ما مدى إساءة مشاهد اقتحام الكونغرس لصورة الديمقراطية الأمريكية؟
قبل ثلاثة أسابيع فقط وقعت صدامات في شوارع العاصمة الأمريكية واشنطن، بين مؤيدي الرئيس دونالد ترامب وخصومه تدخلت قوات الأمن لفضها. حينها عبر العديد من الأمريكيين، سياسيين ومتابعين ومواطنين، عن خشيتهم من أن الباقي من أيام الرئيس ترامب في البيت الأبيض قد تحمل ما هو أسوأ.
وفعلا تحققت هذه المخاوف يوم الأربعاء 6 يناير/ كانون الثاني أثناء مصادقة مجلس الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن. فقد اقتحم الآلاف من مؤيدي ترامب مقر المجلس واحتلوه وعاثوا فيه فسادا لساعات قبل أن ينسحبوا تاركين أعضاءه ومشاهدي التلفزيون عبر العالم تحت وقع صدمة كبرى.
لم يكن أحد يتصور أن تجرؤ جماعات يمينية متطرفة، ترفض نتيجة الانتخابات ولا تريد غير الرئيس ترامب رئيسا لولاية ثانية، على اقتحام مقر الكونغرس الأمريكي. ففي الأسابيع القليلة الماضية تحدثت وسائل الإعلام الأمريكية والدولية عن احتمال تزايد وتيرة مظاهرات مؤيدي ترامب في الشوارع، لكنها لم تتوقع أن تقدم على فعلة الاقتحام.
لم يكن أحد يعتقد أن ينهار الإدراك السياسي لمجموعات يمينية من الأمريكيين الى هذا المستوى المتدني، وأن يتخلون عن احترامهم للديمقراطية ومراعاتهم لشرعية العملية الانتخابية.
لكن حدث في أمريكا ما لم يكن في الحسبان. صدت أبواب المحاكم في وجه طعون ترامب في مصداقية العملية الانتخابية، وفشل في تجاوز معضلة الإقرار بالهزيمة وإقناع الكثير من كبار أعضاء الحزب الجمهوري بوجاهة موقفه الرافض لشرعية الانتخابات وسلامتها رغم تأكيدهم له مرارا وتكرارا أن لا غاية ستدرك من إنكار نتيجة الانتخابات. فقد الرئيس صوابه وغضب من النخبة السياسية التي خذلت موقفه، ولم يعد له سوى أنصاره الذي صوتوا له. وفي محاولة يائسة وتحديا لصورة أمريكا عبر العالم دعاهم الى النزول الى الشارع لوقف عملية مصادقة الكونغرس على فوز بايدن. وهناك تمت موقعة الاقتحام.
صدم العالم وهو يتابع اقتحام عشرات الآلاف من أنصار ترامب قاعة الاجتماعات في مقر الكونغرس عصر ذلك اليوم ويعبثون ببعض مقتنياتها. وذهل المشاهدون وتعجبوا هل صحيح أن ما نراه من بث مباشر يجري في واشنطن؟
ولجأ ملايين المغردين والمعلقين الى وسائل التواصل الاجتماعي متسائلين: هل هذا ما أنجبه النظام السياسي الأمريكي؟ مشاهد لا تراها الا في دول تحكمها أنظمة استبدادية تؤثثها نخب تكره الديمقراطية وتعشق السلطة المطلقة، لا مكان فيها لمنطق التداول على السلطة واحترام صوت الناخب وإرادته.
صورة أمريكا الراعية للديمقراطية المدافعة عن الحريات وحقوق الانسان حول العالم اهتزت في مخيلة مواطنيها ومواطني العالم بعد 6 من يناير/ كانون الثاني الحالي. ولربما يرى الكثيرون من دول العالم أن واشنطن فقدت اليوم أحقيتها في إصدار بيانات التنديد بعمليات التلاعب بنتائج الانتخابات واغتصاب الحكم في دول العالم الثالث.
على غرار أحداث 11 سبتمبر 2001 سيسجل تاريخ الولايات المتحدة يوم 6 يناير/ كانون الثاني باليوم الذي هدد فيه أنصار رئيس مقيم في البيت الأبيض الديمقراطية الأمريكية. ديمقراطية يعتبرها باقي مواطني العالم نموذجا يحتذى في مجال احترام حقوق الانسان وإرادة الأغلبية وشرعية الانتخابات.
لقد لحقت أضرار كبرى بصورة أمريكا وبتماسك وانسجام مجتمعها وبسمعتها بين الدول خلال فترة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب. ويعتقد كثيرون أيضا أن تجاوز التركة السياسية والاجتماعية لهذا الرئيس سيكون في غاية الصعوبة وسيستغرق وقتا طويلا بحكم الانقسام العرقي والعنصري الذي ترسخ بين مكونات مجتمع فسيفسائي.
برأيكم: ما مدى إساءة مشاهد اقتحام الكونغرس لصورة الديمقراطية الأمريكية؟
هل فقدت أمريكا احترام الدول الأخرى لسمعتها وهيبتها؟
هل يحق لأمريكا انتقاد الأنظمة الاستبدادية في بعض الدول بعد اليوم؟
هل تستطيع أمريكا استعادة صورة رائدة العالم الحر الديمقراطي؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 8 كانون الثاني/يناير .
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc
أو عبر تويتر على الوسم@nuqtat_hewar
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
Comments are closed.