حادث التدافع في إندونيسيا.. تعرف على أبرز الكوارث التي شهدتها ملاعب كرة القدم
يُعد حادث تدافع الجماهير داخل ملعب كرة قدم في إندونيسيا، والذي أودى بحياة 125 شخصا حتى الآن، أحد أسوأ الكوارث الرياضية.
لكن الأحداث التي وقعت في ملعب كانجوروهان بمقاطعة جاوة الشرقية يوم السبت تشترك مع المآسي السابقة فيما هو أكثر من مجرد خسارة كبيرة في الأرواح. كما أن الموضوع الشائع في كوارث الملاعب هو فشل تدابير السيطرة على الجماهير في حماية المتفرجين.
ونستعرض هنا أبرز الكوارث التي حدثت في ملاعب كرة القدم:
كارثة ملعب بيرو الوطني عام 1964
لقي أكثر من 300 شخص حتفهم بسبب الفوضى التي حدثت خلال مباراة بين منتخبي بيرو والأرجنتين بعدما قرر حكم اللقاء عدم احتساب هدف لأصحاب الأرض.
واقتحمت الجماهير البيروفية أرض الملعب خلال تلك المباراة التي كانت ضمن التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو عام 1964، وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع على الجماهير في الملعب الوطني بليما، وهو ما تسبب في تدافع الجماهير نحو البوابات المخصصة للخروج من الملعب، لكنها كانت مغلقة.
- كيف يمكن القضاء على الشغب بملاعب كرة القدم
- “إصابة 1500” في تدافع أثناء مشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا في إيطاليا
يصل العدد الرسمي للقتلى إلى 328 شخصا، لكن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك، لأن العدد الرسمي لا يشمل أي شخص قتل بالرصاص نتيجة الاشتباكات التي وقعت بين المشجعين وقوات الأمن خارج الملعب.
وكتب بيرس إدواردز، مراسل بي بي سي لشؤون الرياضة، مقالة في عام 2014 بمناسبة الذكرى الخمسين للمأساة التي لا تزال تُصنف على أنها الأسوأ من نوعها في العالم، قائلا: “هناك العديد من روايات لشهود العيان عن أشخاص ماتوا نتيجة إصابات بأعيرة نارية، لكن القاضي المعين للتحقيق في الكارثة، بنجامين كاستانيدا، لم يتمكن أبدا من العثور على الجثث لإثبات ذلك”.
وحُكم على خورخي أزامبوجا، قائد الشرطة الذي أصدر الأمر بإطلاق الغاز المسيل للدموع، بالسجن لمدة 30 شهرا.
كارثة ملعب أكرا الرياضي بغانا عام 2001
شهدت مباراة الديربي بين فريقي “هارتس أوف أوك” و”أشانتي كوتوكو”، وهما فريقان يتمتعان بشعبية كبيرة في غانا، حالة من الفوضى الشديدة في مايو (أيار) 2001 بعد ارتكاب مشجعي أشانتي كوتوكو لأعمال شغب ردا على نجاح الفريق المنافس في قلب النتيجة في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع واندفعت الجماهير نحو بوابات الخروج لكنها كانت مغلقة. وقُتل ما لا يقل عن 126 شخصا نتيجة التدافع فيما يعد أسوأ كارثة في كرة القدم الأفريقية حتى الآن.
وقال نائب وزير الرياضة الغاني أنذاك، جو أغري، لبي بي سي: “رأيت شبابا، ورجالا أقوياء، ميتين على الأرض. أنا محطم تماما. لم أستطع إحصاء عدد (الموتى)”.
وألقى تحقيق رسمي باللوم على الشرطة واتهمها بالمبالغة في رد الفعل، كما اُتهم ستة من ضباط الشرطة بالقتل غير العمد، لكنهم حصلوا على البراءة في محاكمة في عام 2003، وهو القرار الذي يعتقد الجمهور الغاني إلى حد كبير أنه صحيح، وفقا لبول أدوم أوتيشيري، مراسل محطة الإذاعة المحلية “جوي إف إم”، الذي كان في المحكمة لحظة صدور الحكم.
وقال لبي بي سي في أعقاب صدور الحكم: “ما يريده الجمهور هو محاكمة أولئك الذين شيدوا الملعب، ومفتش المبنى الذي قال إن الملعب آمن للاستخدام، والأشخاص الذين أغلقوا بوابات الخروج (في يوم وقوع الكارثة)”.
كارثة هيلزبره بالمملكة المتحدة عام 1989
إنها واحدة من أسوأ كوارث كرة القدم وأكثرها إثارة للجدل في العالم. أدت ضعف السيطرة على الجماهير قبل مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين ليفربول ونوتنغهام فورست إلى مقتل 96 من مشجعي ليفربول في ملعب هيلزبره المسيَّج بشدة.
عانى أندرو ديفاين من إصابات غيرت حياته في هذا التدافع، وتوفي عن عمر يناهز 55 عاما في عام 2021، ليرتفع عدد الوفيات إلى 97.
وفي البداية، ألقت الشرطة وقطاعات من وسائل الإعلام البريطانية باللوم على المشجعين واتهمتهم بالسلوك غير المنضبط تحت تأثير الخمور. لكن سلسلة من التحقيقات على مدى العقود الثلاثة التالية دحضت تلك الاتهامات.
وفي عام 2016، خلصت هيئة محلفين إلى أن الضحايا قُتلوا بشكل غير قانوني، ووجدت أن المشجعين لم يساهموا في وفاتهم.
كارثة ملعب داسارات بنيبال عام 1988
تسببت عاصفة ثلجية مفاجئة في تدافع أعداد كبيرة من الجماهير التي كانت تشاهد مباراة في الكأس المحلية في العاصمة النيبالية في مارس (آذار) 1988.
هرع الناس للاحتماء تحت الجزء الوحيد من الملعب الذي له سقف، لكن الشرطة دفعتهم إلى الوراء، وركض المشجعون نحو بوابات الخروج لكنها كانت مغلقة.
وأسفر التدافع الذي أعقب ذلك عن مقتل العشرات. وتقول الإحصائيات الرسمية إن عدد القتلى بلغ 70، لكن وسائل الإعلام النيبالية تقول إن نحو 93 شخصا ربما لقوا حتفهم.
وقال أنيل روباخيتي، وهو لاعب سابق كان على أرض الملعب في ذلك اليوم، لصحيفة كاتماندو بوست في عام 2020: “تناثرت أحذية القتلى والجرحى في كل مكان”.
كارثة ملعب بورسعيد بمصر عام 2012
انتهت مباراة في الدوري المصري بين ناديي المصري والأهلي بإراقة الدماء في مدينة بورسعيد في فبراير (شباط) عام 2012. وبعد الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، اقتحمت جماهير المصري المناطق المخصصة لجماهير الأهلي بالملعب. وأسفرت أعمال الشغب الهائلة عن مقتل 74 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين.
وُجهت اتهامات إلى أكثر من 70 شخصا، من بينهم تسعة ضباط شرطة، وأدين 47 شخصا، وصدرت ضدهم أحكام، بعضها بالإعدام.
ولعب قطاع من جماهير الأهلي، الذي يُعرف باسم “الألتراس”، دورا بارزا في الاحتجاجات ضد الرئيس حسني مبارك مطلع عام 2011، والتي أدت إلى الإطاحة به.
واتهم مشجعون أنصار مبارك بالتحريض على العنف في بورسعيد انتقاما من ذلك، وأكدوا أن الشرطة لم تفعل شيئا يذكر لمنع الكارثة.
وقال فابيو جونيور، لاعب كرة القدم البرازيلي الذي لعب مع الأهلي وكان داخل الملعب في ذلك اليوم، لشبكة “إي إس بي إن” في عام 2019: “ما زلت أعاني من كوابيس بسبب ما حدث في تلك الليلة والمشاهد المروعة التي شاهدتها”.
كارثة ملعب لوجنيكي بروسيا عام 1982
كان ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو الذي استضاف آخر نهائي لكأس العالم في عام 2018 مسرحا أيضا لمأساة كبرى في كرة القدم تم التستر عليها لسنوات.
وقبل ما يقرب من 40 عاما، وخلال حقبة الاتحاد السوفيتي، أدى التدافع في نهاية مباراة ضمن منافسات الدوري الأوروبي بين سبارتاك موسكو ونادي هارلم الهولندي إلى مقتل العشرات من مشجعي الفريق صاحب الملعب.
ولم يُكشف عن العدد الرسمي للقتلى (66) إلا في عام 1989 – في السابق لم يكن هناك سوى إشارات موجزة عن وقوع “حادثة”.
وأفاد شهود عيان أن الجماهير كانت مكتظة في جزء واحد من الملعب، حيث كان الحضور الجماهيري قليلا في يوم المباراة بسبب الطقس المتجمد.
وقال ألكسندر بروفستوف، صحفي روسي حضر المباراة، لقناة الجزيرة: “كانت بوابة واحدة من بوابات الخروج مفتوحة لتسهيل سيطرة الشرطة على الجماهير. لقد كان ذلك خطأ فادحا”.
Comments are closed.