ترحيل محمد القحطاني “الخاطف رقم 20” في هجمات سبتمبر من سجن غوانتانامو إلى السعودية
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن سعوديا متهما بأنه “الخاطف رقم 20” في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول أطلق سراحه من معتقل غوانتانامو.
وأعيد محمد القحطاني، البالغ من العمر46 عاماً، إلى المملكة العربية السعودية بعد أن قرر مجلس المراجعة (هيئة حكومية أمريكية) أنه لم يعد يشكل “تهديداً كبيراً”.
وأشار المجلس إلى أن صحته العقلية متضررة للغاية.
وتعرض القحطاني لتعذيب شديد من قبل المحققين الأمريكيين بعد اعتقاله في عام 2001، لدرجة أنه غير قادر على المثول أمام المحكمة.
وقال مجلس المراجعة الشهر الماضي إن شرط نقله يجب أن يكون التحاقه بمركز سعودي لتأهيل الجهاديين، معروف باسم مركز الأمير محمد بن نايف للإرشاد والرعاية، حيث يمكن أن يتلقى رعاية صحية عقلية شاملة.
وزعمت السلطات الأمريكية أن القحطاني كان من المفترض أن يكون على متن رحلة يونايتد إيرلاينز رقم 93، التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا بعد أن اختطفها أربعة من مقاتلي القاعدة في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، لكنه مُنع من دخول الولايات المتحدة في الشهر السابق لذلك التاريخ.
وتم القبض على القحطاني بعد أربعة أشهر على الحدود الأفغانية الباكستانية، ونقل إلى القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو في كوبا في فبراير/ شباط عام 2002.
وحصل المحققون هناك على موافقة السلطات الأمريكية على استخدام “أساليب استجواب أكثر صرامة” مع القحطاني، بعد أن قاوم الأساليب التقليدية.
وبين نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 ويناير/ كانون الثاني 2003، تم تعذيبه بالعزل المطول، والحرمان من النوم، والإذلال الجنسي، والتعريض للبرد.
في عام 2009، قالت مسؤولة كبيرة في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، سوزان كروفورد، لصحيفة واشنطن بوست إن معاملة القحطاني “تتوافق مع التعريف القانوني للتعذيب” وأنها قررت عدم إحالته إلى المحاكمة نتيجة لذلك.
وقالت: “لم يكن هذا فعلًا واحدًا بعينه. كان هذا مجرد مجموعة من الأشياء التي كان لها تأثير طبي عليه، والتي أضرت بصحته. كانت مسيئة وغير مبررة وقسرية”.
وقال طبيب نفسي عينه محامو القحطاني، أمام محكمة أمريكية، إن التعذيب أدى إلى تفاقم إصابة دماغ كانت قد لحقت به في مرحلة الطفولة، وكذلك انفصام في الشخصية أصيب به عندما كان مراهقًا، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
كما نقلت الصحيفة عن وثائق قضائية أن القحطاني رفض الأدوية النفسية، وحاول مرارًا وتكرارًا الانتحار في السنوات الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن 38 معتقلا لا يزالون في غوانتانامو، بعد الإفراج عن القحطاني.
من بين هؤلاء 19 مؤهلون للنقل (الترحيل إلى بلادهم)، بينما ينتظر 10 آخرون المحاكمة من قبل اللجان العسكرية الأمريكية، بمن في ذلك العقل المدبر المزعوم لأحداث 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد.
Comments are closed.