخص من كبار المسؤولين ومندوبي الحزب إلى العاصمة بكين.

ومن المتوقع أن يُمنح الزعيم الصيني شي جينبينغ فترة رئاسية ثالثة، في كسر لتقاليد عمرها عقود وتعزيز لقبضته الصارمة بالفعل على مقاليد السلطة في البلاد.

وعادة ما تشهد العاصمة إجراءات أمنية مشددة استعداداً للمناسبات والأحداث المهمة. فقد جرى تعزيز الأمن، على مستوى الشارع حيث تقوم الشرطة شبه العسكرية بتسيير دوريات عند محطات مترو الأنفاق، وفي الأحياء القريبة من “قاعة الشعب الكبرى” التي سيُعقد فيها المؤتمر.

معرض يبرز انجازات الصين في عهد الرئيس شي جينبينغ

Getty Images
أقيمت معارض تبرز انجازات الصين في عهد شي جينبينغ في أنحاء البلاد قبيل انعقاد المؤتمر

وتقمع السلطات الصينية استخدام شبكات افتراضية خاصة، تتخطى الجدران النارية في الصين، بهدف تقييد الدخول إلى الانترنت، خارج نطاق سيطرة الحزب الشيوعي.

ولكن في محاولتها للقضاء على بؤر الانتشار الصغيرة لكوفيد في بكين، مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر، تطبق سلطات المدينة إجراءات أكثر صرامة، من معظم الأجزاء الأخرى من الصين.

وتشمل الإجراءات إخضاع عشرات الملايين من السكان لاختبار كوفيد كل ثلاثة أيام، ويتم التأكد من أخذ هذا الفحص قبل الدخول إلى جميع المباني، مع فرض ارتداء الكمامة.

وفرض المسؤولون كذلك قيوداً مشددة على عدد الأشخاص الذين يُسمح لهم بدخول المدينة، ودعت السكان إلى عدم المغادرة.

ووجد الكثيرون ممن سافروا إلى مدن أخرى، خلال عطلة العيد الوطني الأخيرة، أن رموز التشفير الصحية الالكترونية الخاصة بهم- الضرورية، من أجل السفر في أنحاء البلاد،- أشارت فجأة إلى أنهم معرضون لخطر الإصابة بكوفيد، ما يمنعهم من ركوب القطارات أو الطائرات للعودة إلى بكين.

ورأى آخرون، تمكنوا من العودة إلى بكين، تغييراً مماثلاً على رموز الشيفرة الصحية الخاصة بهم، بعد أيام من عودتهم، وفقاً لحسابات على الانترنت، ما أجبرهم على الالتزام بالحجر الصحي في المنزل.

وقال أحد المعلقين على موقع ويبو: “لا أفهم لماذا فعلت بكين ذلك… لا يمكنني الذهاب للعمل. أنا على وشك فقدان وظيفتي. أنا محبط للغاية. متى سينتهي ذلك؟ بينما أضاف معلق آخر قائلاً: “نحن نعاني من كل هذا لأن أحدهم سيعقد اجتماعاً”.

وتساءل مستخدم آخر: “لماذا تعذبون المواطن العادي؟ السلطات طبقت سياستها بصورة غير منطقية. وأصبحت مصداقيتهم في الحضيض. كيف يمكن أن يثق الناس بهم؟”

يأتي هذا وسط تعب متزايد في أوساط المواطنين الصينيين العاديين من استراتيجية “صفر كوفيد” التي شهدت فرض إجراءات إغلاق وحجر صحي قاسية، بعد وقت طويل من تخفيف الدول الأخرى لتلك القيود.

وكانت العديد من الحوادث الأخيرة، ومن بينها حادث تحطم حافلة أسفر عن 27 قتيلاً كانوا يُنقلون إلى مخيمات حجر صحي، قد أشعلت الغضب لدى عامة الشعب.

ويتناقض الإحباط مع المزاج الاحتفالي لمؤتمر الحزب العشرين الذي يُعرض على شاشات وسائل الإعلام الحكومية ومؤسساته.

وانتشرت الرايات الحمراء التي تمثل المؤتمر، في جميع أنحاء العاصمة، وغيّرت تطبيقات الهاتف الخلوي الشهيرة ألوان شاشات عرضها إلى اللون الأحمر.

وبدأ عرض مسلسل درامي يلخص أبرز المنجزات للأعوام العشرة السابقة، من حكم شي على شاشات التلفزيون في أوقات ذروة المشاهدة، بينما أقيمت معارض للغرض نفسه في أنحاء البلاد.

وبثت وسائل الإعلام الحكومية مادة دعماً للسياسات الرسمية ومن بينها سياسة “صفر كوفيد”، التي تحث الشعب الصيني على “تعزيز الثقة بسياسات الوقاية والسيطرة الحالية الخاصة بالجائحة والصبر عليها”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.