حسن روحاني: سعداء لرحيل دونالد ترامب “الطاغية الأكثر خرقا للقانون”
AFP
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني “لسنا مبتهجين لانتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن لكننا مسرورون لرحيل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي لم يرحم شعبنا”.
وقال “أجل، نحن مسرورون جدا بالإطاحة بهذا الطاغية الذي لم يلتزم بأي اتفاق”.
وقد أدلى الرئيس الإيراني بهذه التصريحات في اجتماع لمجلس الوزراء عقد صباح الأربعاء.
وأضاف، “سررنا برحيل ترامب، المسؤول عن ارتكاب كل هذه الجرائم، والذي كان قاتلا وإرهابيا مجردا من أي شعور بالرحمة حتى في ما يتعلق بحصولنا على لقاح كورونا. نريد شراء اللقاح، ولكنه كان يضع العقبات في سبيل ذلك. هذه هي درجة افتقار هذا الشخص لكل المعايير الأخلاقية والإنسانية”.
وقال الرئيس الإيراني إن إيران جاهزة للعودة لكافة التزاماتها بالاتفاق النووي إذا عاد الطرف الآخر للعمل بالتزاماته.
وأضاف أن الحكومة الأمريكية المقبلة تعلم أن الطريق مفتوح أمامها إن اختارت “طريقا صحيحا”.
ومضى للقول “أثبتنا التزامنا بالاتفاق النووي وأبطلنا مزاعم عدم التقييد به، إيران التزمت بكل ما وقعت عليه وأمريكا تقف اليوم بمفردها”.
الاتفاق النووي
وأكد روحاني، مشيرا إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع ستة أطراف دولية، أن “الظروف الحالية تختلف عن ظروف عام 2015 التي تم فيها توقيع الاتفاق”.
وقال “صحيح أن الظروف تختلف ولكن لصالح إيران ، ففي عام 2015 كانت هناك ستة قرارات دولية تحاصر إيران، أما اليوم فقد ألغيت هذه القرارات. وفي عام 2015، كان هناك ملف الأبعاد العسکرية المحتملة للنشاط النووي الإیراني وهو غير موجود اليوم”.
AFP
أرشيف: صورة جماعية لوزراء خارجية القوى العالمية الخمس ورئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران علي أكبر صالحي في مبنى الأمم المتحدة 14 يوليو/تموز 2015
ومضى للقول “عندما كنا نتفاوض عام 2015 كانوا يُشيعون أن إيران لن تعمل بتعهداتها، لكننا أثبتنا بعد توقيع الاتفاق النووي أننا أكثر الأطراف التزاما”.
وأكد أن “البلد الوحيد الذي وفى بالتزاماته هو إيران”.
وقال إن “الجميع اليوم يطالب الولايات المتحدة بالعودة إلى الاتفاق النووي”.
“الطريق أمام أمريكا مفتوح”
وناقش روحاني إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 وذلك قبيل انعقاد اللجنة المشتركة للأطراف التي ما زالت تلتزم بالاتفاق في وقت لاحق من يوم الأربعاء.
وقال “إن الإدارة الأمريكية تعلم بأن الطريق مفتوحة”، وذلك في إشارة إلى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن التي ستتسلم الحكم في واشنطن في الـ 20 من الشهر المقبل. وكان فريق بايدن قد ألمح إلى نية الإدارة الجديدة العودة إلى الالتزام بالاتفاق والتواصل مع إيران دبلوماسيا.
وأعلن بايدن أنه سوف يعطي الأولوية لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي والنظر في رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، لكنه أوضح أن الأمر يتعلق في المقام الأول بالتزام إيران بشروط الاتفاق أولا.
Getty Images
بايدن قال إنه سيعطي الأولوية لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي والنظر في رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران
وقال بايدن لصحيفة نيويورك تايمز في الأسبوع الماضي “سوف يكون ذلك صعبا، لكن آخر لعنة نحتاج إليها هو أن يكون هناك جزء من هذا العالم يشهد تطويرا لقدرات نووية”.
ومرر البرلمان الإيراني أوائل الشهر الحالي تشريعا يحظر السماح للمفتشين التابعين للأمم المتحدة بزيارة المواقع النووية الإيرانية ويطالب الحكومة بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة بدلا من 3.67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق النووي إذا لم تُخفف العقوبات المفروضة على إيران في غضون شهرين.
ويمكن استخدام اليورانيوم الذي يُخصب إلى مستويات أعلى في صناعة قنبلة نووية. رغم ذلك، بمجرد الوصول إلى تخصيب بمستوى 20 في المئة، يكون من الأسهل من الناحية التكنولوجية الوصول إلى المستوى المطلوب من النقاء.
وعندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، قال الرئيس الأمريكي إنه يفعل ذلك لإجبار إيران على الجلوس على مائدة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد يضع قيودا غير محدودة على برنامجها النووي ويعمل على وقف تطويرها صواريخ بالستية.
ورفضت إيران إعادة التفاوض حول الاتفاق، كما خرقت ما ينص عليه الاتفاق النووي من الالتزام بألا يتجاوز تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 3.67 في المئة في يوليو/ تموز 2019. وارتفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 4.5 في المئة ولا يزال عند هذا المستوى منذ ذلك الحين.
وأعلنت طهران في يناير/ كانون الثاني الماضي أنها لن تستمر في الانصياع لأي من القيود التي يفرضها الاتفاق النووي التاريخي.
كما أشارت السلطات في إيران إلى أنها لن تراعي الحدود المفروضة على مستويات تخصيب اليورانيوم، والمخزون من هذه المادة المخصبة، أو البحث والتطوير في المجال النووي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي إن إيران لديها أكثر من 12 ضعف كمية اليورانيوم المخصب التي يسمح بها بموجب الاتفاق النووي.
وقال الرئيس الإيراني “إذا اختاروا السير في الطريق الصحيح، فنحن مستعدون، وإذا اختاروا الطريق الخطأ فنحن مستعدون لذلك أيضا”.
وأكد روحاني أن إيران تتمتع الآن بموقف تفاوضي أقوى من ذلك الذي كانت تواجهه في عام 2015 وقت إبرام الاتفاق النووي.
“اقتصادنا قوي”
وفيما يتعلق بوضع الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات المفروضة على البلاد، قال روحاني “إن النمو الاقتصادي للبلاد كان إيجابيا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري الأمر الذي فاق توقعات الحكومة حيث لم نكن نتوقع نموا اقتصاديا إيجابيا في ظل انتشار كورونا والحرب الاقتصادية”.
وأضاف أن “بعض المنظمات الدولية توقعت تراجع النمو في الاقتصاد الإيراني بنسبة خمسة في المئة، كما أن توقعاتنا كانت بهذا الاتجاه أيضا لكن المزارعين والصناعيين والعاملين في قطاع الخدمات ومسؤولي القطاع الاقتصادي قلبوا المعادلة “.
Comments are closed.