إطلاق أول عمل ثقافي عن وادي قنوبين في أوستراليا

أطلقت “جمعية وادي قنوبين” في أوستراليا، من ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، الذي تحققه رابطة قنوبين للرسالة والتراث، أول عمل ثقافي متكامل عن قرية وادي قنوبين، الكائنة في الوادي المقدس.

وعملت الجمعية خلال اطلاقها حملتها على توضيح التباس شائع حول تسمية الوادي المقدس “وادي قنوبين”. واوضحت ان “الحقيقة هي أن وادي قنوبين قرية مأهولة لها كيان بشري راعوي اجتماعي، قائمة ضمن وادي قاديشا، أي الوادي المقدس، وبالتالي فإن الوادي المقدس هو أوسع من قرية وادي قنوبين، التي تشكل جزءاً جغرافياً منه، اكتسب أهمية بارزة كونه اتخذ مقراً للبطريركية المارونية طوال ما يقارب الأربعمئة عام، فتقدم اسمه على سائر نواحي الوادي، الذي شاعت تسميته خطأً بوادی قنوبين”.

ولفتت الى ان العمل الثقافي يتناول “مسحاً شاملاً، بحثاً وتصويراً، لكل المعطيات البشرية والجغرافية والتاريخية والطبيعية والعمرانية لقرية وادي قنوبين، بما فيها حركة الهجرة منها الى بلدان الإنتشار، حركة الرحّالة العرب والأجانب والموفدين البابويين وقناصل الدول، الذين زاروا وادي قنوبين، والتقوا بطاركتها وشعبها، ووضعوا مؤلفات عن زياراتهم وانطباعاتهم”.

يونان

واوضح رئيس جمعية وادي قنوبين في أوستراليا ريمون حسيب يونان، انه “من الطبيعي أن نبادر الى هذا العمل الثقافي كعلامة من علامات وفائنا لجذورنا، وحفاظاً منّا على هويتنا الروحية والثقافية، التي شدّت العالم أجمع للتعرف عليها. ونلتقي مع جميع المهتمين بتراث الوادي المقدس ككل، وقريتنا جزء أساسي منه”.

ملحم

وقال منسق المبادرة الجديدة بين لبنان واوستراليا عضو جمعية وادي قنوبين الياس ملحم : “بعد 25 عامًا تقريباً من العمل العلمي المتعلق بتراث الوادي المقدس، قادنا تعلقنا بأرضنا الأولى المقدسة الى اطلاق هذا العمل الثقافي المتكامل. وليس هدفنا فقط تأكيد تعلقنا بوادينا بل ان حرصنا على أجيال وادي قنوبين المولودين في بلدان الإنتشار، دفعنا إلى هذا العمل الذي سيصدر بالعربية والانكليزية ليوزع على هؤلاء ، وليقدّم الى كل المرجعيات الروحية والزمنية في لبنان وخارجه، وفي طليعتها قداسة البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان. وأضاف ملحم : نرى هذه الخطوة باباً لمرحلة جديدة من اهتمامنا بقريتنا على قاعدة تمسكنا بهويتنا وبجذورنا وبأرضنا، وبضرورة اهتمامنا بالبشر والحجر في هذه الأرض. وطموحنا أن نعزز صمود أبناء وادي قنوبين الراسخين في أرضها، وأن نعيد بناء ما هدمته الأيام وظروف الإهمال والتخلي من الحجر. وهذا الطموح هو موضوع متابعة حثيثة من قبلنا مع جميع المسؤولين المعنيين، على رأسهم غبطة أبينا البطريرك الراعي، الذي أعلن موقفه بوضوح منذ توليه السدّة البطريركية، سنة 2011، بأنه مع البشر في قنوبين قبل الحجر، ومع سائر القيادات المهتمة”.

نخول

من جهته لفت أمين الشؤون التاريخية في رابطة قنوبين الدكتور جان نخول: ” ان هذا العمل الثقافي المتعلق بقرية وادي قنوبين هو تتويج لكل الأعمال التي تحققت حول تراث الوادي المقدس، وقد أطلق عليه، عن جدارة، “قنوبين تاج الدنيا” وهو يتضمن أولاً كتاباً وفيلماً وثائقياً لاحقاً. يضع الكتاب مجموعة من الباحثين والمؤرخين والمصورين الذين سيجمعون مادة متكاملة عن تاريخ القرية وجغرافيتها وعائلاتها وعلاقاتها بالبطريركية المارونية ومعالمها الدينية من كنائس وأديار ومحابس، والطبيعية من مغاور وكهوف، والعمرانية من بیوت وطواحين وبيادر وعيون المياه و”قميّن” الكلس ومدارس ودروب المشاة فيها ومنها وإليها، وعن زوارها في التاريخ من رحّالة وسواهم والأحداث التي شهدتها، بخاصة في عهود البطاركة الذين أقاموا فيها”.

عرب

واشار أمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب الى ان “هذا العمل سينجز قريباً ليصار الى توزيعه في لبنان والعالم. وسوف تكون له متابعة إعلامية متوالية للإضاءة على مسار تحقيقه”.

ورأى أن “هذا العمل الذي بادرت اليه جمعية وادي قنوبين، هو إسهام جديد، من صنع البشر، في اغناء تراث الوادي المقدس، الذي صنعه أبناء وادي قنوبين، وطبعوه بأنماط الحياة الفريدة التي عاشوها، والتي على أساسها صنّف الوادي منظراً ثقافياً لا طبيعياً في لائحة التراث العالمي عام 1998، أي المنظر المتميّز بما صنعه البشر وعاشوه وليس فقط بما ميّزه الله في خلقه الطبيعي”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.