جعجع لطلاب القوات: القوات كالمارد.. الطلاب اساس المقاومة يرمون أنفسهم بالنار

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الطلاب عصب كل الحركات في التاريخ ومن ضمنها حركتنا نحن وهذا لسبب بسيط وهو انهم يعكسون القضية بكل نقاوتها من دون اي حسابات أو إعتبارات أخرى وعندما يدخلون في الحسابات عندها تنتهي القضية”.

 

وتوجه إلى الطلاب في حزب “القوات اللبنانية” بالقول: “إذا ما حملتم أنتم الشعلة فلن يبقى من يحملها لأننا في حاجة دائما الى أشخاص لا يهابون رمي أنفسهم بالنار فمن دون هؤلاء لا تبنى الأوطان”.

كلام جعجع، جاء خلال احتفال إطلاق مصلحة الطلاب فيلما وثائقيا عن تاريخ المصلحة في المقر العام لحزب “القوات اللبنانية” في معراب، في حضور عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم، رئيس بلدية حصرون جيرار السمعاني، الامين المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، رئيس مصلحة الطلاب شربل خوري، رؤساء المصلحة السابقين: رئيس جهاز التنشئة السياسية شربل عيد، رئيس جهاز الانتخابات نديم يزبك، عضوي المجلس المركزي دانيال سبيرو وجاد دميان، جيسي رمزي عيراني، ليندا ضو وحشد من الطلاب.

واستهل جعجع كلمته بالقول: “الشيخ بشير بدأ مع الطلاب كذلك فادي افرام بدأ أيضا مع الطلاب وأنا بدأت مسيرتي مع الطلاب أيضا الأمر الذي يدل على أن مصلحة الطلاب خزان لا ينضب أبدا”.

وأضاف: “لو لم يكن هناك طلاب يتصرفون من دون حساب لما كان هناك شهداء في هذه الدنيا، وإذا ما أخذنا كل الحروب لرأينا أن معظم الشهداء الذين سقطوا هم من الشباب، ولكن هذا لا ينفي أنه في بعض الأحيان يستشهد رجال كبار في السن وعن حق أيضا. وفي هذا الإطار، أذكر تماما ما حصل معنا فجيلنا كان يسمع باستمرار نصائح الأهل التي تحذر من مغبة ما نقوم به، ولو سمعنا يومها نصائحهم لما كان هناك مقاومة التي قوامها الأساس هو الطلاب، وعلى سبيل المثال سليم معيكي ورمزي عيراني اللذين تركا مستقبلا زاهرا ليرميا بنفسيهما في النار من أجل القضية”.

وشدد على “أنه إذا إذا ما حمل الطلاب الشعلة فلن يبقى من يحملها، فمع تقدم الفرد في السن تتغير نظرته إلى الأمور ويبدأ باحتساب مغبة أفعاله بشكل أكبر ومكمن منفعته من كل خطوة يقوم بها، بينما الطالب هو الوحيد الذي يقوم بكل ما يقوم به من دون حساب ويرمي نفسه في النار، فمن دون هؤلاء لا تبنى الأوطان باعتبار أن المنطق البسيط القائم على عدم تعريض أي فرد نفسه للخطر، وهذا أمر طبيعي من سنة الحياة، لا يبني أوطانا ويصنع تاريخا”.

وأضاف: “نحن كنا نعيش في وطن كسائر الأوطان إلا أنه بين ليلة وضحاها اضمحل هذا الوطن وعندها من تحمل المسؤولية هم من قبلوا رمي أنفسهم بالنار وقليلون جدا من قبلوا بذلك من غير الطلاب، لذلك أريد أن أؤكد أن رهاننا عليكم يا طلاب “القوات” كبير جدا ولكن الأهم هو أن يكون رهانكم على أنفسكم كبير جدا، لذا أطلب منكم ألا تسمحوا بأن تنتقل عدوى الكبار إليكم، فمنطق الكبار يختلف عن منطق الصغار وأهم ما في الأمر ألا تقوموا بالحسابات الضيقة وتذكروا دائما أنكم تجسيد للقضية في حالتها الطبيعية والنقية”.

وشدد ايضا على ان “القوات اللبنانية” أكبر من حزب هي قضية ونضال مستمر، ولولا هذه القضية والنضال المستمر لما كنا اليوم واقفين هنا بالرغم من كل ما تعرضنا له من تنكيل وسجن، إلا أن نضالنا في نهاية المطاف أدى إلى النتيجة المطلوبة فنحن اليوم كالمارد الذي خرج من القمقم والذين جهدوا طيلة 30 عاما على هدف واحد وهو إبقاء هذا المارد الذي اسمه حزب “القوات اللبنانية” داخل القمقم، والسبب هو الزخم الذي يختزنه والقضية التي يحملها والتاريخ الذي يتكئ عليه والشابات والشبان الذي يضمهم حيث من غير الممكن إيقاف حركته في حال خرج من القمقم، وبالفعل هذا ما حصل في الوقت الحاضر بعد خروجنا منه من حيث لا ندري في الإنتخابات النيابية الأخيرة باعتبار أنه لم يكن هناك أحد ليقدر قبل صدور النتائج أننا من الممكن أن نحصد ما حصدناه من مقاعد وبالنتائج التي حصلنا عليها. فنحن وصلنا اليوم إلى القمة، ولكن الأهم هو الإستمرار في النضال تقدما نحو الأمام من أجل الوصول إلى الوطن الذي نحلم به جميعا”.

وفي الختام، شكر “مصلحة الطلاب وكل من أشرف على إعداد الوثائقي ولا سيما الرفيقين جاد دميان ولمى الترك وكل الفريق العامل على الجهد الذي بذلوه”، وقال: “أريد أن أعتذر من كل الرفاق والمسؤولين الذين كانوا في مصلحة الطلاب ولم يتم أخذ شهادتهم في هذا الوثائقي على خلفية أن للفيلم وقتا محدودا لا يمكن تجاوزه، لذا لا يمكن أن يضم 1000 شخص في ظل العدد الهائل من الشباب الذين ناضلوا من أجل وصول مصلحة الطلاب إلى ما هي عليه اليوم واستطرادا حزب “القوات اللبنانية”.

خوري
من جهته، قال خوري: “ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ، والفارغات رؤوسهن شوامخ” فالسنبلة الملأى هي هذا الجسم الذي حمل في قبله أياما وسنوات ومحطات نضالية حفرت في وجدان هذا المجتمع حكايات عن المقاومة والعزة والكرامة، فمقاومتنا بدأت منذ فجر التاريخ ولم تنته بالإستقلال الثاني، ففي أيام الحديد والنار سمعنا قصصا عن نضالات وأوجاع ولمسنا حرقة قلوب كثيرين انتظروا آباءهم وأمهاتهم وأولادهم وإخوتهم كي يعودوا من عن تلال الكرامة، إلا أن بعضا منهم لم يعد، ولكن الأهم هو أن هذه التلال بقت بيضاء ناصعة واضحة وتعرف أهلها جيدا فنحن كنا السنبلة الملأى في الوفاق الوطني ونحن من وضع خيار نهاية الحرب والعبور نحو مرحلة السلم بكل مسؤولية”.

وأضاف: “أنتم كنتم السنبلة الملأى التي انحنت بعنفوان وبتحد لا متناه أمام رفاقكم الذين سبقوكم في أيام الحديد والنار فكنتم قدوة السلام وروح النضال عندما وقفتم واجهتم الإحتلال وشبكاته الأمنية وغير الأمنية بصدوركم ووصلتم بنضالكم هذا إلى حد الإستشهاد، فسقط من بينكم رمزي عيراني وبيار بولس وطوني ضو ليكونوا ذخائر نضالكم المحفورة في عقولنا وفي كل حركة نقوم فيها. فنحن في صمت المسؤول وتسامح الأب صخرة الإستقلال الثاني، كنا السنبلة الملأى التي التفت حول الصرح البطريركي في بكركي في بيانه الشهير الذي أنتج مصالحة الجبل التي أسست لمصالحة كل اللبنانيين في العام 2005 والتي كنا قلبها. فمن منا كان ليعتقد أن هذا العدد من اللبنانيين سيردد في يوم من الأيام عنوان بشير الجميل “لبنان أولا”!؟ فنحن لم نترك أي وسيلة إلا واستعملناها لدفن أحقاد الماضي، ومن هذا المنبر تحديدا فتحنا طريق بعبدا ومن الصرح الوطني الكبير فهمنا عمق المصالحة مع “تيار المرده”.

ولفت إلى أن “انتصاراتنا الأخيرة تدل على اهمية تواضعنا ومقاربتنا الصحية لإنقاذ لبنان، فنحن في مصلحة الطلاب نؤمن بأن الإنقاذ الحقيقي للبنان يبدأ من عصب هذا المجتمع أي الطلاب والشباب. ومعركتنا في هذا الإطار تبدأ مع ذاتنا التي تقبل التطور والتغيير. ذاتنا التي تقبل أن تزرع شجرة اليوم كي تجلس في ظلها نفس أخرى ولو بعد وقت طويل، وصراعنا الحقيقي هو ألا نقبل بالنزول عن هذا المعيار الذي اختارته “القوات اللبنانية” فأضحى خيارا. لذا دعوتنا لكم اليوم للإقتداء بمبادئنا وثوابتنا والقيام بمقاربة واقعية للوضع الراهن من أجل أن ننتشل مجتمعنا من حالة اللامبالاة واللامسؤولية التي تنمو فيه، لذا علينا المحافظة على النضال بالمعنى العميق والأهم بحيث يجب أن نحافظ على روحية العمل والإنجاز وبهذا نحقق علة وجود مصلحة الطلاب وغايتها”.

وأشار إلى أن “سلوك الاستكانة مرفوض فيما المبادرة المناضلة هي المطلوبة وروحية القيادة التي تنتج الإيجابيات عنها، وهذا الأمر يراه الطلاب وصناديق الإقتراع في الـLAU، AUB، NDU وUSJ تؤكد ذلك فنحن في مصلحة الطلاب ضد تمجيد العجز وإنما مع تشخيص المشكلة ونحن ضد غسل الدماغ بالمغالطات وإنما مع عقلنة العمل السياسي ونحن مع التخطيط والتصميم”, وختم خوري: “في 29 حزيران المنصرم توجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” برسالة لرفاقه المنتسبين، وقال: “إن حامل هذه البطاقة قد يكون مشروع شخصية عامة معروفة يخدم القضية فوق مسرح الأحداث، تماما مثلما قد يكون مشروع جندي مجهول يخدم القضية ذاتها، وإنما خلف كواليس هذا المسرح، وقد يكون شخصية معروفة ويتحول بعدها الى مناضل مجهول، والعكس صحيح ايضا، فكلنا في نهاية المطاف مناضلون بأوجه متعددة وأسماء مختلفة ومواقع حزبية او رسمية متفرقة، نعمل لتحقيق غاية وطنية نبيلة، وجدت قبلنا وتستمر من بعدنا. صحيح أن “القوات” تسلمكم بطاقة تحمل تاريخ اليوم فقط، لكن القضية التي تجسدها هذه البطاقة تحمل أمجاد القرون الماضية، وتحديات الواقع الحالي، وتطلعات المستقبل الآتي”.

دميان
وألقى دميان كلمة باسم فريق الإعداد، قال فيها: “قوة في العقيدة، عمق في الايمان، صلابة في الالتزام: ثلاثية طالبية قواتية ذهبية تعكس نهج حياة اختارته مجموعة من الشابات والشبان في زمن الحرب كما في زمن السلم في وجه محاولات جيوش قريبة وبعيدة تغيير هوية لبنان وضرب رسالته وزعزعة مفهوم القيم والمبادئ حيث كانت قوة عقيدة طلاب “القوات” من قوة عقيدة البشير وحافظوا من خلالها على 10452 كيلومترا مربعا، في وجه محاولات شيطنة صورة “القوات” ومناصريها وقائدها الذي كان في الاعتقال، فكان عمق الايمان بالقضية هو الخيار الذي لا يتزعزع في وجه مغريات السفر والهجرة وسهولة غسل اليدين من مسؤولية المقاومة والنضال وامام مشهد الاغتيالات، كان هناك صلابة في الالتزام من أجل بناء جمهورية قوية، هؤلاء هم طلاب “القوات اللبنانية” عبر السنين والايام، هكذا كانوا وهكذا سيبقون قوة في العقيدة، عمقا في الايمان، وصلابة في الالتزام”.

وأضاف: “انطلاقا من هذه الثلاثية فقد بدأ المشروع في تشرين الأول 2016، ففي حينه اجتمعت لجنة الأبحاث في مصلحة الطلاب برئاسة الرفيقة لمى الترك مع الرفيق مخايل عواد، الجندي المجهول، البعيد كل البعد عن الأضواء والقليل الكلام، في ذاك اليوم كان كلامه مختلف وبرهن من دون قصده عن أنه في بعض الأحيان طريقة سرد ما يقال يوازي أهمية المعلومات التي يتم إيصالها إلى الطرف الآخر ويزيد من قيمتها، فهو وعبر إصراره يومها على إبراز النضال الطلابي في 7 آب وبالشغف الذي أظهره لرفاقنا في اللجنة عن هذه المحطة من تاريخنا التي لا تعطى حقها دفع بالرفيق سمير منصف الذي كان يسمع طريقة السرد إلى الوقوف بعد الإجتماع ليقول “أوف كأنو فيلم”. وعندها بدأ مسار تلك “الأوف” وقررنا بعد اجتماعات عدة ألا يختصر النضال الطالبي في 7 آب وإنما أن يشمل تاريخ مصلحة الطلاب”.

وأشار إلى أنه “من الممكن أن يكون من قبيل الصدفة أو لا أن يبدأ تصوير هذا الفيلم الوثائقي يوم عيد الإستقلال في العام 2016 مع رفيقنا دانيال سبيرو، إلا أن من المؤكد اليوم انه من خلال إطلاق هذا العمل، فهذا المشروع لن ينتهي بل هو بداية لجزء مكمل لنضال استمر سنوات طوال وسيمتد لسنوات لاحقة. فقد برهنت مصلحة الطلاب أنه عندما يكون الكتف على الكتف والقلب على القلب فالإيمان بالقضية يمكن أن ينقل جبالا ويساهم في انتفاضات ويحقق انتصارات ويكسر محتلا، وكل فرد منا من موقعه قادر على النضال باعتبار أن هذا الأمر مهم جدا وأساسي، ولكن الأهم هو مدى احترام كل فرد منا الآخر وتقدير نضاله، لذا من خلال هذا الوثائقي حاولنا توجيه تحية ولو بسيطة الى عدد كبير من المناضلين الذين سبقونا عبر رفاقنا الـ36 الذين شاركوا عبر إعطائهم شهاداتهم ولكن عبرهم كنا نلقي الضوء ونوجه تحية كبيرة جدا الى آلاف وآلاف من المناضلين المجهولين الذين ساهموا في استمرار هذه المسيرة”.

وتابع: “اسمحوا لي في هذه المناسبة ان أتوقف عند فريق عمل الوثائقي الذي عمل وحضر وسهر على تنفيذ العمل الذي تخطا الـ36 ساعة تصوير وعشرات الساعات التحضيرية، وهم الرفاق والأصدقاء: رامي جبور، لمى ترك، المخرج علي بعلبكي، البير رحيم، استيل صهيون وهاني رواس. كما واريد شكر الشخص الذي لا يحب أن يتم شكره مدير مكتب رئيس الحزب ايلي براغيد الذي تحملنا لاكثر من 10 مرات من أجل أن نشاهد العمل ونطوره”.

وختم: “إن هذا العمل هو تأكيد ان “القوات اللبنانية” كانت وستبقى هنا”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.