أرده الزغرتاوية التي خدمها البطريرك الدويهي ترفع اول مقام ديني في العالم على اسمه

قبل اقل من شهر على احتفال تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، في الثاني من شهر اب المقبل ( يصادف الذكرى 394 لولادته في إِهدن نهار 2 آب 1630)، و في إطار التحضيرات المواكبة لاحتفالات التطويب، وبالقرب من كنيسة القديسة ريتا، في بلدة ارده في قضاء زغرتا، يرتفع اول مقام ديني في الشرق والعالم على اسم البطريرك الطوباوي العتيد اسطفان الدويهي

السيد جوزيف كامل اراد ان يحقق حلم زوجته جورجينا، بناء كابيلا صغيرة على اسم الطوباوي العتيد اسطفان الدويهي، التي روت أن “حلم بناء مقام ديني للبطريرك الدويهي راودها منذ حوالى ثلاثة وعشرين عاماًً عندما كانت مع زوجها يعملون على بناء منزلهما الجديد، وارادت ان تضع صورة داخل البناء، فوقع اختيارها على صورة البطريرك الطوباوي اسطفان الدويهي، من بين مجموعة من صور القديسين التي كانت تحملها في حقيبتها اليدوية، ايماناً منها بان الباقين ” لن يزعلوا منها” كما قالت. 

اضافت: ” في الليلة عينها حلمت جورجينا انها رأت البطريرك الدويهي جالساً على كرسيه قبالة منزلهما الزوجي، يرتدي بزته النبيذية وقال لها ” لا تخافي فانا معكم وساحميكم”، وعندما استفاقت من النوم أفصحت لزوجها انها ترغب في شراء قطعة ارض صغيرة لتبني عليها مقاماً دينياً خاصاً للبطريرك الدويهي، وكان ذلك في العام ٢٠٠١ اي لم يكن البطريرك الطوباوي حينها مكرماً ( اعلن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر البطريرك اسطفان الدويهي مكرماً في 3 تموز من العام 2008 ).

تابعت: “عندما تعرقلت عملية شراء ارض لتنفيذ المقام الديني، لجأنا إلى مطرانية طرابلس المارونية وطلبنا قطعة ارض لا تتعدى مساحتها المئتي متر، مجاورة لكنيسة القديسة ريتا في البلدة واستحصلنا على إذن وبركة راعي الابرشية المطران يوسف سويف، الذي تفقد وبارك في وقت سابق أعمال بناء الكابيلا”.  

بلدة ارده فرحة جداً بهذا الحدث وتنتظر بفارغ الصبر تاريخ الرابع من آب المقبل كي يتم تدشين هذه الكابيلا، كيف لا وهذه البلدة هي من البلدات التي خدم فيها البطريرك الدويهي عندما كان كاهناً، فكانت تربطه مع أهلها علاقات اخوة ومحبة وصداقة عميقة.

وينقل النائب الأسقفي الخاص لشؤون الكهنة في ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور سايد مرون ما جاء في كتاب المطران ناصر الجميل عن البطريرك الدويهي :” كلف البطريرك إسطفان الدويهي بالاهتمام أيضاً برعيّة أردة في قضاء زغرتا، في رسالة إلى أمين سر المجمع المقدّس، بتاريخ ۲۰ نيسان ١٦٦٢ ، يُعرِب المرسَل عن تعبه خلال هذه السنة، في القرى والبساتين المجاورة لبلدة أردة وهي الرعيّة التي طلب منه البطريرك خدمتها. ولقد قام فعلاً بذلك من شهر تشرين الثاني لغاية الأحد الجديد واحتفل بكل الرتب، يقول إنّه في هذه الأثناء، كان عدد المرضى كبيراً جداً مما اضطره إلى اقتناء بغلة، وكان يدور طوال النهار ويقوم بزيارتهم مقدماً الأسرار المقدّسة الضرورية لصحتهم”.

في هذه الرسالة، لم يتوان البطريرك الدويهي عن تأمين الرتب الليتورجية خلال عيدي الميلاد والفصح، وكذلك أثناء الصوم والمناسبات الطقسية الأخرى، ما سمح له بأن يقدّر، بالتجربة، حاجات الإصلاح الليتورجي الذي باشر بتحقيقه.

من جهة أخرى كان يزور المرضى ويحمل إليهم الأسرار وكذلك الدعم الروحي الذي هم بحاجة ماسة إليه في هذه الأوضاع”.

وخلال زيارة موقع الكابيلا لاحظنا ان أعمال البناء تسير بوتيرة سريعة جداً، والعمال يجهدون من اجل إتمام البناء قبل الرابع من تموز التاريخ الذي اعلن عنه المسؤولون لتدشين الكابيلا. 

ويشرح السيد جوزيف كامل الذي تبرع مع زوجته جورجينا ببناء الكابيلا على نفقتهما الخاصة:” ان الكابيلا ستكون جاهزة في حدود الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وان مذبحها مصنوع من صخر اهدن، وان تمثال البطريرك الذي سيوضع داخل الكابيلا مصنوع من مادة الرزين، وصممت النوافذ والمدخل و السقف، كذلك قبة الجرس، على الطراز القديم، والزجاج الذي استعمل للنوافذ شفاف يسمح بمرور النور  إلى داخل الكابيلا”.

الرابع من اب المقبل ستكون ارده على موعد مع الوفاء لمن خدم رعيتها بكل تفان واخلاص، وسيكون حفل التدشين على مستوى المناسبة الجلل، حيث ستستخدم الساحة الكبرى لكنيسة القديسة ريتا أثناء الاحتفال بالذبيحة الإلهية كي توضع فيها الكراسي، بالإضافة إلى الشاشات الضخمة التي سترتفع على جانبي الساحة وعند مدخلها افساحاً في المجال امام اكبر عدد من المؤمنين للمشاركة في الصلاة. وسيكون المذبح مرتفعاً في ساحة الكابيلا التي تعلو المكان.

فخرنا اليوم، نحن ابناء هذا الجيل، ان نشهد على تطويب اول بطريرك ماروني في العالم كرس حياته كلها لخدمة رعاياه والكنيسة، فامتدت رعيته من قلب وادي قنوبين من وادي القديسين إلى جميع أقطار العالم.

تحقيق فريد بو فرنسيس 

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.