المواجهات ترفع حرارة الأجواء مع اقتراب العاصفة «دانييلا» و «الخماسية» تواصل مساعيها ولن تتحول إلى «سداسية»

بموازاة جلسات مناقشة ميزانية العام ٢٠٢٤ في يومها الثاني امس في المجلس النيابي ومع ترقب الطقس الممطر الذي يرافق العاصفة الثلجية «دانييلا» وتحذيرات من تكون الجليد على الطرق الجبلية، تبقى درجة الحرارة في جنوب لبنان مرتفعة جدا، قصفا عنيفا غير تقليدي باستخدام السلاح الفوسفوري، إلى جانب رفع منطاد تجسسي معاد بفضاء الضهيرة بالأرض المحتلة، والمثير هو التحليق الحربي من وقت لآخر فوق بيروت والذي من شأنه أن يطرح علامات استفهام كبيرة حول الهدف من تكراره.

وقال حزب الله إنه هاجم بمسيرتين موقعا للدفاع الجوي ومنصات القبة الحديدية قرب مستوطنة كفربلوم، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة.

أما الحدث اللبناني الذي كان ولايزال يشغل حيزا كبيرا من الاهتمام الدولي فهو الملف الرئاسي واختيار رئيس جديد لمواكبة المرحلة المقبلة بكليتها، محليا وإقليميا ودوليا. وتطرح أسماء ينقضها الخصوم من أي طرف، ما يضع «المجموعة الخماسية» العربية – الدولية أمام خيارات عدة، خاصة ان بين أعضائها دولتين كبريين هما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، لكل منهما مصالحه المختلفة في لبنان تحديدا.

والتعثر إلى الآن محكوم بالمستجدات الميدانية التي أخذت تفرض تحولات من شأنها إحداث خرق في المشهد الانتخابي يمهد الطريق إلى القصر الجمهوري في بعبدا.

وعلى خط التحركات السياسية التي تقدمها عشاء كليمنصو بين الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ولقاء جنبلاط برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم اجتماع مدير الإعلام لدى البطريرك الماروني بشارة الراعي وليد غياض ووفد من «حزب الله»، أتى استقبال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، رئيس «تيار المردة» فرنجية في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث سمع من نصرالله ما يؤكد الاستمرار بدعم ترشحه لرئاسة الجمهورية.

صحيفة «النهار» نقلت عن «المصادر» أن نصر الله كان المبادر الى حديث مفصل نسبيا ينطوي على إلقاء الأضواء على التصورات والاستنتاجات التي تستند إليها قيادة الحزب خصوصا، و«محور المقاومة» عموما لقراءة معمقة لأفق المرحلة التي أعقبت مباشرة عملية «طوفان الأقصى» وما ترتب عليها من حرب على قطاع غزة وارتداداتها الإقليمية. 

ووفق الصحيفة عينها، فإن نصرالله تولى الحديث عن الرهان الذي عقده على «انتظار كلمة الميدان حصرا وأن مهمتنا ستكون التفاعل مع هذا الواقع وشرحه». وبالعودة إلى الاستحقاق الرئاسي، فالحديث في بيروت مازال يتمحور حول اجتماع لممثلي «الخماسية» في باريس أو الدوحة، مع العلم أن هذا الاجتماع طرح جديا انعقاده في بيروت، وهذا ما أكده أكثر من جهة لـ «الأنباء»، لكن يبدو أن تعدد الآراء بين أعضاء «الخماسية» أرجأ اللقاء لحين نضوج الظروف المساعدة على نجاحه، والذي يعزز «صوابية» ذلك اللقاء الذي تم أخيرا بين السفيرين السعودي وليد بخاري والإيراني مجتبى أماني، وترافق ذلك مع تناول أكثر من طرف إمكان ان تتحول «الخماسية» إلى «سداسية» وثبت ان هذا الكلام في غير محله علنا أقله، لأن الولايات المتحدة عضو في «المجموعة الخماسية».

وفي هذا السياق، يجمع الموفدون الأوروبيون الى العاصمة اللبنانية على ضرورة التهدئة جنوبا قبل بت موضوع انتخاب رئيس الجمهورية مخافة تطورات قد تطرأ وتعوق هذا الإنجاز مما يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

وفي غضون ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك ودعاه لزيارة لبنان. وأكد بوحبيب «تمسك لبنان بعمل قوات اليونيفيل وتنسيقها مع الجيش اللبناني، وحرص السلطات اللبنانية على سلامتها وتسهيل مهمتها، إضافة إلى استعداد لبنان لتطبيق شامل ومتوازن لقرار مجلس الأمن 1701، وذلك ضمن حل متكامل يضمن الاستقرار واستدامة الهدوء». وكان هناك تطابق في وجهات النظر حول «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق حل الدولتين للخروج من دوامة الصراع في الشرق الأوسط الذي لايزال مستمرا من دون حلول منذ أكثر من 75 عاما».

الانباء – منصور شعبان

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.