BBC

“على مُسلمي الهند أن يأخذوا زمام المبادرة في زمن التحديات” – إكسبرس الهندية

صورة لامرأة وطفلتها يسيران تحت نظر جندي هندي في إقليم كشمير.
EPA-EFE/REX/Shutterstock
“الإصلاح الذي يقوده الهنود المسلمون بأنفسهم يمكن أن يرسي أسس الهند القوية والموحّدة”

ألقت تداعيات الهجوم المسلّح الذي استهدف مجموعة من السياح المحليين في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، بظلالها على عناوين الصحف.

وأسفر الهجوم الذي وقع قرب بلدة باهالغام الخلابة في الجزء الخاضع لإدارة الهند في كشمير، عن مقتل 26 شخصاً، فيما نفت باكستان أي علاقة لها به.

نستعرض مقالين من صحيفة هندية وأخرى باكستانية، يناقشان زوايا متعددة بشأن إقليم كشمير والمسلمين في الهند.

ونستعرض مقالاً ثالثاً كتبه الرئيس السابق لجهاز “الشاباك” الإسرائيلي، يحذر فيه من “خطر وجودي” يتهدد إسرائيل بسبب السياسات الحكومية.

في صحيفة إكسبرس الهندية، نقرأ مقالاً مشتركاً للكاتب نجيب يونغ، نائب حاكم دلهي السابق، والكاتب عشرت عزيز، يناقش أهمية إحداث تحول اجتماعي داخل المجتمع الإسلامي في الهند.

يقول الكاتبان إن الهجوم “كشف مجدداً عن طبيعة العلاقة الهشة بين الهندوس والمسلمين في الهند”، فقد وردت تقارير عن أعمال عنف استهدفت المسلمين في مختلف أنحاء الهند عقب الهجوم، وهو ما “زاد من توتر الأجواء المتوترة أصلاً”.

وهذه، بحسب الكاتبين، ليست ظاهرة جديدة، فقد “تصاعد مناخ الشك والعداء على مر السنين، وتصاعد خلال العقد الماضي”، لذلك، “يواجه المسلمون الهنود أحد أصعب الأوقات في تاريخهم”.

في المقابل، يشير المقال إلى أنه ومنذ استقلال الهند، “لم يتخذ المسلمون الهنود خطوات نحو الإصلاح المجتمعي، لكنهم تأثروا بدعوات رجال الدين المحافظين، فيما قوبلت دعوات التحديث والإصلاح بمقاومة متكررة”.

يرى الكاتبان أن الحاجة إلى التغيير داخل المجتمع الإسلامي في الهند ملحّة، ويؤكدان أهمية أن يكون الإصلاح بمبادرة من المسلمين الهنود أنفسهم، وليس بفرضه من الخارج، إذ ستكون لهذه الإصلاحات حينئذ “فرصة أكبر بكثير للقبول والنجاح”.

يقول الكاتبان إن من الضروري للمسلمين الهنود تبني منظور علماني يتماشى مع المصلحة الوطنية الأوسع، لأن تدعيم العلمانية – برأيهما – لن يعزز مكانتهم الاجتماعية فقط، بل سيساهم كذلك في “وحدة الهند وتقدمها”.

يطرح الكاتبان رؤيتهما بشأن “الإصلاح الذاتي” للمسلمين الهنود في عدة نقاط، وتشمل تلك الخطوات:

إصلاح قانون الأحوال الشخصية الإسلامي بحيث يضمن مساواة أكبر للمرأة في مسائل الزواج والطلاق والميراث، بما يتماشى مع مبادئ القرآن والدستور الهندي.

وتحديث قانون الأوقاف، إذ إن “تحرير أصول الأوقاف من شأنه أن يسخّر موارد كبيرة لرفاهية المجتمع الإسلامي والبلاد ككل”.

وتبني قيم “العلمانية الحقيقية”، عبر الإصرار على الفصل التام بين الدين والدولة، ورفض أي تدخلات حكومية في الشؤون الدينية.

والنظر إلى الإصلاح كجزء متمم للإيمان، إذا لا ينبغي “اعتبار الإصلاح خيانة للإسلام”.

ومساهمة المسلمين الهنود في التقدم الوطني من خلال التعليم والبحث والابتكار والرياضة والتنمية الاقتصادية.

والدعوة إلى الوحدة الوطنية، بحيث تكون مهمة المسلمين الهنود “العمل بلا كلل” من أجل السلام والوحدة وسلامة الأراضي الهندية.

يشدد الكاتبان على أن مثل هذا النوع من الإصلاح الذاتي لا يجب أن يكون حكراً على قلة مختارة، إذ يتطلب مشاورات واسعة النطاق تشمل رجال الدين والعلماء والاقتصاديين وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية وغيرهم.

في المقابل، تقع على عاتق الحكومة الهندية كذلك – برأي الكاتبين – مسؤولية مماثلة في إحداث هذا الإصلاح الذاتي، إذ يجب ضمان تكافؤ الفرص، وإيقاف “التهديدات والعنف وتصرفات الشرطة المتحيزة وخطاب الكراهية” ضد المسلمين الهنود، إضافة إلى تجديد الالتزام بالعلمانية وبدء حوار حقيقي مع المجتمع المسلم.

وبدون هذه الخطوات من الحكومة الهندية، فإنه “من غير المعقول توقّع أن يستعيد مجتمع مغلوب على أمره ثقته بنفسه”، على حد تعبير الكاتبين.

يختم الكاتبان بالقول إن الإصلاح الذي يقوده المسلمون بأنفسهم، بدعم من “دولة عادلة ومنصفة”، يمكن أن يرسي أسس الهند القوية والموحّدة.

“رابطة لا تنكسر”

صورة لمتظاهرين يحملون الأعلام الباكستانية في جامعة كراتشي، وينددون بالسياسات الهندية في كشمير.
EPA-EFE/REX/Shutterstock

في صحيفة باكستان اليوم، نقرأ مقالاً للكاتب عبد الباسط علوي، يستعرض فيه تاريخ العلاقات “العميقة” التي تربط باكستان بإقليم كشمير المتنازع عليه، ويتهم جماعات تخدم “أجندات خارجية معادية” بالعمل على إثارة الكراهية والاضطرابات والانقسام في الإقليم.

يستعرض الكاتب تصريحات لقادة باكستان السابقين والحاليين، تعبر عن “عاطفة عميقة والتزام تجاه كشمير”، بدءاً من مؤسس باكستان، محمد علي جناح، الذي قال إن كشمير هي “شريان الحياة لباكستان”، مؤكداً بذلك أن الإقليم “جزء لا يتجزأ من باكستان، نظراً لقربها الجغرافي، وسكانها الذين هم مسلمون في غالبيتهم”، بحسب ما يقول الكاتب.

يتابع علوي استعراض التصريحات ومواقف القادة في باكستان، من ذو الفقار علي بوتو، مروراً بابنته بينظير بوتو، وصولاً إلى نواز شريف، وبرويز مشرف، الذين أكدوا جميعاً على التزامهم تجاه قضية كشمير.

يعرّج الكاتب كذلك على تصريحات ومواقف لقائد الجيش الباكستاني الحالي عاصم منير، الذي دعا إلى “تسهيل إجراء استفتاء في كشمير بتفويض من الأمم المتحدة”، وصرّح خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، أن “السلام في جنوب آسيا سيظل بعيد المنال حتى يتم التوصل إلى حل سلمي لنزاع كشمير طويل الأمد”.

يقتبس الكاتب كذلك من قائد الجيش تصريحاً يدلل على استعداد باكستان لخوض حروب أخرى من أجل الإقليم، إذ قال منير بداية عام 2025: “لقد خاضت باكستان ثلاث حروب قبل ذلك من أجل كشمير، وإذا تطلب الأمر عشر حروب أخرى، فستخوضها باكستان”.

يقول علوي إن الرابطة بين الباكستانيين والكشميريين “رابطة راسخة لا تنكسر، وهي متجذرة في التاريخ والثقافة والدين المشتركين، ولا يمكن لأي قوة أن تفرقهم أو تغذي الكراهية بينهم”، على حدّ تعبيره.

لكن الكاتب يشير إلى وجود جماعات تدّعي أنها “تتمنى الخير لكشمير، لكنها في الواقع جماعات ضغط تخدم مصالحها الخاصة وأجندات أجنبية معادية”، ويتهمها بالعمل على “التحريض على الكراهية والاضطرابات والانقسام”.

يقول علوي إن هذه الجماعات ارتبطت بـ “عناصر مناهضة للدولة، وبقومية فرعية، ومتطرفة. وهدفها هو زعزعة استقرار إقليم جامو وكشمير، والإضرار باقتصاده، وقطاع السياحة فيه. وتعمل بالوكالة عن قوى أجنبية معادية”.

يزعم الكاتب أن هذه الجماعات تنخرط في “دعاية معادية لباكستان وجيشها، مع التزام الصمت تجاه الانتهاكات الهندية، بما يتوافق أكثر مع السردية التي تروجها الهند”، وتحظى نشاطاتهم بـ “تأييد واضح من شبكات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالاستخبارات الهندية”، على حدّ قول الكاتب.

“أدقّ ناقوس الخطر بشأن حكومتنا المتطرفة”

صورة لمظاهرة في تل أبيب داعمة للرهائن في غزة ومناهضة للحكومة الإسرائيلية.
Reuters

في صحيفة الغارديان، نقرأ لعامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك”، مقالاً تحت عنوان: “كنت فيما مضى أدير وكالة أمنية إسرائيلية، والآن أدقّ ناقوس الخطر بشأن حكومتنا المتطرفة”.

يطلق أيالون تحذيراً من أن إسرائيل تواجه أزمة تهدد وجودها كدولة يهودية وديمقراطية، ويدعو حلفاء إسرائيل، من حكومات وجاليات يهودية، إلى “الاستماع إلى نداء الشعب الإسرائيلي الذي يطالب بإنهاء الحرب وبزوغ فجر جديد للبلاد”.

يشير أيالون إلى إعلان نشره في الصحف رفقة 17 من الشخصيات العامّة في إسرائيل، أوضح فيه أن “نسيج دولة إسرائيل والقيم التي قامت عليها يتعرضان للتآكل”.

يقول أيالون إن الرهائن الإسرائيليين في غزة “تُركوا من أجل أيديولوجيا حكومية، ومن قبل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو المتمسك بالسلطة من أجل مصالحه الشخصية”، كما أن الحكومة الإسرائيلية “تقوّض الوظائف الديمقراطية للدولة في سبيل تعزيز وحماية سلطتها”.

ويضيف أن الحكومة الإسرائيلية “تجبرنا على خوض حرب بلا نهاية دون أهداف عسكرية قابلة للتحقيق، ولن تسفر إلا عن المزيد من الخسائر في الأرواح والكراهية”.

يرى أيالون أن هذا الإعلان الذي أطلقه لا يُعبّر عن صوت الأقلية في إسرائيل، فـ “الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي يتفقون معه، إذ يعتقد 70 في المئة من الإسرائيليين بضرورة إنهاء الحرب بشكل شامل في مقابل استعادة الرهائن، إضافة إلى إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن لاستبدال الحكومة”.

يزعم أيالون أن الآلاف من الطيارين وضباط البحرية وأفراد المخابرات والاحتياط، ضموا صوتهم إليهم منذ نشر إعلانهم، معبّرين في رسائلهم للحكومة عن “المشاعر ذاتها التي عبّر عنها الإعلان”، إضافة إلى شخصيات يهودية خارج إسرائيل.

يقول أيالون إن تأييد إسرائيل في هذه الأوقات يعني “الحديث بصوت عالٍ ضد الحكومة المتطرفة، وليس الجلوس في صمت على الهامش، أو الاجتماع مع المسؤولين الحكوميين وتقديم صورة بأن اليهود حول العالم متحدون خلف الحكومة الإسرائيلية”.

يجدد أيالون الإشارة إلى “الأزمة الوجودية” التي تواجهها إسرائيل، ويحذّر من أنه إذا لم يتم “بناء زخم كافٍ لتصحيح المسار، فإن وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية في خطر”. كما أن الصمت في هذه الأوقات هو “إظهار للدعم للحكومة الإسرائيلية”.

يختم أيالون مقاله بدعوة “حلفاء إسرائيل”، من حكومات وجاليات يهودية، إلى “الاستماع إلى نداء الشعب الإسرائيلي وخاصة عائلات الرهائن”، قائلاً إن “معنى أن تكون صديقاً حقيقياً لإسرائيل، هو أن تكون صديقاً للشعب الإسرائيلي، وليس لحكومته الكارثية”، على حدّ تعبيره.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

زر الذهاب إلى الأعلى