السنيورة: عقدة النواب السنة مفتعلة من قبل حزب الله

نظم “المركز الإسلامي” في عائشة بكار لقاء حواريا مع الرئيس فؤاد السنيورة حول قضايا لبنان والمنطقة، في حضور ممثل الرئيس نجيب ميقاتي عبد الفتاح خطاب، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ محمد عساف، الوزير السابق خالد قباني ، النائب السابق بهاء الدين عيتاني، السفير عبد الرحمن الصلح، المستشار السياسي في سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان ماجد أبو العلا، ورئيس جمعية المقاصد فيصل سنو، رئيس اتحاد جمعيات عائلات بيروت محمد عفيف يموت، رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمرو جلال العدوي وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وعلماء وقضاة شرع.

عساف
استهل الحفل بتالاوة اية من القران الكريم ثم النشيد الوطني اللبناني وبكلمة لرئيس المركز علي نور الدين عساف، قال فيها: “المركز الاسلامي يفتخر انه يسير على نهج وثوابت ما رسمه لنا أسلافنا، وعلى رأسهم الشهيد الشيخ احمد عساف. فنهجنا نهج الاعتدال والتسامح ومن ثوابتنا دعم مقام رئاسة مجلس الوزراء المرجعية السياسية الوطنية الجامعة ودعم دار الفتوى المرجعية الدينية الوطنية الكبرى ودعم المؤسسات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الفاعلة والعاملة”.

اضاف: “من منطلق دعمنا لمقام رئاسة مجلس الوزراء فاننا نسجل دعمنا المطلق والكامل لدولة الرئيس سعد الحريري ونبارك خطواته ونقف الى جانبه صفا واحدا لما يقوم به من جهود كبيرة وجبارة لإنجاز تشكيلة الحكومة العتيدة. ونطالب الجميع بمد يد العون وتسهيل مهمة التشكيل وعدم وضع العراقيل والتزام نصوص الدستور واتفاق الطائف الذي يمنح الرئيس المكلف حق التشكيل بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية”.

وقدم عساف للرئيس السنيورة درع المركز عربون وفاء واحترام وتقدير.

السنيورة
وتحدث الرئيس السنيورة فاعتبر “ان مشكلتنا مع ما يسمى بعقدة نواب السنة في 8 اذار هي مشكلة مصطنعة ومفتعلة من قبل “حزب الله” وذلك لتعقيد مسار الامور في لبنان. فعندما لا تتم الامور كما يريد الحزب يعقدها، فهو يعمل على فرض التسلط والتحكم في البلد”.

ورأى ان “هناك ازمة حقيقية على المستوى الدستوري في لبنان، وقال: “المشاكلات التي كانت مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية حلت معظمها ثم برزت مشكلة نواب السنة من 8 آذار، يريدون وزيرا لكل 5 نواب، وهذا خرق واضح للدستور وعرقلة لعمل الرئيس المكلف.

اضاف :”الدستور اللبناني واضح، رئيس الجمهورية يجري الاستشارات النيابية الملزمة وبنتيجتها يكلف رئيس الحكومة. وعندما أتى رئيس الحكومة المكلف للتواصل مع النواب خلال الاستشارات او اللقاءات غير الملزمة، لم يعلن انه سيقبل بما سيشترطه الفرقاء او اي جهة.الرئيس المكلف يجري الاتصالات لتشكيل حكومة متضامنة ملتزمة، ويكون محررا من كل القيود والالتزامات. بعدها عليه ان يمر في امتحان في مجلس النواب”.

وأكد السنيورة “ان الدستور لم ينص على إلزام الرئيس المكلف بأن يقبل بالشروط التي يضعها باقي الافرقاء من النواب”.

وقال: “جاءت بدعة جديدة في اعقاب ما سمعناه على لسان بعض السياسيين تقول، بتعديل اتفاق الطائف بالممارسة، انه أمر غريب وعجيب، لم نسمع مرة بأن هناك دستورا يعدل بالممارسة. الدستور هو دستور وقوانين، فكيف يعدل بالممارسة. هذه بدع يطلقها “حزب الله” غير الآبه لا بالدستور ولا بالقوانين”.

وتابع: “كان من الافضل لهم ومن الصواب، اثر الانتخابات النيابية، ان يلتقي النواب السنة الستة ويكونوا كتلة ويسجلوها في مجلس النواب، ويذهبوا الى الاستشارات النيابية ككتلة واحدة متضامنة هنا كان سيكون موقف الرئيس الحريري مختلفا. لقد طالبوا بالتمثيل من دون ان يكونوا كتلة واحدة. فهم منتسبون فعليا لكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكتلة حزب الله وكتلة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

وقال :” لو كان “اللقاء التشاوري” من الاساس كتلة واحدة كان من الممكن ان ينظر الرئيس المكلف الى هذا الامر. لكنهم في الحقيقة شكلوا سريعا هذه الكتلة من النواب السنة الستة للاخلال بالتوازن الداخلي وعرقلة تشكيل الحكومة وفرض الشروط السياسية.

ومضى قائلا: ربما هناك أسباب خارجية تدخل على الخط، كطلب ايران من “حزب الله” التشدد في مسألة تشكيل الحكومة، أو ربما مشكلة من “حزب الله نفسه، الذي يريد ان يظهر كحزب عابر للطوائف، وهو صاحب القرار في لبنان، لتوظيف ذلك على الصعيد الدولي او الاقليمي واللبناني. هذه الامور كلها دفعت الحزب الى التمسك بهذه المواقف، اضافة الى ذلك فقد استجد مؤخرا عدة عوامل :

موضوع العقوبات الاميركية على ايران و”حزب الله”، كل ذلك دفع “حزب الله” الى خلق مشكلة جديدة ، فضلا عن الحرب الدائرة في اليمن ولا سيما الاتطورات في “الُحُديدة”، وما ستفسر هذه المعركة من نتائج عملية على الارض، من دون ان ننسى الموضوع السوري ايضا والتدخل الدولي فيها. كل هذه الاوراق يريد ان يستخدمها “حزب الله” في توجهه في المنطقة، ليتمكن من استغلالها في استفزاز المملكة العربية السعودية”.

وقال: “حزب الله يعقد امور تشكيل الحكومة في لبنان، وايران تعقد الامور في العراق. من الطبيعي ان عدم تأليف الحكومة هو أمر سيء، والرئيس الحريري لم يترك اي فرصة سانحة الاواستغلها ومد يده للاطراف كافة لتسهيل عملية تشكيل الحكومة. لكنه كلما يقوم بخطوة لتثبيت هذا الانجاز ويتوصل الى حل الامور، نرى في المقابل المزيد من التشدد ووضع العصي في الدواليب.

اضاف: “هذه عرقلة واضحة لرئيس الجمهورية في اول انتخابات نيابية في عهده، وأول حكومة من بعد الانتخابات النيابية، وبالتالي ان عدم تأليف الحكومة منذ ما يقارب السبعة اشهر ليس لمصلحة العهد، وكان من المفروض تشكيل حكومة قوية تستطيع ان تأخذ قرارات”.

وتابع :” نحن بحاجة الى معالجات حقيقية وجذرية في لبنان، آن الاوان لان نواجه مشكلاتنا بكثير من الروية والهدوء. ليس هناك من دولة تتقاذفها الاحزاب والميليشيات والطائفية فهذا كله مخالف للدستور، ومن يقول انه يريد ان يعدل الدستور بالممارسة فهو يمس بمستقبل لبنان ومستقبل اولادنا. المطلوب ان تكون لدينا ارادة حقيقية لاستعادة الثقة بين مكونات البلد وبين المسؤولين والمواطنين اللبنانيين، والعودة الى الحوار والالتزام بالدستور والقوانين، واعادة الاعتبار للقضاء واحترام الجدارة والكفاءة في الامور كافة”.

وختم الرئيس السنيورة : “عندما كانت الامور تختلط على الرئيس فؤاد شهاب كان يقول “جيبو الكتاب” اي الدستور. نحن بحاجة الى صدمة ايجابية تستدعي العودة الى الحركة الاصلاحية في لبنان، والى معالجة المشكلات كافة، وبامكاننا ان ننجح. يجب ان نبذل جهودنا جميعا لتولد الرغبة الحقيقية للوصول الى بر الامان، وبيدنا المفتاح وليست الامور معقدة لكي نصل الى الطريق الصحيح”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.