عاجل

البحر معبر بعض اللبنانيين إلى بر الأمان: الأزرق أمامنا والحرب وراءنا!

ركوب البحر من طرابلس إلى مرسين في تركيا بعد تضييق السفر من مطار بيروت

لا يؤشر النظر إلى الأفق البعيد لنهاية قريبة لعدوان إسرائيل على لبنان، بل إن العدوان وعلى العكس مرشح للاتساع مع إمكان تضييق الحصار أكثر فأكثر على لبنان في البر والبحر والجو، وفي الوقت الفاصل عن إمعان إضافي في آلة القتل والتدمير، ثمة أفق يلوح في البحر لكل من ينشد معبرا إلى بر الأمان لا يزال متاحا حتى إشعار آخر من العدو.

قبل مدة، كانت كل شركات الطيران الأجنبية قد هجرت تباعا أجواء لبنان بسبب أوضاعه، ولم تبق سوى شركة «طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية»، الملاذ الوحيد للراغبين في الرحيل عن لبنان، وربما بالمجيء إليه وقد باتوا قلة قليلة جديدة تأتي بهم الطائرة إلى بيروت بعدد أصابع اليد وكأنهم على طائرة خاصة.

وفي الموازاة ظل البحر خيارا للسفر إما بباخرة سياحية مرفهة تبحر من ميناء ضبية في ساحل بيروت لتصل بعد 6 ساعات إلى قبرص وعلى متنها المحظيون بجوازات وتأشيرات سفر قبرصية أو «شنغن» أوروبية، وبمبلغ يتراوح بين 1500 و2000 دولار، وإما بباخرة تجارية تبحر من مرفأ طرابلس التجاري لتصل بعد 12 ساعة إلى ميناء مرسين في تركيا بكلفة تقارب 350 دولارا للشخص.

منذ أسبوعين تاريخ اندلاع العدوان الإسرائيلي على لبنان ولغاية اليوم، بلغ عدد المغادرين عبر مرفأ طرابلس إلى جنوب مرسين أكثر من 1200 شخص، والاتجاه بحسب مالك السفينة محمد يوسف هو «لزيادة عدد الرحلات الأسبوعية من ثلاث إلى خمس لأن الطلب كثيف، علما أن الرحلة الواحدة تتسع لنحو 400 شخص، وثمة لائحة انتظار لمزيد من الراغبين في السفر وأكثرهم من الجنوب اللبناني».

ويقول المغادرون عبر هذا المرفأ إن «السفر عبر الجو يحتاج إلى انتظار طويل لحجز مكان، لذا اعتمدوا البحر وسيلة هروب أسرع من أتون الحرب».

تعددت الخيارات والهدف واحد، وهو الهرب من جحيم الحرب في لبنان إلى أي وجهة آمنة، ولو أن البعض ممن يركب البحر من عاصمة الشمال طرابلس يتكبد مشقة سفر كبرى قبل بلوغ إسطنبول والانتقال منها ربما جوا إلى الوجهة الأخيرة.

سفر قد يستحق العناء طالما أن هناك من آثر هذا النوع من «البهدلة» على «بهدلة» النزوح داخل الوطن، وربما يكون لسان حال البعض الآخر لحظة الإبحار: «الأزرق أمامي ولبنان والحرب ورائي».

الانباء – بولين فاضل

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.