البترون ودعت إبنها العريف “اسطفان روحانا”.. خيرالله: نحن أبناء إيمان ورجاء بالمسيح ابن الله
ودع الجيش اللبناني و مدينة البترون ابنهما العريف اسطفان روحانا الذي قضى في انفجار المرفأ وتم العثور على جثته مساء أول أمس السبت وذلك في مأتم رسمي وشعبي.
وترأس الصلاة لراحة نفسه راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله،بمشاركة خادمي الرعية الخوري بيار صعب والخوري فرانسوا حرب وعدد من الكهنة ورؤساء الاديار في حضور ممثل نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزيف عون العقيد عمر بركات،ممثلة النائب السابق سايد عقل إبنته كارين عقل، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا الرائد ميشال فارس،ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الرائد وديع الزعني ، رئيس مكتب أمن البترون في الجيش اللبناني الرائد شارل حكيم وعدد من الضباط والعسكريين الى عائلة روحانا والاصدقاء وابناء المدينة.
خيرالله
وألقى المطران خيرالله كلمة عظة بعنوان “لأن ابن الانسان جاء يبحث عن الهالكين ليخلصهم” وقال:
“بدموع سخية وقلوب مفجوعة على قدر الفاجعة التي ضربت بيروت ولبنان، تودع البترون ومؤسسة الجيش اللبناني فقيدهما الغالي العريف الشهيد اسطفان روحانا ولكن مع دموعنا والفاجعة نبقى نحن أبناء إيمان وابناء رجاء بالمسيح ابن الله الذي وعدنا بالخلاص جميعا. يسوع المسيح ابن الله، جاء بيننا انسانا ليتمم مشيئة الله الآب اي أن يخلص جميع البشر من دون استثناء وبلا تمييز، أن يخلصهم بموته على الصليب وبقيامته. إنه القربان والمقرب، إنه الضحية عن البشر أجمعين ولأن الله محبة ولأن الله يحب البشر أراد أن يخلصهم أجمعين بموت وقيامة ابنه الوحيد يشوع المسيح.هذا هو أيماننا، الايمان الذي تربينا عليه في عائلاتنا وفي كنيستنا وفي وطننا لبنان. وهذا هو الايمان الذي تربى عليه فقيدنا الغالي اسطفان سعيد روحانا إبن السادسة والعشرين، إبن البترون، إبن عائلة متواضعة مثل كل عائلاتنا وملتزمة بعيش إيمانها وبعيش القيم التي ميزت البترون وميزت شعبنا وكنيستنا على مر الأجيال.تربى في عائلته على أن يخدم الله وأن يخدم القريب وكل إنسان وأن يخدم الوطن لذلك راح ينخرط في مؤسسة الجيش اللبناني في القوات البحرية ليخدم بشرف وتضحية ووفاء ، ليخدم الوطن وشعبه والمواطنين جميعا من دون أي مصلحة فقط لكي يقدم ذاته فداء عن الوطن ويحميه ويحمي المواطنين.”
واضاف: “إن اسطفان اليوم ومع كل الضحايا وكل الذين سفكوا دماءهم بعد هذه الفاجعة الكبيرة ومع جميع الضحايا والشهداء الذي ضحوا منذ أكثر من 45 سنة ، اسطفان روحانا اليوم يدخل ملكوت الآب السماوي وهو يفتخر بأنه يحمل شعبه ويخدمه من السماء كما خدمه هنا على الأرض. إن اسطفان روحانا يدعونا جميعا ،مسؤولين ومواطنين، الى أن نتعظ ونعتبر في حياتنا اليومية.”
وتابع: إني أرى المسيح اليوم، يسوع المسيح ابن الله الآب، الحاضر معنا أمس واليوم والى الأبد، يدخل من جديد لبناننا ليقول لنا إن ابن الانسان إبن الله جاء يبحث عن العالكين ليخلصهم لأن الله يحب جميع اللبنانيين وجميع البشر الذين خلقهم على صورته كمثاله. وإني أتصور يسوع المسيح اليوم بعد هذه الفاجعة الكارثة يقول للمسؤولين ، جميع المسؤولين : من دلكم على الهرب من السخط الآتي من الدينونة،لكن بانتظار الدينونة الله يحبكم.
وتوجه الى جميع المسؤولين بالقول: “الى جميع المسؤولين على مر السنين الله يحبكم ويريد خلاصكم كما يريد خلاص شعبنا كله.إسمعوا يسوع اليوم، افتحوا آذانكم وعيونكم وضمائركم وقلوبكم واتعظوا ولتكن عندكم جرأة زكا العشار لتقوموا بفعل توبة صادقة وتفقفوا أمام الشعب كله: يا رب، سنعطي سنعطي نصف مقتنياتنا للشعب والفقراء وإذا كنا ظلمنا أحدا سنرده اليه أربعة اضعاف وعندها ستكونون أنتم ايضا من أبناء ابراهيم وتنالوا الخلاص قبل أن يفوت الأوان. وأنتم قادرون على ذلك فافعلوا.”
وختم: “بهذا الايمان وهذا الرجاء الذي نرفعه مع اخينا اسطفان نتقدم بالتعزية الحارة والقليبة من مؤسسة الجيش اللبناني قادة وضباطا وعناصر ونشد على أيدهم ونقول لهم: انتم حماة الوطن، تابعوا تضحياتكم حتى النهاية ولا تخضعوا الا لربكم ولخدمة وطنكم. ونتقدم بالتعزية من عائلة الشهيد، والديه وشقيقته وهو وحيدهم وآل روحانا وأبناء وبنات البترون طالبين من رب الحياة أن يقبله لديه مع الشهداء والابرار والصديقين كي يكون من فوق شفيعا لنا في هذه الكارثة العصيبة، ليكون رسولا لإخوته الشباب، شباب لبنان اليوم ويقول لهم:تعالوا نتكاتف ونضحي ونخدم وطننا حتى النهاية، فنموت بفخر ورأس مرفوع مضحين من أجل وطننا لأن وطننا لبنان وطن رسالة ووطن محبة ووطن الاخوة والسلام والعيش الواحد واحترام التعددية كما قال قداسة البابا فرنسيس البارحة من الفاتيكان لنعلن للعالم أننا باقون وأننا مع اسطفان الشهيد وكل الشهداء سنبني الوطن من جديد وسنبني دولة تليق بنا ونعيش فيها بحرية وكرامة وفخر ونربي أولادنا فيها. لبنان يكبر فيكم يا شهداءنا ويكبر في كل واحد منا. آمين
بركات
وبعد القداس حمل نعش العريف روحانا على أكف رفاقه عند مدخل الكاتدرائية حيث ألقى ممثل العماد عون العقيد بركات كلمة جاء فيها:
“بطل جديد من ابطال الجيش اللبناني ينضم الى من سبقوه من الشهداء الابرار بعد ان بذل روحه لخدمة وطنه. هكذا مضى حبيبنا العريف الشهيد اسطفان روحانا وقد أدى قسطه من تحمل المسؤولية والتضحية في سبيل لبنان الى اقصى الحدود، فعاش عزيزا كريم النفس وكان مثالا في الانضباط والمهنية حتى سالت دماؤه الزكية على مذبح الوطن ، فهنيئا له تلك المرتبة السامية.”
وتابع:”لا شك ان الانفجار الذي وقع في بيروت هو كارثة مروعة على جميع المستويات بحيث رأينا آثارها المباشرة في الاعداد الكبيرة من الشهداء والمفقودين والجرحى، وفي الدمار الهائل الذي تسببت به. من جهة اخرى سوف تمتد النتائج السلبية لهذه الكارثة مستقبلا ضمن مختلف القطاعات. كل هذا يحتم علينا استجماع قوانا والاتحاد حول المصلحة الوطنية العليا لتجاوز المأساة والنهوض ببلادنا من جديد. ان المؤسسة اعسكرية عازمة على تحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الاطار بغية المساهمة في ازالة الاضرار والعثور على المفقودين الى جانب مهمتها الاساسية في حفظ الامن والاستقرار والسلم الاهلي. ان قدر العسكريين، ان يكونوا حيث يدعوهم الواجب الوطني في خطوط الدفاع الاولى وفي طليعة المتقدمين للحفاظ على لبنان بكل الامكانات المتاحة، وذلك عهدنا الذي اخذناه على انفسنا يوم اقسمنا اليمين للحفاظ على العلم وعلى ارث شهدائنا العظام وفي طليعتهم شهيدنا اسطفان.”
ثم تلا العقيد بركات نبذة عن حياة العريف روحانا وختم كلمته مقدما “باسم نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزيف عون التعازي والمواساة من عائلة الشهيد وابناء بلدته” داعيا “ان يغفر الله له ويتقبله بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.”
بعد ذلك أدت ثلة من الجيش اللبناني تحية التشريفات وعزفت موسيقى الاستشهاد للعريف روحانا قبل أن ينقل الجثمان تتقدمه أكاليل الغار والزهر والعلم اللبناني وأوسمة الشرف ليوارى الثرى في مدافن العائلة.
وكانت بلدية البترون أقامت استقبالا حاشدا لجثمان روحانا في الشارع العام في حضور المطران خيرالله، قائمقام البترون روجيه طوبيا،رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك،رئيس جمعية تجار البترون وقضائها فارس بولس، الكهنة وحشد كبير من الاهالي وعناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني وعناصر شرطة بلدية البترون.
وعلى وقع موسيقى فرقة الزفة والاسهم النارية وقرع أجراس الكنائس حمل نعش روحانا ملفوفا بالعلم اللبناني على الأكف وسط الزغاريد والتصفيق ونثر الرز والورود. وفي طريقه إلى كاتدرائية مار اسطفان عرج الجثمان إلى منزله حيث ازدانت الطرق بالأشرطة البيضاء ورفعت صوره واللافتات على امتداد الشارع العام إلى جانب صور الضحية الثانية لمدينة البترون زينه راجي.
Comments are closed.