بريطانيا تمنع استخدام السجائر الإلكترونية لمرة واحدة اعتبارًا من يونيو.. ما القصة؟
حظرت الحكومة البريطانية بيع واستخدام السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة بداية من شهر يونيو/ حزيران المقبل، وسط مخاوف من رواجها عبر السوق السوداء.
تنوي الحكومة البريطانية أن تقدم تشريعًا يحظر بيع السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة اعتبارًا من الأول من يونيو/ حزيران 2025، حتى يكون لدى التُجار فرصة لبيع المخزون المتبقي لديهم، وأعلنت الحكومات اللامركزية في إيرلندا وإسكتلندا تقديم حظر مماثل.
حظر السجائر الإلكترونية
يأتي قرار الحظر بهدف منع الضرر البيئي الذي تسببه السجائر الإلكترونية، ومن أجل الحفاظ على صحة الأطفال، وكانت هذه الخطوة قد تم الإعلان عنها مُسبقا من قِبل الحكومة السابقة في يناير/ كانون الثاني قبل الانتخابات العامة.
وأوضحت الحكومة إن السجائر الإلكترونية التي يتم استخدامها لمرة واحدة من الصعب إعادة تدويرها، ويتم إلقاؤها في مكب النفايات، مما قد يؤدي إلى تسرب حمض البطارية والليثيوم والزئبق الموجود بها، ويتسبب ذلك في مئات الحرائق في شاحنات القمامة ومراكز معالجة النفايات.
أضرار السجائر الإلكترونية
وفي حين كان انتشار السجائر الإلكترونية هدفه هو التقليل من التدخين العادي وآثاره الضارة على الصحة والبيئة، قدرت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطانية أن ما يقرب من خمسة ملايين سيجارة إلكترونية تستخدم لمرة واحدة، كانت إما ملقاة في النفايات العامة كل أسبوع في العام الماضي، بزيادة أربعة أضعاف تقريبًا عن العام السابق.
وأشارت الوزارة إلى التخلص من السجائر الإلكترونية في 2022، والتي تعادل أكثر من 40 طنًا من الليثيوم، وهو ما يكفي لتشغيل 5000 مركبة كهربائية، وبخلاف ذلك فقد أصبحت “محرك رئيسي وراء ارتفاع التدخين الإلكتروني بين الشباب”، حسبما قالت الحكومة السابقة.
وقالت ماري كريغ، وزيرة الاقتصاد الدائري في وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في حكومة المملكة المتحدة، إن السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة كانت “مضيعة للغاية وتفسد مدننا وبلداتنا”، وهي الوزيرة التي يركز دورها على الحد من النفايات في الاقتصاد،
وأوضحت كريغ أن خطوة المنع هدفها أن “ننهي ثقافة التخلص من النفايات في هذه الأمة”، وتعتبرها الخطوة الأولى نحو اقتصاد دائري ، يعتمد على استخدام الموارد لفترة أطول، وأضافت “ويؤدي إلى نقليل من النفايات، وتسريع الطريق إلى صافي الصفر ونخلق آلاف الوظائف في جميع أنحاء البلاد”.
السوق السوداء
تأتي النية بإقرار تشريع حظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، مع تشريعات قانونية أخرى مُفعلة بالفعل، من أجل تقليل خطر التدخين، منها حظر بيع السجائر الإلكترونية أقل من 18 عامًا، ولكن كانت النتيجة زيادة عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية، خاصة بين الشباب.
وقال أندرو جوين، وزير الصحة العامة في إنجلترا، إن السجائر الإلكترونية التي تُستعمل لمرة واحدة أصبحت “المنتج المفضل لغالبية الأطفال الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية اليوم”، موضحا أن الهدف من حظرها أن “يقلل من جاذبية السجائر الإلكترونية للأطفال ويبقيها بعيدًا عن أيدي الشباب المعرضين للخطر”.
وفي تصريح لراديو بي بي سي، أشار جون دون، المدير العام لرابطة صناعة السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة، إلى أن الحظر قد يتسبب في “تغذية” المبيعات غير القانونية، وأضاف “لدينا سوق سوداء لمنتجات السجائر الإلكترونية بالفعل لا تستطيع السلطات مواكبتها حقًا”.
وردت جمعية صناعة السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة على قرار الحكومة، إن السجائر الإلكترونية ساعدت “ملايين البالغين على الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن السجائر”، وأن الخطة من شأنها أن تعرض الأطفال للخطر من خلال “تعزيز السوق السوداء
Comments are closed.