العميد المتقاعد أبومعشر: الحرب ستنتهي بمفاوضات على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»

رأى العميد الركن الطيار المتقاعد أندريه أبومعشر في حديث إلى «الأنباء»، انه حتى الساعة وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الاشتباكات العسكرية في الجنوب، ونوعية الأسلحة المستخدمة فيها، «لاتزال الحرب القائمة منذ الثامن من أكتوبر 2023، تسير وفقا لضوابط أراد الطرفان المتحاربان حزب الله وإسرائيل ترسيخها لمنع المنطقة من الانزلاق إلى حرب شاملة، علما ان كلا منهما جاهز عسكريا ولوجيستيا وتقنيا لخوضها».

ولفت أبومعشر إلى ان الحليفين التقليديين لإسرائيل، أي الولايات المتحدة وبريطانيا، «لا يعارضان فكرة إنهاء حركة حماس في غزة، وتحجيم حزب الله في لبنان، إلا انهما وعلى الرغم من ذلك لا يريدان توسيع رقعة الحرب، ويعملان بكل ما لديهما من نفوذ وتأثير في المنطقة الإقليمية لاسيما في إسرائيل، لاحتواء الأزمة وعدم الذهاب إلى حرب شاملة، لن يكون لأحد القدرة على ضبط إيقاعها وتفلتها من عقالها باتجاه ما لا تحمد عقباه، ناهيك عن كلفتها السياسية على الحزب الديموقراطي بزعامة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يتحضر لخوض معركة انتخابية غير سهلة بوجه منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب».

وأكد أبومعشر «انه ليس من مصلحة لا حزب الله ولا إسرائيل الذهاب إلى حرب شاملة لن تقف حال اندلاعها عند حدود إيران، انما قد تتجاوز الأخيرة لتصل إلى حد دخول لاعبين جدد إقليميين ودوليين إلى عمق المعركة، وفي طليعتهم روسيا صاحبة المصلحة الاستراتيجية بتورط واشنطن في حرب مماثلة تؤدي إضافة إلى بيع وتسويق الأسلحة الروسية، إلى تخفيف الضغط عن موسكو في الحرب الروسية – الأوكرانية».

واعتبر أبومعشر «ان عناصر اندلاع الحرب الشاملة موجودة، وان مصير المنطقة مفتوح على كل الاحتمالات، إلا ان الأخطر في المشهدية القائمة، هو أن اللبنانيين لا يملكون قرار الحرب والسلم، وحتى حزب الله ما عاد باستطاعته التراجع عن «إشغال العدو»، فقراره بوقف الحرب من عدمه لم يعد في حارة حريك انما مقيد ومرتبط بالتطورات الميدانية، وذلك مقابل تأييد ودعم 76% من المجتمع الإسرائيلي رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو الذي لا يزال على الرغم من انسحاب الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت من مجلس الحرب الإسرائيلي، قادرا على فرض نفسه وإقناع شعبه والعالم بأن إسرائيل تخوض حربا وجودية».

وختم أبومعشر مؤكدا «ان الحرب في غزة ورفح وجنوب لبنان سواء توسعت لتشمل المنطقة الإقليمية ام بقيت على حالها ضمن الضوابط الدولية، لن تحصد سوى دمار غير مسبوق وبحر من الدماء، ولن يكتب بالتالي النصر لأي من الأطراف المتحاربة. فلا إسرائيل قادرة على إنهاء حماس وحزب الله نظرا لامتلاك الأخير أسلحة هجومية ودفاعية نوعية إضافة إلى مسيرات وقدرات جوية تمكنه من إلحاق خسائر هائلة بالجيش الإسرائيلي، ولا محور الممانعة من جهة ثانية قادر على هزيمة إسرائيل وإزالتها من الوجود. انها حرب عقائدية أيديولوجية لا أفق لها ولا قرار، وستنتهي في نهاية المطاف بجلوس الجميع على طاولة المفاوضات والتسويات السياسية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وذلك برعاية عربية أميركية مشتركة».

الانباء – زينة طبّارة

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.